الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • مقالات و المقابلات
  • دولیات
  • رياضة وسياحة
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة وثلاثة وثلاثون - ١٣ مارس ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة وثلاثة وثلاثون - ١٣ مارس ٢٠٢٥ - الصفحة ٤

”الإســـلام والـنـظام الســياسـي في الجمهورية الإســلامية الإيرانية”

تكمن أهمية كتاب السفير الإيراني السابق في لبنان  الشهيد الدكتور غضنفر ركن آبادي في كونه يقدِّم الجمهورية الإسلامية ودستورها في أطروحة جديدة.  لقد جعل المؤلِّف كتابه هذا في بابَيْن كبيرين:
أولاً: النظام السياسي في الإسلام
تحدّث فيه عن مفهوم النظام السياسي. ثم بدأ الكاتب في المبحث الأول من هذا الفصل تعريف النظام السياسي بأنه: مجموعة من القواعد والأجهزة المتناسقة المترابطة فيما بينها. ويلاحظ في النظام السياسي ثلاثة عناصر:
1- السلطة السياسية.
2- نظام الحكم.
3- الجماعة السياسية (الأحزاب والحركات السياسية).
ثمّ تحدّث عن النظام الإسلامي الذي تأسّس في المدينة المنوّرة، بُعَيْدَ هجرة الرسول (ص) إليها عام 622م. واعتبر أن النظام السياسي الإسلامي قد امتلك فرادته من عنصرين أساسَيين: العدالة والأخلاق ورفضه مبدأ الغاية تبرر الوسيلة الباطلة.
ثانياً: السياسة في إيران
يلقي الدكتور ركن آبادي فيه نظرة إلى تاريخ إيران السياسي، يرى خلالها أن الدّولة الصفوية لم تفرض التشيّع بالقوّة على الشعب الإيراني الذي كان معظمه شيعياً. وبعد سقوط الدولة الصفوية وتولِّي الأسرة القاجارية للسلطة عام 1795م، برزت المؤسّسة الدينية الشيعية كقوة مؤثرة في المجتمع، وازدادت قوة في العهد البهلوي، حتى تمكّنت في العام 1979م من القيام بالثورة بقيادة الإمام الخميني(قدس). عندئذٍ بُني النظام السياسي في إيران، بعد إعلانها جمهورية إسلامية، على الأُسس التي تضمنها كتاب الإمام (قدس)"الحكومة الإسلامية" وكتب آخرين. لقد كان حجر الزاوية في هذا النظام، تلك الأسس التي سار عليها الإمام علي بن أبي طالب(ع) طيلة خلافته، ومن قبله سُنَّة رسول الله (ص) في سيرته السياسية، وبإعلان الالتزام بحتميّة ولاية الفقيه في زمن الغيبة الكبرى للإمام المهدي (عج)، على قاعدة الولاية النائبة عن الإمام الغائب، ما اعتبره مفكرو النظام أساساً صالحاً لتكوين جمهورية إسلامية.
يُعتبر هذا الكتاب حُجَّةً في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية والمواد الدستورية لهذه الدولة الإيرانية العظيمة التي استطاعت، في زمن قياسي، أن تصبح من الدول المؤثّرة والفاعلة في محيطها والعالم. إنّ هذا الكتاب يدل على ثقافة صاحبه وعلومه الغزيرة وبُعد نظره، كما إن أسلوبه العلمي وموضوعيته تجاه المسائل المطروحة، لم يحولا دون إبداء آرائه الشخصية في مختلف المواضيع. وغنيٌّ عن القول: إن هذا الكتاب يسدُّ ثغرة في جدار المكتبة العربية والإسلامية، وهو جديرٌ بأن يُقرأ.
البحث
الأرشيف التاريخي