سيرة شهيد
الشهيد القائد زهير شحادة: من أوائل مهندسي الطائرات في المقاومة
منذ 39 عاماً، بالتحديد في شهر شباط / فبراير من العام 1986 اندلعت مواجهات شرسة بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة صريفا. يومها ابتدع الشهيد القائد الطيار زهير شحادة خطة التفاف، تقوم من خلال تسلل مجموعات المقاومين خلف خطوط جيش الاحتلال. واستشهد على إثرها القائد شحادة مع مجموعة من إخوانه الشهداء: إبراهيم فرحات ومحمد الديراني وحسن خلف، على تخوم قريتي السلطانية ودير انطار.
الولادة والنشأة
هو من مواليد قرية ﻋﻴﻦ ﺑﻮﺳﻮﺍﺭ في جنوب لبنان في العام 1961.انتقل الشهيد الى بيروت، ودرس الميكانيك في الكلية العاملية. ثم سافر بعدها الى الولايات المتحدة الأمريكية حيث حاز فيها على شهادة في الطيران وفي هندسة الطيران، وفي سجلّه 1000 ساعة تحليق، وتقديرات من أساتذته هناك.
عرف منذ بداية مرحلة الشباب، بتعلقه وحبه لمنطقة جبل عامل، ولذلك اختار فيما بعد خلال عمله الجهادي لقب العاملي، هو الذي أسس فوج كشافة الرسالة الإسلامية، في قريته عين بسوار.
مسيرته الجهادية
شارك قبل اعتقاله، بالعديد من العمليات العسكرية الناجحة للمقاومة ضد جيش العدو الصهيوني، أبرزها مواجهات جبل الريحان وعملية جبل صافي في العام 1984، والتي على إثرها تم اعتقاله في معتقل أنصار.
ولم يتوقف نضاله بعد اعتقاله، بل عرف بجهاده الدائم بكافة الوسائل المتاحة، وكان له الفضل الكبير في ابتكار أسلوب جديد من المواجهة، نظراً لتخصصه العلمي كمهندس طيران، أذهل السجانين الصهاينة. حيث استطاع بالتعاون مع الشهيد عباس بليطة ورفاقهما، طوال شهر كامل وبشكل سري للغاية، من تصميم وصنع طائرة، تم جمعها قطعةً قطعةً. لكن تعذر إطلاقها يومها، بسبب عدم وجود مدرج ملائم لذلك. وهي تعدّ الطائرة الأولى من نوعها في تاريخ المعتقلات في العالم، وقد حفرت بقوة في وعي قادة جيش الاحتلال، ومن حينها لقبه رفاقه بالـ «الطيار». كما كان له دور في حفر الانفاق أيضاً، واستمر معتقلاً لمدة 6 أشهر.
بادر بعد خروجه من المعتقل مع إخوانه الى تأسيس اللجنة الإسلامية لمعتقلي أنصار. كما عرض عليه في تلك الفترة تسلم منصب المفوض الاعلامي في كشافة الرسالة الإسلامية. إلا أنه رأى بأن ساحة العمل الحقيقي، ستكون بواسطة حمل البندقية في الجنوب من جهة (كقائد ميداني في غرفة العمليات)، بالتزامن مع متابعته للمسؤولية الإعلامية.
كانت لديه مشاريع تطويرية لأسلحة المقاومة، مثل تطوير صاروخ غراد، لكي يصل الى مدى 40 كم (مدى صاروخ غراد حوالي 20 كم).
