تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
قائد الثورة لدى استقباله رؤساء السلطات الثلاث وجمعاً من مسؤولي البلاد بمناسبة شهر رمضان المبارك:
إصرار بعض الحكومات المتغطرسة على المفاوضات ليس بهدف تسوية القضايا
وفي مستهل اللقاء، ألقى رئيس الجمهورية كلمة، أعقبتها كلمة قائد الثورة، ومن ثم أقيمت صلاتي المغرب والعشاء بإمامة سماحة الإمام الخامنئي.
قائد الثورة يشيد بمعنويات رئيس الجمهورية
وقال سماحة قائد الثورة الاسلامية في مستهل كلمته خلال هذا اللقاء: «أشكر فخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشکیان على كلمته القيّمة والمفيدة، ما قاله كان واسع النطاق ونافعاً؛ لكن أكثر ما يجذب انتباهي، وقد أخبرته بذلك مرارًا، هي المعنويات العالية التي يتحلى بها، هذا الإحساس وهذه الروح المعنوية قيمة للغاية، إنها ميزة عظيمة لديه، وبإذن الله، سيستطيع تحقيق هذه الأهداف بعونه تعالى، آمل أن يتمكن، في وقت قريب، من الوقوف أمام الشعب ليزف إليهم بشرى تنفيذ هذه المشاريع العظيمة، ويدخل الفرحة إلى قلوبهم.
وفي معرض إحيائه ذكرى الشهيد رئيسي، أشار سماحته إلى كلمات الرئيس الشهيد في مستهل اللقاء، قائلاً: نحن قادرون، وسنفعل ذلك بالتأكيد، ونتكل على الله، ولا نتكّل على أحد سوى الله.
وقال قائد الثورة: لا نستطيع أن نتبع أسس الحضارة المادية الغربية في مختلف قضايانا السياسية والاقتصادية وغيرها. وأضاف: من المؤكد أن الحضارة الغربية لها مزاياها؛ لا شك في هذا. علينا أن نتعلم كيف نستخدم كل ميزة، في أي مكان في العالم، في الغرب والشرق، في القريب والبعيد، أينما كانت هناك ميزة، يجب علينا أن نفعل ذلك؛ ولكننا لا نستطيع أن نعتمد على أسس تلك الحضارة؛ فأسس تلك الحضارة هي أسس زائفة، وهذا يتعارض مع مبادئ الإسلام. إن قيم تلك الحضارة هي قيم مختلفة، فكما ترون، قانونياً واجتماعياً وإعلامياً، فإنهم يحققون بسهولة أشياء تخجلون أنتم المسلمون وأولئك المطلعون على القرآن الكريم حتى من التفكير فيها. لذلك لا ينبغي لنا أن نقع في فخ «فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ».
المعايير المزدوجة في الغرب
وأضاف سماحته: المعايير المزدوجة في الغرب هي حقاً وصمة عار على الحضارة الغربية؛ هذه الإدعاءات فاضحة. يزعمون حرية تدفق المعلومات، هل يوجد مثل هذا الأمر حقاً؟ هل هناك حرية تدفق للمعلومات في الغرب الآن؟ هل تستطيع في أجهزة الفضاء الإلكتروني الغربية أن تذكر اسم الحاج الشهيد قاسم سليماني أو اسم السيد الشهيد حسن نصر الله أو اسم الشهيد هنية؟ هل تستطيع أن تحتج على الجرائم التي ترتكب في فلسطين ولبنان وغيرها؟ هل تستطيع أن تنكر الفظائع المزعومة التي ارتكبتها ألمانيا في عهد هتلر ضد اليهود؟ هذا هو التدفق الحر للمعلومات! لقد كشفت هذه الحضارة اليوم عن ذاتها، في الواقع، عن ذاتها الباطنية.
وأشار الإمام الخامنئي إلى مزاعم بعض الدول الغربية والولايات المتحدة بشأن التفاوض، وقال: إن إصرار بعض الحكومات المتغطرسة على المفاوضات ليس من أجل حل القضايا، بل من أجل الهيمنة وفرض رغباتها، مؤكداً إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تقبل الإنجرار وراء هذه الرغبات بالتأكيد».
وبشأن المزاعم الأوروبية الأخيرة بشأن الاتفاق النووي، قال سماحته: المزاعم الأوروبية حول عدم تنفيذ إيران لتعهداتها جائرة، مُؤكداً انه يجب أن يكون هنالك سقف لهذه الإدعاءات. وأضاف: الآن تصدر هذه الدول الأوروبية الثلاث أيضًا بيانًا تعلن فيه أن إيران لم تف بإلتزاماتها النووية! في هذا الصدد يسأل أحدهم: تقولون إن إيران لم تنفذ التزاماتها في الاتفاق النووي، فهل نفذتم إلتزاماتكم في الاتفاق النووي؟ أنتم لم تفوا بتعهداتكم منذ اليوم الأول! بعد انسحاب أمريكا من الإتفاق، وعدتم بالتعويض بطريقة أو بأخرى، من ثم قطعتم وعداً آخر، ثم نكثتم بالوعد الثاني.
وتابع سماحته: في نهاية المطاف، حتى التهور له حدود! الشخص الذي لا يفي بالتزاماته، ثم يخبر الشخص الآخر لماذا لا يفي بالتزاماته! لقد تحملت الحكومة في ذلك الوقت، الأمر لمدة عام، ثم تدخل مجلس الشورى الإسلامي. حسنًا، لقد أصدر المجلس قرارًا، ولم يكن هناك أي طريق آخر، الآن الأمر نفسه، لا يوجد مخرج أمام التجبّر، وأمام التنمر.
وأوضح سماحته مُشيراً الى الوضع الداخلي في البلاد وقال: «لحل مشاكل البلاد فإن إحدى المهام الأولى هي التماسك الداخلي للمؤسسات».
بزشكيان: الوحدة لها الكلمة الفصل
من جانبه، قال الرئيس بزشكيان: إن الوحدة لها كلمة الفصل، ويجب علينا أن نتكاتف لحل مشاكل الناس. وأضاف رئيس الجمهورية، خلال المراسم: نحن قادرون على التغلب على جميع المشاكل. وتابع: إذا حصل الانقسام واختلفنا فلن نتمكن من تحقيق الأهداف، ينبغي علينا أن نتعاون، يجب علينا أن نتسامح مع بعضنا البعض ولا نغضب بسهولة أو نفقد أعصابنا.
وقال الرئيس بزشكيان: لا يمكن لأي قوة أن تسقط أمة موحدة تسير خلف إمام واحد ونحو قبلة واحدة. وأضاف: نحن قادرون على إحباط هذا الأمر؛ مهما كانت التهديدات التي يطلقها الأعداء، لا يجب أن نترك مجالاً، وهذا ممكن من خلال الوحدة. هذه هي اختبارات الله؛ إذا استمرينا بهذه الطريقة فإننا سنتمكن من الصمود في وجه أعدائنا.
