الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • رياضة وسياحة
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة وثمانية وعشرون - ٠٨ مارس ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة وثمانية وعشرون - ٠٨ مارس ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

في ظل الدور المشبوه الذي يلعبه

هل الناتو عامل مؤجج للحرب أم صانع للسلام في أوكرانيا؟

 /  بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحرب الأوكرانية، لا يزال هناك العديد من التساؤلات حول دور حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بداية واستمرار هذه الأزمة.
تُظهر الوثائق التاريخية والعسكرية والدبلوماسية والجيوسياسية أن الناتو، من خلال توسيع نفوذه في شرق أوروبا ودعمه المستمر لأوكرانيا، قد مهّد الطريق لهذه الحرب.
الخلفية التاريخية وأسباب الأزمة
أعلنت أوكرانيا عن رغبتها في الانضمام إلى الناتو منذ عام 2008، لكن هذه العملية واجهت معارضة شديدة من روسيا. أدت أزمة عام 2014، وضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، والتطورات السياسية في أوكرانيا إلى تغيير مسار علاقات هذا البلد مع الناتو.
ووفقًا للوثائق الرسمية للناتو، زادت هذه المنظمة من برامج التدريب والتجهيز العسكري لأوكرانيا منذ عام 2014، مما أدى إلى تصاعد التوتر مع روسيا. بعد الحرب الباردة، وعلى الرغم من التعهدات غير الرسمية لروسيا بعدم التوسع شرقاً، ضم الناتو العديد من دول أوروبا الشرقية إلى عضويته. تظهر الوثائق التي نشرها أرشيف الأمن القومي الأمريكي أن المسؤولين الغربيين قد أكدوا لروسيا في التسعينيات عدم توسع الناتو، لكن هذه التعهدات تم تجاهلها.
يعتقد محللون بارزون، بمن فيهم جون ميرشايمر، أن توسع الناتو كان العامل الرئيسي في تصاعد التوترات بين روسيا والغرب. وكانت أنظمة الدفاع الصاروخي المنتشرة في بولندا ورومانيا والاتفاقيات العسكرية الواسعة بين الناتو وأوكرانيا تُعتبر من وجهة نظر روسيا تهديدًا مباشرًا وأدت إلى تفاقم الأزمة.
دور الناتو في الحرب
يظهر تحليل سياسات الناتو أن هذه المنظمة لعبت دورًا مباشرًا في تأجيج الحرب من خلال إرسال الأسلحة، وتدريب القوات الأوكرانية، وفرض عقوبات شديدة على روسيا.
تشير تصريحات مسؤولي الناتو والولايات المتحدة إلى أن هذه الحرب اعتُبرت فرصة "لإضعاف روسيا" عالميًا. وفقًا للبيانات الرسمية للناتو وتقارير البنتاغون، أرسل أعضاء الناتو أكثر من 100 مليار دولار من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، بما في ذلك أنظمة صواريخ هيمارس، ودبابات أبرامز وليوبارد، ومعدات حربية متطورة أدت إلى تصعيد الصراع.
منذ عام 2015، نفذ الناتو والدول الغربية برامج تدريب عسكري للقوات الأوكرانية. كان لهذه البرامج، التي نُفذت ضمن عمليات مثل "المجموعة التدريبية المشتركة متعددة الجنسيات"، تأثير كبير في زيادة القدرة القتالية لأوكرانيا وهيأت الأرضية للصراع العسكري مع روسيا.
شملت العقوبات الواسعة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأعضاء الناتو الآخرين قيودًا على الطاقة والتكنولوجيا والتمويل. تظهر الدراسات الاقتصادية أن هذه العقوبات لم تضعف روسيا فحسب، بل زادت أيضًا من الضغوط الاقتصادية على الدول الأوروبية.
أكدت روسيا دائمًا أنها تعتبر تدخل الناتو وتوسعه نحو حدودها تهديدًا أمنيًا. وكانت العمليات الروسية في أوكرانيا استجابة لتهديدات الناتو وإجراءاته الاستفزازية.
الناتو والجهود الدبلوماسية للسلام
يدّعي الناتو دعم أوكرانيا حتى تحقيق "النصر الكامل"، لكن لم تُلاحظ جهود دبلوماسية ملموسة للتفاوض المباشر مع روسيا.
فشلت محادثات اسطنبول عام 2022، التي جرت بوساطة تركية، بسبب التدخلات الغربية. لم يتم تنفيذ المفاوضات والخطط المقترحة لتقليل الصراع، مثل اتفاقيات مينسك 1 و2 التي تشكلت بدعم من فرنسا وألمانيا، بشكل كامل من قبل الناتو.
أكد بعض المسؤولين السابقين في ألمانيا وفرنسا أن هذه الاتفاقيات صُممت في الغالب "لكسب الوقت" لصالح أوكرانيا. ومع ذلك، في أعقاب التطورات الأخيرة في الحرب الأوكرانية، بذل الناتو والاتحاد الأوروبي جهودًا واسعة لإقرار السلام والاستقرار في هذا البلد.
مخاوف جديدة
بدأت الولايات المتحدة وروسيا مؤخرًا مفاوضات بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا. أُجريت هذه المفاوضات دون حضور ممثلين عن أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، مما أثار مخاوف جدية بين القادة الأوروبيين.
يعتقدون أن أي اتفاق سلام يجب أن يتم بمشاركة مباشرة من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي للحفاظ على المصالح والأمن الإقليمي. شدد القادة الأوروبيون، من خلال عقد اجتماعات طارئة، على ضرورة المشاركة النشطة في محادثات السلام.يعتقدون أنه لا ينبغي اتخاذ قرارات بشأن أمن أوروبا دون مشاركة الدول الأوروبية. كما أعد الاتحاد الأوروبي حزم مساعدات عسكرية ومالية جديدة لدعم أوكرانيا حتى تكون في موقف أقوى خلال محادثات السلام.
مع تغير نهج الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس ترامب، ظهرت توترات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في الناتو. أكد ترامب أن أوروبا يجب أن تلعب دورًا أكبر في ضمان أمنها، مطالباً بزيادة الميزانيات الدفاعية للدول الأوروبية. أدى هذا إلى خلافات في النهج الأمني والدفاعي على جانبي المحيط الأطلسي.
اقترح بعض الدول الأوروبية، بما فيها بريطانيا وفرنسا، نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا بعد إقرار وقف لإطلاق النار. ستُنشر هذه القوات بهدف ضمان الاستقرار ومنع تجدد الصراعات في المناطق الحساسة. ومع ذلك، تواجه هذه الخطة تحديات مثل معارضة روسيا والحاجة إلى تنسيق واسع بين الدول الأعضاء في الناتو.
لم يتمكن الاتحاد الأوروبي، بسبب اعتماده الاستراتيجي على الناتو، من النجاح في خلق السلام. وفي المقابل، قدمت دول مثل الصين وتركيا، كلاعبين مستقلين، مقترحات محددة لتخفيف التوتر.
 العقبات في طريق السلام
لا يزال الناتو يؤكد على توسيع العقوبات وإرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، وهو ما يشكل عائقاً أمام أي اتفاق سلام دائم. بعض دول الناتو مثل المجر وتركيا تريد تخفيف التوترات، بينما تصر دول البلطيق وبولندا على مواصلة الضغط على روسيا.
تظهر التحليلات الاستراتيجية أن الهدف الرئيسي للناتو هو تقليل القوة الجيوسياسية لروسيا، وليس مجرد الدفاع عن أوكرانيا. إمكانية اتفاق سلام في حال ضمان حياد أوكرانيا ووقف توسع الناتو، هناك احتمال للتوصل إلى اتفاق، لكن المشهد الحالي يُظهر عدم رغبة الناتو في التعاون اللازم
لتحقيق السلام.
من المحتمل أن يلعب الناتو والاتحاد الأوروبي دوراً رئيسياً في إعادة إعمار أوكرانيا، لكن وجودهما العسكري في هذا البلد قد يكون مثيراً للتحديات، وهذا أحد التحديات الأساسية التي تواجه موسكو في طريق
تحقيق السلام.

البحث
الأرشيف التاريخي