رئيس الجمهورية، مشيداً بالتوجيهات الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية:

المفاوضات تسير بشكل طبيعي.. ولا علاقة لها بشؤون البلاد

أشاد رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، خلال اجتماع الحكومة يوم أمس، بالتوجيهات الحكيمة لقائد الثورة الاسلامية بشأن المفاوضات مع أمريكا، وقال: إن عملية المفاوضات تسير بشكل طبيعي، كما أن شؤون البلاد تنفذ وتتابع في مسارها الطبيعي أيضاً، ولن يتعرقل مسار تنفيذ البرامج في البلاد ولو لثانية واحدة؛ وبطبيعة الحال، فإننا نرحّب بالتوصل إلى إتفاق.
وقدّم وزير الخارجية أيضاً خلال الاجتماع يوم أمس، تقريراً حول آخر مستجدات وتقدّم المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمريكا، فضلاً عن المواضيع المتعلقة بالمفاوضات السبت المقبل. كما قدم محافظ البنك المركزي تقريراً مفصلاً حول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحفاظ على قيمة العملة الوطنية ومتطلباتها.
تصريحات ويتكوف ليست بنّاءة
من جانبه، قال وزير الخارجية عباس عراقجي، على هامش اجتماع الحكومة، انه يجب التعرف على وجهات النظر الحقيقية للجانب الأمريكي خلال المفاوضات، وإننا سمعنا خلال هذه الفترة مواقف متضاربة ومتناقضة، وتحدّث المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف عن عدة نماذج حتى الآن وستظهر طاولة المفاوضات المواقف الحقيقية.
وأضاف عراقجي: لقد سمعنا من الأمريكان مواقف مختلفة وبعضها متناقض، وهذا لن يساهم بأيّ حال من الأحوال في عملية التفاوض الصحيحة، وأعرب عن أمله في أن يتم التمكن من البدء في المفاوضات بشأن إطار إتفاق محتمل، في حال قدم الجانب الأمريكي مواقف بناءة في هذا الاطار. وتابع: يجب التعرف على وجهات النظر الحقيقية للجانب الأمريكي خلال المفاوضات، مُعرباً عن أمله في أن يتمّ التمكّن من البدء في المفاوضات بشأن إطار إتفاق محتمل، في حال قدّم الجانب الأمريكي مواقف بناءة في هذا الإطار، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن العمل سيصبح صعباً في ظل هذه المواقف المتناقضة والمتعارضة.
وفيما يتعلق بتصريحات المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف، بشأن التخصيب الصفري، قال عراقجي: وكما ذكرت مسبقاً، فقد سمعنا خلال هذه الفترة مواقف متضاربة ومتناقضة، وتحدث ويتكوف عن عدة نماذج حتى الآن وستظهر طاولة المفاوضات المواقف الحقيقية.
 رسالة قائد الثورة للرئيس الروسي
وردّاً على سؤال حول هدفه من زيارة روسيا، قال عراقجي: هدفي هو نقل رسالة مكتوبة من قائد الثورة الاسلامية إلى القيادة الروسية، ومن المؤمل أن يتم عرض هذه الرسالة خلال لقائي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.وبخصوص استمرار الضغوط على إيران خلال المفاوضات، أكد وزير الخارجية على أن مواقف إيران واضحة وثابتة، ولن يُحقّق الطرف الآخر شيئاً بالضغط. ومضى يقول: إنه إذا كانت المفاوضات على قدم المساواة وفي أجواء محترمة فيمكن أن تستمر؛ ولكن من خلال الضغط وفرض المواقف لن يتم التوصل إلى شيء، وقد أثبتت إيران ذلك عملياً وفي مواقفها، لافتاً إلى أن إيران ستحضر المفاوضات بهدوء وسلام، دون أن تتأثر بأي ضغوط.
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك أي نقاش في الجولة الأولى من المحادثات الإيرانية-الأمريكية غير المباشرة حول مستوى التخصيب داخل إيران، قال عراقجي: من المؤكّد أن تخصيب إيران لليورانيوم قضية حقيقية ومقبولة وصادقة، ونحن مستعدون لبناء الثقة بشأن المخاوف المحتملة، ولكن مبدأ موضوع التخصيب غير قابل للتفاوض.
الخارجية تعلّق على أنباء تغيير مكان المفاوضات
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن تغيير مكان المرمى في كرة القدم يعتبر خطأ احترافياً وخطوة غير عادلة؛ ولكن في الدبلوماسية، فإن مثل هذه الخطوة (التي تروج لها عناصر متطرفة تفتقر إلى الفهم والمنطق وفن التفاوض المعقول) قد تعرض أي بداية للانهيار. وأضاف إسماعيل بقائي: قد يُنظر إلى مثل هذه الخطوة على أنها افتقار إلى الجدية وحسن النية، ومازلنا في مرحلة الاختبار.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام غربية بأن مكان المفاوضات الإيرانية - الأميركية المقبلة سيتغير إلى روما.
لا نعول على المفاوضات لحلّ مشاكل البلاد
وكان قد صرح النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف، يوم أمس الأول، بأن إيران لا تعوّل على المفاوضات وعلى أي دولة أخرى لحل مشاكل البلاد، معتبراً استراتيجية البلاد بأنها تتمثل في النظر إلى قدرات الداخل لا الخارج.
وقال عارف: لقد حددت الحكومة الرابعة عشرة (الحالية) منذ اليوم الأول لعملها مسارها في إطار السياسات العامة والخطة التنموية السابعة، ونهجها تجاه القضية المشار إليها هو نفس النهج الذي أكد عليه سماحة قائد الثورة مراراً وتكراراً في الماضي، وهذا يعني عدم ربط القضايا غير ذات الصلة، واتخاذ موقف إيماني بالتعامل مع جميع البلدان، باستثناء الكيان الصهيوني، في ظل الظروف المناسبة وفي الظروف التي تكون لنا فيها اليد العليا ونستطيع التفاوض من وجهة نظر التعامل والمعنى الحقيقي للتفاوض.. نحن منفتحون على التفاوض والحوار، ولكن في ظل ظروف مناسبة ومتوازنة.
البلاد تمتلك إمكانيات هائلة
وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية: استراتيجيتنا في القضايا الوطنية هي أننا لا يجب أن ننظر إلى الخارج، بل يجب أن ننظر إلى الداخل. وأضاف: إن البلاد تمتلك إمكانيات هائلة في كافة المجالات؛ لكننا لم نستغلها بالشكل الكافي. وتابع: في الحكومة الرابعة عشرة، لدينا رؤية مفادها أن الشعب هو محور كل ما نقوم به، وإن توفير الموارد هو مسؤولية الشعب أيضًا.
وقال عارف: إننا لم نعول على هذه المفاوضات، ولا على أي علاقة محددة مع أي بلد، على الرغم من أننا نتفاعل مع جميع البلدان المهتمّة بإقامة علاقة معنا، مع الأولويات التي لدينا - البلدان المجاورة، البلدان الأفريقية، البلدان الكبيرة التي تتمتع بمكانة اقتصادية وخبرة ناجحة في القارة العجوز. وأردف: لذلك فإن موقفنا هو نفس ما قاله سماحة قائد الثورة اليوم، ولحسن الحظ فإن عملية التفاوض غير المباشر التي لدينا مع أمريكا تتقدم إلى الأمام ونأمل في نهاية المطاف أن يتحقق في هذه المفاوضات ما فيه مصلحة البلاد والشعب.وأكد ان موقفنا هو أنه ينبغي تجنب الافراط والتفريط، وقال: لا ينبغي لنا أن نصدر الاحكام المسبقة، نحن لا نقول أنه لا ينبغي طرح التعليقات، ولكن ينبغي أن تكون هذه التعليقات مساهمة في المفاوضات. الآن، سواء كان الأمر تفاؤلاً مفرطاً أو تشاؤماً مفرطاً، فكلاهما سيئ. وتابع: يجب دعم المفاوضين الذين يتفاوضون نيابة عن الدولة وليس الحكومة. وإذا كانت هناك وجهات نظر، فيجب أن تكون متاحة لهم من خلال آليات وأساليب مختلفة.
لا ينبغي رفع التوقّعات
وقال عارف: الآن هنالك دول ليست لديها مشاكل مع أمريكا، إلا أننا نرى كيف تتعامل أمريكا معها، لذلك لا ينبغي علينا أن نخلق تفاؤلاً مفرطاً في المجتمع، والذي بدوره سيجعل الناس فيما بعد متشائمين مهما كانت النتائج التي نصل إليها.
وختم تصريحه بالقول: لذلك لا ينبغي لنا أن نرفع التوقعات الآن، ولا ينبغي لنا أن نكون متشائمين أيضًا، وقد توصل النظام إلى هذا الاستنتاج. ولذلك فإن التشاؤم وبعض القضايا التي أثيرت لا تصب في مصلحة المفاوضات والمفاوضين. ويجب أن يحظى المفاوضون بدعم قوي، وإذا كان للنخب رأي، فيجب أن تكون قادرة على التعبير عن آرائها للمفاوضين والحكومة من خلال الأساليب المشتركة، وفي نهاية المطاف، من خلال الاتصالات التي لديهم.
على صعيد آخر، علقت المتحدثة باسم الحكومة على الشائعات حول إعادة فتح السفارة الأميركية في طهران، وقالت: «لا معنى لهذا الموضوع في الوقت الراهن».
وعلى هامش اجتماع الحكومة يوم أمس، أوضحت فاطمة مهاجراني، رداً على سؤال حول تقديم وزير الاقتصاد إلى مجلس النواب وإمكانية ربط هذه القضية بعملية المفاوضات: «من حيث المبدأ، لم ولن نربط أي قضية من قضايا البلاد بالمفاوضات»، وأضافت: «كما قال رئيس الجمهورية وذكر قائد الثورة الاسلامية في تصريحاته، فإننا لن نربط أيًا من القضايا الداخلية للبلاد بالمفاوضات، يتم تنفيذ الشؤون الجارية للبلاد».وتابعت مهاجراني: «ستكون المفاوضات من ضمن القضايا التي تتابعها وزارة الخارجية»، وأضافت: «الحكومة لديها قانونيا ثلاثة أشهر لتقديم وزير الاقتصاد، وبطبيعة الحال يمكنها استخدام الأشهر الثلاثة المخصصة لها».

 

البحث
الأرشيف التاريخي