جدل في يريفان حول ترسيم الحدود مع باكو
ستجتمع لجان ترسيم الحدود بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان برئاسة نائبي رئيس الوزراء في البلدين مرة أخرى قبل البدء الرسمي لعملية ترسيم الحدود، أعلن هذا الخبر مهر غريغوريان، رئيس لجنة ترسيم الحدود الأرمينية، دون الإشارة إلى الوقت والمكان المحددين لهذا اللقاء. وقد عقد مسؤولو البلدين جولتين من المفاوضات خلال العام الميلادي الحالي. وأشار إلى احتمال عقد جولة جديدة من المفاوضات قائلاً: "أعتقد أن هناك لقاءً آخر سيُعقد، لأنه لا تزال هناك قضايا للمناقشة والبحث." ولم يشر مهر غريغوريان إلى الموعد المحدد لاستمرار عملية ترسيم الحدود.
بعد إقرار اللوائح المتعلقة بترسيم الحدود، اتفقت لجان ترسيم الحدود الأرمينية والأذربيجانية على بدء هذه العملية من الشمال، أي من نقطة تلاقي حدود أرمينيا وجمهورية أذربيجان وجورجيا، ثم المضي في الاتجاه الجنوبي، من الشمال إلى الجنوب .
ورداً على سؤال حول ما إذا كان اقتراح مواصلة ترسيم الحدود في هذه الاتجاهات قد جاء من يريفان أو باكو، أجاب مهر غريغوريان: "إنه قرار توافقي وبالإجماع."
في حين يعتقد المعارضون في أرمينيا أن هذا كان إملاءً من قبل أذربيجان، ترى آنا غريغوريان، النائبة المعارضة لحكومة باشينيان، أن باكو كان لديها هذا المطلب لأنها تتوقع الحصول على مناطق جديدة في منطقة تافوش. ففي العام الماضي، وتحديداً في تافوش، وخلال ما يسمى "ترسيم الحدود التجريبي"، استعاد الجانب الأذربيجاني أربع قرى كانت مأهولة سابقاً بالأذربيجانيين وظلت تحت سيطرة أرمينيا لعقود.
وأكدت آنا غريغوريان على ذلك قائلة: "القرار بالإجماع يعني أن كلا الطرفين لديهما نفس الأولوية لمواصلة ترسيم الحدود من نفس القسم المحدد؛ ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الحكومة الأرمينية لم تعط الأولوية لسحب القوات من جيرموك، نيركين هاند، أو مختلف أجزاء غيغاركونيك، بل تفكر حصرياً في تافوش، حيث سيقدم الجانب الأرمني تنازلات مرة أخرى."
ووفقاً للمعارضين في أرمينيا، فإنه بعد تنفيذ ترسيم الحدود في كيرانتس وتلبية مطلب باكو باستعادة القرى الأربع، كان ينبغي لحكومة باشينيان أن تقترح استمرار هذه العملية في المناطق المحتلة من أرمينيا. وقد عجز نائب رئيس الوزراء الأرمني عن الإجابة على سؤال حول موعد الوصول إلى تلك المناطق.
ووفقاً للمسؤولين الحكوميين الأرمن، فإن 200 كيلومتر مربع من الأراضي الأرمينية تحت الاحتلال الأذربيجاني. وقد أعلن المسؤولون الأرمن مراراً أنهم لا ينوون استعادتها بالوسائل العسكرية ويؤكدون أن هذه المسألة ستحل من خلال عملية ترسيم الحدود.
وتذكر آنا غريغوريان، النائبة المعارضة، أنه لم يتم ذكر أي خريطة في لوائح ترسيم الحدود، وأن المسؤولين الأرمن لم يطالبوا بإنهاء احتلال المناطق الأرمينية، ليس فقط في محادثات السلام، بل أيضاً في المحافل الدولية. وبناءً على ذلك، فإن تصريحات المسؤولين الحكوميين، وفقاً لغريغوريان، لا أساس لها وغير واقعية: "جمهورية أذربيجان تقوم بأعمال إنشائية وهندسية كبيرة وتشييد طرق جديدة في مناطقنا المحتلة، وهذه المجموعة من الإجراءات تسمح لنا بالتأكيد أن أذربيجان ليست مستعدة على الإطلاق للخروج من الأراضي ذات السيادة الأرمينية."