رئيس الجمهورية، مؤكّداً أن العدو لن ينجح في عزل إيران:
قادرون على حل جميع المشكلات.. والعقوبات لا تغلق الطريق أمامنا
/ أجرى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مسعود بزشكيان، يوم أمس الأول، زيارة تفقّدية استغرقت يومين إلى محافظة بوشهر، هي الرابعة في إطار سلسلة زيارات تفقّدية إلى محافظات البلاد، وكان في استقباله، لدى وصوله إلى مطار بوشهر، جمع من كبار مسؤولي هذه المحافظة.وإلتقى رئيس الجمهورية، خلال الزيارة، جمعاً غفيراً من أهالي المحافظة بمختلف شرائحهم، ورعى اجتماعاً بمشاركة رواد الأعمال، إلى جانب لقائه مع نشطاء الأوساط الثقافية والسياسية والاجتماعية والنخب هناك.
كما تفقّد الرئيس بزشكيان مجمع الشهيد محلاتي الصناعي، ومحطة بوشهر النووية، وحضر اجتماع مجلس التخطيط والتنمية في هذه المحافظة الجنوبية.
ولدى لقائه النخبة بمحافظة بوشهر، قال الرئيس بزشكيان: لا يمكن أن يفرض ترامب جميع العقوبات علينا، ومن ثم يتحدث عن المفاوضات، وتساءل: إن كان ترامب يدعو للمحادثات، فلماذا يمارس الغدر والخسة؟
قادرون على حل جميع المشكلات
وتساءل الرئيس بزشكيان: لماذا يغلقون طريق الدواء والغذاء علينا؟ إن هؤلاء لا يريدون المحادثات، بل يريدون أن نكون أذلاء أمامهم؛ لكننا لن نكون أذلاء، إننا وتعويلاً واعتماداً على شعبنا، وامتلاكنا خارطة طريق قادرون على معالجة المشكلات. وأضاف: إن الأعداء لا يقدرون على إغلاق الطريق أمامنا، لأننا سنعثر على مسارنا. وتابع: إننا وفي ظل الوحدة والانسجام قادرون على حل جميع المشكلات، وليس صحيحاً أنه إن فرضت أمريكا عقوبات علينا، فلن نكون قادرين على القيام بعمل ما؛ لكن لا نريد أن يقاطعنا أحد، نريد أن نعيش مع الجميع في سلام وصداقة وأخوة.
وأوضح: نعمل على التواصل بشكل وثيق مع الجيران واقامة علاقات ودية، ونبذل جهدنا وإن الله معنا، ويساعدنا لنضع يداً بيد لحل المشكلات. وأضاف: إذا ترسخت هذه القناعة والإيمان فينا، فسنجد طريقنا، ولن نصاب بالإحباط، بل سنقف بقوة في مواجهتهم، ونسعى جاهدين للوصول إلى العزة والكرامة التي يستحقها شعبنا، ولا يمكنهم وقف تقدمنا وازدهارنا.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن تحقيق رؤية المستقبل التي رسمها قائد الثورة الإسلامية، وتنفيذ العدالة والحقوق في المجتمع، يتطلب تغييراً في طرق التفكير واكتساب مهارات جديدة، موضحاً: إذا استمررنا بنفس الأساليب القديمة، فلن نصل بالتأكيد إلى أهدافنا، وعلينا أن نحدث تغييرًا في أنفسنا لنحقق تلك الرؤية.
فرض العقوبات على الشعب
وقال الرئيس بزشكيان: أولئك الذين يتحدثون عن المفاوضات اليوم هم نفسهم الذين فرضوا أقسى العقوبات على الشعب الإيراني، وأغلقوا كل سبل التعامل، واستخدموا جميع الأدوات الممكنة للضغط علينا. إذا كانوا جادين حقًا بشأن المفاوضات، فلماذا لا يوقفون سياساتهم العدائية؟ هذه الازدواجية في السياسات باتت واضحة للشعب الإيراني، ولن يتمكنوا بعد الآن من خداعنا أو حرفنا عن مسارنا.
وأضاف: إيران، وشعبها، ونخبها، وعلماؤها، يستحقون مكانة أسمى بكثير من الوضع الحالي. إذا توحدنا، وإذا اعتمدنا على قدراتنا الداخلية، فسنرتقي بهذا البلد إلى قمم العزة والفخر. وتابع: أعداؤنا يسعون إلى عزل إيران في المنطقة؛ لكننا نحافظ على علاقات أخوية مع جميع جيراننا وسنعمل على تعزيزها. كل دول المنطقة هم أشقاؤنا وأصدقاؤنا، ولن نسمح لسياسات التفرقة من قبل الأعداء بالتأثير على علاقاتنا.
وتفقّد الرئيس بزشكيان محطة بوشهر للطاقة النووية. ولدى دخوله المحطة، أدى الاحترام للشهداء المجهولين الذين دفنوا في هذه المحطة. وقدم محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية، خلال هذه الزيارة، تقريراً عن أداء الوحدة الأولى لمحطة الطاقة والتقدم المحرز في بناء الوحدتين الثانية والثالثة من محطة بوشهر للطاقة النووية.
كما تفقّد رئيس الجمهورية مجموعة صناعات بناء السفن في بوشهر (جنوب) وذلك في اليوم الثاني من جولته على هذه المحافظة. وكانت صناعات «الشهيد محلاتي» لبناء السفن قد بدأت عملها اعتباراً من عام 1996 بهدف تصميم وإنتاج وإصلاح وإعادة تأهيل السفن المصنوعة من الألمنيوم والفولاذ والفايبر غلاس (الزجاج الليفي) والمنشآت البحرية.
هذا وزار رئيس الجمهورية، شركة الصناعات البحرية الايرانية «صدرا» بمدينة بوشهر. واطلع رئيس الجمهورية على أحدث أنشطة شركة «صدرا» في مجال بناء السفن وبناء منصات النفط والغاز وبناء الأرصفة وباقي المنشآت البحرية. وتأسست شركة صدرا عام 1968 في بوشهر بهدف بناء السفن وإصلاحها، ووسعت نشاطها بعد انتصار الثورة.
تطوير الاقتصاد البحري
كما دعا رئيس الجمهورية إلى التخطيط لتنمية الاقتصاد البحري في محافظة بوشهر (جنوب) والإفادة من الخبراء الداخليين إلى جانب الخبراء الدوليين البارزين، وقال: يجب اعتماد أفضل الخيارات وأكثرها ديمومة فيما يخص الموارد التي نملكها، وأضاف: يجب أن نعمل معاً ونساعد أحدنا الآخر لتوفير الأرضية من أجل مواكبة العالم. ودعا إلى استشراف المستقبل ورؤية الـ50 إلى 100 عام المقبلة.
كما دعا إلى اعتماد الخيارات الصحيحة والمنطقية لتطوير الموانئ وسكك الحديد، وقال: إن مشاركة المحليين بالمحافظة إجراء في محله. وأضاف: بالإمكان اعتماد خارطة صحيحة في مجال الطرق والعلاج والتنمية والصحة، وأي صلاحية لازمة، سيتم منحها. وتابع: من غير الصحيح أن يجلس المدراء في طهران ليقرروا بشأن المحافظات، بل أن الشخص الموجود في المحافظة يرى أفضل ويخطط بشكل أفضل ويتخذ القرار بطريقة افضل.