أزمة في الجيش الفرنسي..هروب الجنود وتحديات التسلح
تشير صحيفة "برلينر تسايتونغ" إلى أزمة في الجيش الفرنسي والتحديات التي تواجهها فرنسا في تحقيق خطط تطوير الأسلحة. وتقول الصحيفة: تريد أوروبا التسلح على نطاق واسع وإنفاق مليارات الدولارات لهذا الغرض، لكن الدول الأعضاء في الاتحاد تواجه صعوبات كبيرة في تجهيز جيوشها بالمستوى المطلوب. هناك نقص في المواهب الشابة، كما أن عدداً متزايداً من الجنود النشطين يتركون القوات المسلحة.
ويظهر مثال حديث لهذه المشكلة في فرنسا. فوفقاً لتقرير نشرته لجنة الدفاع في الجمعية الوطنية هذا الأسبوع، يعاني الجيش الفرنسي منذ عام 2022 من حالات هروب كبيرة من صفوفه.
وبحسب إعلان هيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي، فقد هرب من الجيش 1485 شخصاً في عام 2022، بزيادة قدرها 56% مقارنة بالعام السابق. وفي عام 2023، ترك 1253 جندياً الجيش الفرنسي بطريقة غير قانونية. وقبل عام 2022، كان هذا العدد مستقراً بشكل عام عند حوالي 900 شخص سنوياً.
ووفقاً لقوانين العقوبات العسكرية الفرنسية، يُعتبر الجندي هارباً إذا فرّ من الجيش دون إذن سواء داخل فرنسا أو خارجها، أو رفض العودة إلى وحدته، أو لم يبلّغ بعد الهروب، أو إذا قام بعمليات خارج الأراضي الوطنية دون إخطار. ويتم تصنيف الهروب من الخدمة بعد سبعة أيام من الغياب، وتتراوح عقوبته بين خمس إلى عشر سنوات سجناً.
وفي ظل هذه الظروف، تخطط فرنسا لزيادة نفقاتها الدفاعية بحلول عام 2030 إلى 67 مليار يورو سنوياً، أي بزيادة 16.5 مليار عن المستوى الحالي.
كما تعتزم حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون زيادة عدد القوات بمقدار 6000 جندي خلال السنوات الست المقبلة. وتمتلك فرنسا حالياً نحو 202000 جندي نشط. كما يُخطط لزيادة عدد قوات الاحتياط إلى 80 ألف جندي.
ووفقاً لأحدث مؤشر عالمي لقوة الجيوش، تمتلك فرنسا سابع أقوى جيش في العالم وتحتل المرتبة الأولى في الاتحاد الأوروبي. بينما تحتل ألمانيا المرتبة الرابعة عشرة. وتتصدر القائمة الولايات المتحدة الأمريكية تليها روسيا والصين.
كما تقوم الحكومة الفرنسية أيضاً بإعداد كتيب بعنوان "دليل البقاء" لإرساله إلى جميع الأسر الفرنسية، ويحتوي على تعليمات حول الاستعداد لمواجهة تهديدات وشيكة بما في ذلك النزاعات المسلحة وأزمات الصحة والكوارث الطبيعية.
وأفادت وسائل الإعلام الفرنسية مؤخراً أنه في حال موافقة "فرانسوا بايرو"، رئيس وزراء فرنسا، سيتم إرسال هذا الكتيب المكون من 20 صفحة إلى العائلات الفرنسية قبل فصل الصيف.
ينصح الكتيب الأسر الفرنسية بإعداد حزمة إسعافات أولية تشمل ستة لترات من الماء وعلب طعام معلبة ومستلزمات طبية أساسية.
يأتي هذا التقرير بعد تصريح الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" بأن بلاده ستسرع وتزيد من طلبات شراء طائرات رافال المقاتلة وستعزز القوات الجوية للاستعداد للحروب المحتملة.
