إغلاق المعابر يهدد حياة 60 ألف طفل في القطاع
مجزرة جديدة للاحتلال في غزة.. وحملة تهجير بالضفة
أفادت مصادر طبية في القطاع بسقوط شهداء وجرحى في قصف صهيوني متواصل على أحياء سكنية في قطاع غزة.وقالت وزارة الصحة في غزة إن إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات يفاقم الأوضاع الصحية ويهدد حياة 60 ألف طفل، في الوقت الذي حذرت فيه وكالة الأونروا من ندرة الاحتياجات الأساسية في غزة وأثرها المدمر على الأطفال.من جانب آخر، نشرت وسائل إعلام صور تظهر تكدس مئات من شاحنات المساعدات الإنسانية جنوب مدينة العريش المصرية بعد منعها من الوصول إلى مدينة غزة.
وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة في نابلس وفجرت منزل أحد الشهداء غرب رام الله. في حين يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه لليوم الـ79على التوالي على مدينة جنين ومخيمها، وسط عمليات تجريف وإحراق منازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.
عشرات الشهداء في حي الشجاعية
في اليوم الـ23 من استئناف العدوان الهمجي الشامل على قطاع غزة، تواصل طائرات ومدفعية جيش الاحتلال الصهيوني قصفها لمناطق مختلفة في غزة مخلّفةً شهداء وجرحى في صفوف المواطنين الفلسطينيين، وأدّت غاراته إلى استشهاد 25 فلسطينيًّا وإصابة العشرات، منذ فجر الأربعاء 9 نيسان/أبريل 2025.وأفادت وسائل إعلام في قطاع غزة بأن الاحتلال الصهيوني نفذ مجزرة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 20 فلسطينياً وإصابة العشرات، فيما ما زال آخرون تحت الأنقاض حتى الآن.
وأكدت وسائل الإعلام أن ثمة مناشدات من بعض الأحياء أسفل أنقاض المبنى المستهدف، في ظل صعوبة وصول فرق الإنقاذ بسبب وجود قوات الاحتلال الصهيوني. ولفتت إلى أن هناك عدداً كبيراً من الإصابات بسبب تعرض منازل مجاورة للمنزل المستهدف في حي الشجاعية لأضرار بليغة.
في السياق، قال الناطق باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل إن عدد ضحايا القصف الصهيوني على الشجاعية قد يصل إلى 50 شهيدا، وأشار إلى أن الإصابات تتركز على الحروق وبتر الأطراف.
وفي وسط قطاع غزة، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف شقة في مخيم واحد في النصيرات، فيما استشهد شاب متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل أسبوع في قصف للاحتلال استهدف خيمته في مدينة دير البلح.كذلك، ارتقى شهيدان في قصف للاحتلال استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة صباحاً، وشنّ الاحتلال غارة على حي السلام جنوب شرقي مدينة خان يونس. كما استُشهدت فلسطينية، فجر الأربعاء، وأُصيب 6 آخرين، إثر استهداف صهيوني بصاروخ استطلاع على خيمة تؤوي نازحين من عائلة منصور في مخيم الإسراء، في المسلخ غربي خان يونس.
أزمة عطش
وفي سياق آخر، قالت بلدية غزة إن المدينة تعاني أزمة عطش بعد توقف خط مياه "ميكروت" لليوم السادس على التوالي، نتيجة الأضرار التي لحقت بالخط شرق حي الشجاعية، بسبب اعتداءات الاحتلال. وأكدت البلدية أن طواقمها بانتظار السماح لها بالوصول إلى موقع الضرر لاستكمال أعمال الصيانة.تجدر الإشارة إلى أن مياه شركة ميكروت تُشكّل نحو 70% من كميات المياه التي تُوزع على المواطنين والنازحين في مدينة غزة.
وطالبت بلدية غزة الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل والسماح لطواقمها بالوصول إلى موقع الضرر، لاستكمال أعمال الصيانة وضمان استئناف ضخ المياه في أسرع وقت ممكن. وأضافت البلدية أن الاحتلال دمر 64 بئر مياه من أصل 86 خلال الحرب، وأنها تحاول تشغيل 22 بئرا متبقية باستخدام الطاقة الشمسية والمولدات الاحتياطية.وذكرت وزارة الصحة بغزة أن انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب في قطاع غزة يضاعف التحديات الصحية.
أطفال غزة يعانون من سوء التغذية
من جانبها، حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أن 60 ألف طفل في قطاع غزة تتهددهم مضاعفات صحية خطيرة بسبب معاناتهم من سوء التغذية. وأكدت أن إغلاق المعابر أمام الإمدادات الغذائية والدوائية قد يُفاقم الأعداد المعرضة للإصابة بسوء التغذية.ولفتت إلى أن انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب سيضاعف من التحديات الصحية مع استمرار منع التطعيمات الوبائية للأطفال، وخصوصاً تطعيم شلل الأطفال.
وكانت وزارة الصحة في غزّة أكدت أنّ الوضع الصحي والإنساني في القطاع يتدهور، محذرة من أنّ إغلاق المعابر ومنع الغذاء "يهدّد أكثر من مليوني فلسطيني بسوء التغذية، وخصوصاً الأطفال".واستشهد أكثر من 58 فلسطينياً الثلاثاء، فيما أُصيب 213 آخرون من جراء القصف الصهيوني المكثف على قطاع غزة.
العدو يُنشئ سواتر ترابية شرقي رفح
كما نفّذت الطائرات الصهيونية سلسلة غارات على منطقة موراج شمال مدينة رفح جنوبي القطاع. وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال الصهيوني يواصل سياسة نسف المباني السكنية شمال غرب مدينة رفح جنوب القطاع.
وبدأ جيش الاحتلال الصهيوني بإنشاء سواتر ترابية شرق محطة بهلول شرقي رفح منذ أيام، مدمّرًا المزيد من المنازل والمنشآت في رفح. وقالت مصادر فلسطينية إنّ جيش الاحتلال الصهيوني يحصن المنطقة التي يوجد بها منذ بداية الحرب، لقطع الطريق الشرقي بشكل كامل عن الدخول لرفح وعزل معبري كرم أبو سالم ورفح. كما جدّد جيش الاحتلال الصهيوني أوامر الإخلاء في جزء من المنطقة الوسطى.وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس الماضي 1449 شهيدًا و3647 مصابًا. هذا، وارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني إلى 50810 شهداء و115689 مصابًا منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر من العام 2023.
توسيع العمليات البرّية
من جهته، قال جيش الاحتلال الصهيوني إن سلاح الجو شن هجمات على أكثر من 45 هدفا في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الصهيونية عن مصادر أن جيش الاحتلال الصهيوني يوسع عملياته البرية في قطاع غزة. وأضافت الصحيفة أن الفرقة 36 تعمل في رفح ومنطقة تل السلطان، وهي مناطق لم يعمل فيها جيش الاحتلال سابقا.
وأضافت الوزارة أن 60 ألف طفل في القطاع تهددهم مضاعفات صحية خطيرة بسبب معاناتهم من سوء التغذية، مؤكدة أن إغلاق معابر القطاع أمام الغذاء والدواء يفاقم سوء التغذية.
تكدس شاحنات المساعدات في مصر
من جانب آخر، حصلت وسائل إعلام على صور تظهر تكدس مئات من شاحنات المساعدات الإنسانية جنوب مدينة العريش المصرية بعد منعها من الوصول إلى مدينة غزة.
يأتي هذا في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال الصهيوني منع وصول أي مساعدات من الدخول للقطاع للأسبوع الخامس على التوالي، رغم كل المناشدات التي أطلقتها منظمات إنسانية دولية، وحذرت فيها من أن حياة مئات آلاف الأطفال الغزين مهددة بسبب الجوع وسوء التغذية.
وتسبب إغلاق المعابر في توقف الخدمات الصحية والعمليات الجراحية، خاصة مع ارتفاع أعداد المصابين جرّاء تصاعد وتيرة الهجمات الصهيونية. ويعيش القطاع الصحي أوضاعا متردية مما يرجح ارتفاع عدد الوفيات بين المرضى والمصابين الذين يفتقدون العلاج الضروري.
بدورها، دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى وقف فوري للنار في قطاع غزة.
العدوان على طولكرم لليوم الـ73
وفي الضفة المحتلة تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ73 على التوالي، ولليوم الـ60 على مخيم نور شمس، وسط تنفيذ اقتحامات واسعة واعتقالات، وعمليات تخريب وترويع طالت أحياء المدينة وضواحيها، ليلة الثلاثاء وفجر الأربعاء.وقد دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، ونشرت فرق المشاة داخل حاراتهما، مع اقتحامها للمنازل وتخريبها وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية، وإطلاقها الرصاص الحي، وسط سماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى.
تهجير جديد في مخيم بلاطة
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر الأربعاء، مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية المحتلة وتمركزت فيه وأجبرت عائلات فلسطينية على النزوح من منازلها، كما اقتحمت قرية دير إبزيع غرب رام الله وفجرت منزل عائلة الشهيد مجاهد منصور.وقال شهود عيان إن قوة عسكرية صهيونية كبيرة اقتحمت فجر الأربعاء مخيم بلاطة شرقي نابلس بعدد كبير من القوات الراجلة والآليات المدرعة، وشرعت في تفتيش منازل وحولت مباني إلى ثكنات عسكرية. وأضافوا أن الجيش أجبر عشرات العائلات على النزوح من منازلهم قسرا إلى خارج المخيم، كما فرض حظرا للتجوال في المخيم.
عملية طعن
على صعيد متصل، أفادت صحيفة معاريف الصهيونية بوقوع جرحى في عملية طعن في القدس الغربية، وقالت إن الدوافع قيد الفحص. كما اقتحم مستوطنون صالة أفراح فلسطينية في سلفيت وأحرقوها.ويأتي ذلك بعد يوم من استشهاد الفلسطينية أمانة يعقوب (30 عاما) -وهي محامية وأم لثلاثة أولاد- برصاص الاحتلال قرب مستوطنة "أريئيل" عند مفرق بلدة حارس غربي مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية.
