الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • مقالات و المقابلات
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة وعشرة - ١٥ فبراير ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة وعشرة - ١٥ فبراير ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

في ظل تبنيه نهجاً مختلفاً عن سلفه بايدن

كيف ستتأثر آسيا الوسطى بسياسات ترامب حيال الطاقة؟

 /  أحدثت عودة ترامب مجدداً إلى السلطة تحولاً خطيراً في الساحة الدولية. فقد جعلت سياسات ترامب في مختلف القضايا الاهتمام بالأبعاد المتعددة أمراً مهماً وحيوياً. ومن القضايا التي لفتت انتباه المحللين فيما يتعلق بسياسات ترامب هي قضية الطاقة. فبالإضافة إلى الشرق الأوسط، تعد منطقة آسيا الوسطى من المناطق التي تمتلك احتياطيات كبيرة من الطاقة. وتعتبر آسيا الوسطى منطقة رئيسية لتوفير الطاقة العالمية، حيث تمتلك دول المنطقة مثل كازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان موارد هائلة من النفط والغاز. في هذا المقال، سيتم تحليل السياسات المحتملة لترامب تجاه الطاقة وتأثيرها على منطقة آسيا الوسطى.
خلال فترته الأولى، ركز ترامب بشكل كبير على استقلال الطاقة الأمريكي والمنافسة مع الصين وروسيا. وقد تبنت أمريكا في عهد بايدن نهجاً مختلفاً تجاه الطاقة، حيث ركزت على تطوير الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. يمكن لعودة ترامب إلى السلطة أن تغير هذه المعادلات وتؤدي إلى إحياء سياسات دعم النفط والغاز، كما أكد ترامب في خطاباته الأولية على توسيع استكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي. خلال فترة رئاسته الأولى من 2017 إلى 2021، اتبع ترامب سياسة الهيمنة على الطاقة، والتي شملت زيادة إنتاج النفط والغاز الأمريكي، وتخفيف اللوائح البيئية، ودعم صادرات الطاقة. وركزت سياساته على المنافسة مع الصين وروسيا. ولفهم أفضل لسياسات ترامب وبايدن تجاه الطاقة وآسيا الوسطى، سنقوم بمقارنة بين الرئيسين الأمريكيين في هذا الصدد.
السياسات المتباينة لترامب وبايدن
منذ توليه المنصب، ركز بايدن على خفض انبعاثات الكربون، ودعم الطاقة المتجددة، والحد من الاستثمار في الوقود الأحفوري. كما أدت العقوبات الغربية والأمريكية الشديدة على روسيا، خاصة بعد بدء الحرب في أوكرانيا، إلى زيادة أهمية آسيا الوسطى في توفير الطاقة لأوروبا. رغم أن إدارة بايدن أقل ميلاً لزيادة التعاون المباشر مع الدول المنتجة للنفط والغاز. تختلف سياسة ترامب في مجال الطاقة عن سياسة بايدن. قد تؤدي هذه السياسة إلى زيادة وجود الشركات الأمريكية في مشاريع النفط والغاز في آسيا الوسطى. وقد يختلف نهج ترامب تجاه العقوبات الروسية، مما قد يؤثر مباشرة على دور آسيا الوسطى في صادرات الطاقة. أعلن ترامب مراراً أنه يسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتخفيف العقوبات على روسيا، مما قد يغير سياسات الطاقة الأمريكية في آسيا الوسطى. ومن القضايا المهمة لترامب، بالنظر إلى توجهاته وسياساته في فترته الأولى وفي فترته الرئاسية الثانية والتي تعتبر مؤثرة للغاية في قضية طاقة آسيا الوسطى، هي قضية الصين.
الصين هي أكبر مستورد للنفط والغاز من آسيا الوسطى، وقد مولت مشاريع بنية تحتية رئيسية مثل خط أنابيب الغاز بين تركمانستان والصين. من المحتمل أن يحاول ترامب تقليل نفوذ الصين في المنطقة وتشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار في طاقة آسيا الوسطى. في الواقع، يمكن توقع حدوث نوع من الحرب الباردة في مجال الطاقة في منطقة آسيا الوسطى بين الولايات المتحدة والصين. إذا زاد ترامب إنتاج وتصدير النفط والغاز الأمريكي، فقد يكون أقل ميلاً للمنافسة مع آسيا الوسطى في توفير الطاقة لأوروبا. من ناحية أخرى، إذا فرض ترامب سياسات تجارية أكثر صرامة ضد الصين، فقد تتأثر دول آسيا الوسطى المعتمدة على الصين. بالإضافة إلى ذلك، قد يسهل ترامب الاستثمار في مشاريع النفط والغاز خارج أمريكا، وقد يكون للشركات الأمريكية حضور نشط واستثمارات واسعة في مشاريع الطاقة في آسيا الوسطى. قد تحظى مشاريع مثل TAP (خط أنابيب عبر الأدرياتيك) وTANAP (خط أنابيب عبر الأناضول) التي تنقل غاز آسيا الوسطى إلى أوروبا، أو خط أنابيب عبر بحر قزوين بدعم أكبر. ومع ذلك، يجب النظر إلى المنافسة مع الصين ومحاولات تقليل نفوذها وإلحاق الضرر بها من قبل الولايات المتحدة في سيناريو تخفيف الضغط على روسيا. كانت لترامب علاقات أفضل مع روسيا في فترته الأولى. إذا خفف العقوبات على روسيا في فترته الثانية، فقد تغير هذه السياسة مسارات تصدير الطاقة من آسيا الوسطى. وفي هذا السياق، هناك همهمات حول اتفاق مع روسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا ومحاولات تخفيف العقوبات. قد يؤدي هذا إلى اضطرار دول المنطقة للاختيار بين الاعتماد على روسيا أو الصين أو الغرب.
سيناريوهات محتملة: زيادة الوجود الأمريكي والمنافسة مع الصين
في هذا السيناريو، سينفذ ترامب سياسات لزيادة الاستثمار الأمريكي في موارد الطاقة في آسيا الوسطى بهدف تقليل نفوذ الصين في سوق الطاقة العالمي. وفي هذا السياق، سيتم تشجيع شركات النفط والغاز الأمريكية مثل ExxonMobil وChevron على الاستثمار في مشاريع النفط والغاز في آسيا الوسطى. من ناحية أخرى، قد تقدم الولايات المتحدة مساعدة تقنية ومالية لدول المنطقة لتطوير البنية التحتية للطاقة وخطوط الأنابيب لإنشاء مسارات تصدير مستقلة عن الصين وروسيا. كما ستمارس ضغوطاً أكبر على الصين لتقليل نفوذها في آسيا الوسطى، مثلاً من خلال العقوبات أو خلق عوائق تجارية للتعاون بين الصين ودول المنطقة. وأخيراً، من المحتمل أن توسع واشنطن علاقاتها مع كازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان لإبعادها عن الاعتماد المفرط على الصين وروسيا. قد يؤدي هذا السيناريو إلى رد فعل سلبي من الصين وروسيا وزيادة التوتر في آسيا الوسطى والضغط الاقتصادي أو الجيوسياسي على دول المنطقة.
التركيز على إنتاج الطاقة المحلي الأمريكي
في هذا السيناريو، سيركز ترامب على زيادة إنتاج النفط والغاز الأمريكي وتقليل واردات الطاقة من مناطق أخرى في العالم. ستؤدي هذه السياسة إلى تقليل أهمية آسيا الوسطى في استراتيجية الطاقة الأمريكية وإظهار اهتمام أقل بالاستثمار المباشر في موارد الطاقة في آسيا الوسطى، لأنه مع زيادة الإنتاج المحلي، ستكون هناك حاجة أقل للموارد الخارجية. ستعطي سياسة ترامب هذه الأولوية للتعاون مع الدول المنتجة للنفط مثل السعودية والإمارات، وستفقد منطقة آسيا الوسطى أهميتها في سياسة الطاقة الأمريكية. في هذا السيناريو، ستميل آسيا الوسطى للتعاون أكثر مع أوروبا والصين، وستتمتع المنطقة باستقرار أكبر، وسيؤدي ذلك إلى اعتماد دول آسيا الوسطى على الصين وروسيا وتقليل النفوذ الجيوسياسي الأمريكي في المنطقة، مما قد يكون ضد المصالح الاستراتيجية طويلة المدى لواشنطن.
تخفيف الضغط على روسيا
في هذا السيناريو، سيتبنى ترامب، على عكس بايدن، سياسة أكثر ليونة تجاه روسيا وقد يخفف العقوبات المفروضة على موسكو. سيسمح هذا لروسيا بالحفاظ على دورها أو تعزيزه في صادرات الطاقة من المنطقة. سيؤدي هذا إلى تعزيز مسارات تصدير الطاقة من آسيا الوسطى عبر روسيا مرة أخرى، وقد يعود الاتحاد الأوروبي إلى الاعتماد على الغاز الروسي. قد تؤدي هذه السياسة إلى إضعاف علاقات الطاقة بين آسيا الوسطى وأوروبا. يمكن أن يؤدي هذا السيناريو إلى احتفاظ روسيا بنفوذها على خطوط الأنابيب والبنية التحتية للطاقة في آسيا الوسطى. كما ستستفيد دول آسيا الوسطى من تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن وتوسيع إمكانية بيع طاقتها عبر المسارات الروسية وتوسيع مسارات تصدير طاقتها. ومع ذلك، سيزيد هذا السيناريو من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي مرة أخرى، وهو أمر مهم للغاية. يمكن القول إن السيناريوهات الثلاثة لترامب تجاه آسيا الوسطى مستمدة من سياسته تجاه الصين وروسيا أو القضايا الوطنية التي لها تأثير مباشر على آسيا الوسطى.
البحث
الأرشيف التاريخي