الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • مقالات و المقابلات
  • دولیات
  • رياضة وسياحة
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة وأربعة وثلاثون - ١٥ مارس ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة وأربعة وثلاثون - ١٥ مارس ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

مع مرور أكثر من ثلاث سنوات على الصراع

كيف تستفيد باريس ولندن من إطالة أمد الحرب الأوكرانية ـ الروسية؟

 /  بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية وما شهدته من تقلبات وتطورات، يبدو أن الطرفين يرغبان في إنهاء هذا الوضع والتوصل إلى السلام. فمؤخرا وعقب مباحثات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين، وافقت كييف على قبول وقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوماً.
من الجدير بالذكر أن روسيا وأوكرانيا كانتا قد قررتا توقيع اتفاقية سلام قبل شهر واحد من بدء الحرب، دون وساطة أو تدخل من الغرب أو أوروبا. ففي أواخر مارس 2022، عُقدت محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، حيث تمت مناقشة مسودة اتفاقيات كانت ستلزم أوكرانيا بالتخلي عن الانضمام إلى الناتو وقبول وضع محايد وغير نووي.
وفي المقابل، كان من المقرر أن تُضمن أمن أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا.
لكن هذه المفاوضات لم تصل إلى نتيجة، وظلت الخلافات حول القضايا الرئيسية قائمة. وفي فبراير 2025، أعلن فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، أن بلاده مستعدة للتفاوض مع روسيا بشأن تبادل الأراضي خلال محادثات السلام، مما يعكس رغبة أوكرانيا في إيجاد حل سلمي لإنهاء الصراع.
ومع ذلك، لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب، وما زالت الجهود مستمرة لإحلال السلام.
وبالنظر إلى نفوذ وتواجد بريطانيا وفرنسا،يطرح السؤال التالي، لماذا دعمت هاتين الدولتين الأوروبيتين الحرب في أوكرانيا واستمرارها.
مبادرات «السلام» الغربية
 تشير بعض التقارير إلى أن الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا، منعت توقيع اتفاقية سلام بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022. فعلى سبيل المثال، صرح روبرت فيكو، رئيس وزراء سلوفاكيا، بأن الحرب كان يمكن أن تنتهي في أبريل 2022، لكن الغرب منع أوكرانيا من التوقيع على الاتفاق.
تلعب بريطانيا وفرنسا حالياً دوراً مشبوها في ما تسميه التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا. فهاتان الدولتان تدعيان أنهما بالتعاون مع أوكرانيا، تعملان على إعداد خطة لوقف إطلاق النار لمدة شهر تشمل وقف الهجمات الجوية والبحرية وحماية البنية التحتية للطاقة، مع استثناء الاشتباكات البرية.
الهدف من هذه الخطة بحسبهم، هو تهيئة الظروف لتقييم حسن نية الأطراف ودفع مفاوضات السلام إلى الأمام.
وقد أعلن كاير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، أن بلاده، إلى جانب فرنسا وربما عدة دول أخرى، تعمل على خطة لإنهاء الصراع وتعتزم تقديم هذه الخطة للولايات المتحدة.
وأكد أن الوقت قد حان للعمل وأنه يجب التوحد حول خطة جديدة من أجل سلام عادل ودائم. ومع ذلك، فإن روسيا متشككة في هذه المبادرة وتعتبرها محاولة لكسب الوقت لصالح أوكرانيا ومنع انهيارها العسكري.
وقد صرحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، بأن هذه الخطة تهدف إلى إيجاد وقفة مؤقتة وليس حلاً نهائياً لإنهاء الصراع.
مصلحة باستمرار الحرب
فرنسا وبريطانيا، باعتبارهما قوتين أوروبيتين لعبتا دوراً نشطاً في دعم أوكرانيا، لديهما مصالح متعددة من استمرار الحرب في أوكرانيا، رغم ما يصاحب ذلك من تكاليف.
ومن بين أهم الأسباب والمصالح التي قد تدفعهما إلى مواصلة دعم الحرب:
1. إضعاف روسيا وتقليل التهديدات الأمنية لأوروبا
أحد أهم أسباب دعم هاتين الدولتين لاستمرار الحرب هو إضعاف روسيا. فقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى استنزاف روسيا اقتصادياً وعسكرياً، وقللت من قدرتها على ممارسة الضغط على أوروبا. ومن وجهة نظر بريطانيا وفرنسا، فإن روسيا الأضعف تمثل تهديداً أقل لأمن أوروبا.
2. الحفاظ على تماسك الناتو وتعزيز دور القيادة الأوروبية
تسعى بريطانيا وفرنسا للحفاظ على وحدة الغرب في مواجهة روسيا. فاستمرار الحرب يؤدي إلى مزيد من التماسك داخل الناتو وزيادة اعتماد الدول الأوروبية على التعاون الأمني والعسكري مع لندن وباريس. كما أن فرنسا، التي تسعى لإنشاء قوة دفاعية أوروبية مستقلة، تستغل هذه الفرصة لتعزيز مكانتها.
3. تعزيز الصناعات العسكرية والاقتصادية
أدى استمرار الحرب إلى زيادة الطلب على الأسلحة والمعدات العسكرية. وتعد بريطانيا وفرنسا من أكبر مصدري الأسلحة في العالم، ويوفر استمرار الصراع فرصة لنمو صناعاتهما العسكرية. كما أن بيع الأسلحة لأوكرانيا ودول أوروبا الشرقية يجلب منافع مالية وعقوداً عسكرية طويلة الأمد لهاتين الدولتين.
4. زيادة النفوذ السياسي في شرق أوروبا
أدى دعم أوكرانيا إلى زيادة نفوذ فرنسا وبريطانيا بين دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق. فهذه الدول، التي تشعر بقلق شديد إزاء التهديدات الروسية، أصبحت الآن أكثر اعتماداً من ذي قبل على الدعم العسكري والدبلوماسي من لندن وباريس.
العواقب والتداعيات على العلاقات مع روسيا
كان لدعم بريطانيا وفرنسا لأوكرانيا تأثيرات عميقة على علاقات هاتين الدولتين مع روسيا. وتشمل هذه التأثيرات زيادة التوترات الدبلوماسية، والقيود الاقتصادية، وحتى التهديدات العسكرية غير المباشرة.
1. زيادة التوترات الدبلوماسية وتقليص التفاعلات الدبلوماسية
خفضت روسيا علاقاتها مع بريطانيا وفرنسا إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة. فقد انخفض مستوى التفاعلات الدبلوماسية بين هذه الدول بشكل كبير، وتقلصت قنوات الاتصال للمفاوضات المباشرة. وفي السنوات الأخيرة، طردت بريطانيا وفرنسا العديد من الدبلوماسيين الروس، وردت روسيا بالمثل بطرد دبلوماسيي هاتين الدولتين من موسكو.
2. تصعيد الحرب الاقتصادية والعقوبات
دعمت بريطانيا وفرنسا فرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا، بما في ذلك العقوبات المالية، وتجميد الأصول الروسية في أوروبا، والقيود التجارية. وقد قطعت العديد من الشركات البريطانية والفرنسية علاقاتها التجارية مع روسيا، مما أدى إلى انخفاض حاد في التجارة الثنائية.
3. زيادة المنافسة العسكرية والتهديدات الأمنية
عززت بريطانيا وفرنسا قواتهما العسكرية في دول البلطيق وشرق أوروبا، وهو ما تعتبره روسيا تهديداً مباشراً. فهاتان الدولتان لم تزودا أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات المالية والعسكرية فحسب، بل شاركتا أيضاً في تدريب القوات الأوكرانية، وهو ما تعتبره موسكو تدخلاً مباشراً في الحرب. وقد حذر المسؤولون الروس مراراً من أن تسليم أسلحة متطورة لأوكرانيا، مثل الصواريخ بعيدة المدى والمقاتلات المتطورة، قد يكون له عواقب «غير متوقعة».
4. زيادة تعاون روسيا مع أعداء الغرب
رداً على دعم فرنسا وبريطانيا لأوكرانيا، وسعت روسيا تعاونها الاقتصادي والعسكري مع الدول غير الغربية، وخاصة الصين وإيران وكوريا الشمالية. وقد سعت روسيا إلى تعزيز كتلة مناهضة للغرب تشمل دول مجموعة بريكس (BRICS) ومنظمة شنغهاي للتعاون (SCO).
5. زيادة التهديدات السيبرانية والمعلوماتية
ادعت بريطانيا وفرنسا أن روسيا متورطة في هجمات إلكترونية ضد البنى التحتية الحيوية لديهما، مثل شبكات الكهرباء والأنظمة المالية. وقد استخدمت روسيا وسائل الإعلام الحكومية ومنصات التواصل الاجتماعي لنشر روايات مناهضة للغرب وتشويه سمعة سياسات بريطانيا وفرنسا.
6. إضعاف الفرص الدبلوماسية للتفاوض
بسبب الدعم العسكري لأوكرانيا، لم تعد موسكو تنظر إلى هاتين الدولتين كوسطاء موثوقين في محادثات السلام. وقد حاول إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، مراراً التفاوض دبلوماسياً مع فلاديمير بوتين، لكن هذه المحاولات لم تثمر بسبب الدعم العسكري الفرنسي لأوكرانيا.
دور مثير للجدل
بعد ثلاث سنوات من الصراع المدمر، تظهر آفاق محتملة للسلام مع قبول أوكرانيا لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً. ومع ذلك، لا يمكن إغفال الدور السلبي الذي لعبته كل من بريطانيا وفرنسا في إطالة أمد هذه الحرب وتعميق المعاناة الإنسانية على جانبي الصراع.
فعلى الرغم من الخطاب الرسمي الذي يدّعي السعي للسلام، كشفت التصرفات العملية لهاتين القوتين الأوروبيتين عن أجندات خاصة تتعارض مع المصلحة الحقيقية للشعب الأوكراني. فقد عملتا على تأجيج الصراع من خلال تدفق الأسلحة المستمر ودعم الخيارات العسكرية على حساب الحلول الدبلوماسية، وهو ما أدى إلى إطالة أمد الحرب وتعقيد فرص التوصل إلى تسوية سلمية.
لقد أثبتت الوقائع التاريخية أن فرص السلام الحقيقية كانت موجودة في مراحل مبكرة من الصراع، لكن التدخلات الخارجية – وخاصة من لندن وباريس – ساهمت في تقويض هذه الفرص. ويبدو أن المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لهاتين الدولتين قد طغت على الاعتبارات الإنسانية والرغبة الحقيقية في وقف نزيف الدماء.

 

البحث
الأرشيف التاريخي
<
2025 March
>
Su
Mo
Tu
We
Th
Fr
Sa
23 24 25 26 27 28 1
2 3 4 5 6 7 8
9 10 11 12 13 14 15
16 17 18 19 20 21 22
23 24 25 26 27 28 29
30 31 1 2 3 4 5
today
اسفند
<
2025 March
>
Su
Mo
Tu
We
Th
Fr
Sa
23 24 25 26 27 28 1
2 3 4 5 6 7 8
9 10 11 12 13 14 15
16 17 18 19 20 21 22
23 24 25 26 27 28 29
30 31 1 2 3 4 5
today
اسفند
<
2025 March
>
Su
Mo
Tu
We
Th
Fr
Sa
23 24 25 26 27 28 1
2 3 4 5 6 7 8
9 10 11 12 13 14 15
16 17 18 19 20 21 22
23 24 25 26 27 28 29
30 31 1 2 3 4 5
today
اسفند