الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة - ٠٢ فبراير ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة - ٠٢ فبراير ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

في ظل تبعيتها لأميركا والغرب

كيف تأثرت المعارضة الجورجية بقرارات ترامب الأخيرة ؟

 /  تشهد الساحة السياسية في جورجيا تحولات جذرية منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. هذه التحولات لم تقتصر على العلاقات الثنائية بين البلدين فحسب، بل امتدت لتشمل المشهد السياسي الداخلي في جورجيا بأكمله، وخاصة المعارضة الموالية للغرب ومؤسسات المجتمع المدني. وقد برزت هذه التغييرات بشكل واضح من خلال سلسلة القرارات والإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة، والتي أثرت بشكل مباشر على التمويل الأجنبي للمنظمات غير الحكومية وعلى توجهات السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة. هذه التطورات سيكون لها تداعياتها على مستقبل العلاقات الأمريكية الجورجية وعلى مصير المعارضة الموالية للغرب في جورجيا.
تأثير مباشر
أثّرت مراسم تنصيب دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الجديد، وأوامره وبياناته الأولى تقريباً بشكل فوري على وضع جورجيا.
اختفى "الميدان" الجورجي واحتجاجات المعارضة "المؤيدة لأوروبا" من المشهد الإخباري كما لو أنها لم تكن موجودة أبداً. كما توقفت فجأة المناقشات حول احتمال فرض عقوبات غربية على الحكومة الجورجية الحالية. وبدون أن يولي اهتماماً مباشراً حتى لجورجيا، أوقف دونالد ترامب "الثورة" الموالية للغرب في جورجيا من خلال عدة أوامر جديدة.
كان الإجراء الأول لترامب هو التوقيع على أمر بتعليق جميع برامج المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً حتى اكتمال المراجعة. والهدف من هذا التعليق المؤقت هو تقييم توافق هذه البرامج مع أهداف سياسات الحكومة الأمريكية الجديدة.
وجاء في هذه الوثيقة أن "صناعة وبيروقراطية المساعدات الخارجية لا تتوافق مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وفي كثير من الحالات تتعارض مع قيم البلاد."
كما تم التأكيد على أن المساعدات الأمريكية للدول الأخرى خلال فترة الإدارة السابقة أدت إلى عدم الاستقرار العالمي من خلال الترويج لأفكار في الدول الأجنبية تتعارض مباشرة مع العلاقات المتناغمة والمستقرة، سواء داخل هذه الدول أو في العلاقات الدولية.
يشير هذا البيان مباشرة إلى المنظمات غير الحكومية الموالية للغرب في جورجيا، التي كانت حتى وقت قريب تبذل كل جهودها لإشعال العداء بين جورجيا وروسيا، وخلق انقسام في المجتمع الجورجي، وفرض قضايا غريبة تماماً عن السكان، بما في ذلك أجندة مايسمى "حقوق مجتمع الميم."
تحديات خطيرة
واجهت المعارضة الموالية للغرب في جورجيا تحديات خطيرة بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
أدى قطع المساعدات المالية الأمريكية للمنظمات غير الحكومية في جورجيا إلى مواجهة هذه المنظمات، التي هي في معظمها موالية للغرب، لمشاكل مالية. حتى الاحتجاج على قانون "شفافية النفوذ الأجنبي" أو "قانون العملاء الأجانب" لم يعد ذا أهمية كبيرة لهذه المنظمات، لأن تمويلها الأجنبي قد انقطع.
كما ستواجه هذه المنظمات مراجعة دقيقة لكيفية إنفاق ميزانيتها، ومن المحتمل أن يطرح المراقبون الأمريكيون أسئلة حول كيفية إنفاق أموالهم.
يعني قطع التمويل الأمريكي للمنظمات غير الحكومية تلقائياً تقريباً قطع أو تعليق التمويل من المصادر الغربية الأخرى، بما في ذلك الأوروبية. يجب على عشرات الآلاف من موظفي المنظمات غير الحكومية الموالية للغرب في جورجيا التفكير في كسب رزقهم بدلاً من التفكير في كيفية إنفاق الميزانية الأجنبية المخصصة "للاحتجاجات الشعبية" و"الثورة".
كما أن المنظمات غير الحكومية الموالية للغرب التي كانت تسعى للترويج لما يسمى "مجتمع الميم" في جورجيا باتت الآن بلا مال ودعم أمريكي. بالإضافة إلى ذلك، وقّع دونالد ترامب أمراً للاعتراف بجنسين فقط - ذكر وأنثى - في أمريكا. كما حظر ترامب رفع أعلامهم على المباني الحكومية والبعثات الدبلوماسية الأمريكية في جميع أنحاء العالم؛ وبالتالي، تتوافق سياسة الرئيس الأمريكي الجديد تماماً مع سياسة الحزب الحاكم "الحلم الجورجي" الذي تحظر الترويج لهذ الأمور الغريبة.
وبالنظر إلى تصريحات دونالد ترامب بشأن ضرورة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فقد فقدت فكرة إنشاء "جبهة ثانية" لهذه الحرب في جورجيا وجنوب القوقاز أهميتها أيضاً. في حين كانت المعارضة الموالية للغرب تسعى لإنشاء "جبهة ثانية"، إلا أن إدارة ترامب سعت حتى قبل مراسم التنصيب لإنهاء الحرب في غزة، مما يشير إلى أن الحرب في أوكرانيا ستتوقف على الأرجح قريباً.
تسعى المعارضة الموالية للغرب في جورجيا وسالومي زورابيشفيلي، التي حضرت مراسم تنصيب دونالد ترامب (ليس بدعوة من ترامب، بل بدعوة من عضو الكونغرس جو والاس)، جاهدة لإظهار "فائدتها" للإدارة الأمريكية الجديدة. أملهم الأخير هو المنافسة الجيوسياسية بين أمريكا والصين. أعلنت زورابيشفيلي في اجتماع في "المجلس الأطلسي" أن بيان الشراكة الاستراتيجية بين جورجيا والصين "غير قانوني".
لكن في حين أن الولايات المتحدة والصين تتنافسان في مجال اللوجستيات العالمية، إلا أن الولايات المتحدة لا تعارض "الممر الأوسط" الذي يساهم التعاون الصيني الجورجي في تطويره. علاوة على ذلك، من غير المرجح أن يساعد توظيف سالومي زورابيشفيلي في "معهد ماكين" في أمريكا على تعزيز علاقاتها مع إدارة ترامب. خاصة بعد أن أهانت لورا تورنتون، مديرة برامج الديمقراطية العالمية في "معهد ماكين" والرئيسة السابقة لمكتب المعهد الوطني الديمقراطي في جورجيا، دونالد ترامب ووصفته بأنه "مغتصب ومجرم".
وإجمالاً، يبدو أن المعارضة الموالية للغرب في جورجيا تواجه تحديات خطيرة بعد فوز ترامب وتسعى لإيجاد طريقة للحفاظ على وجودها ومواصلته في المشهد السياسي للبلاد.
تغير الأولويات
تكشف التطورات الأخيرة في العلاقات الأمريكية الجورجية عن تحول عميق في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة القوقاز. فقد أدت سياسات ترامب إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في جورجيا بشكل جذري، حيث تواجه المعارضة الموالية للغرب تحديات غير مسبوقة في ظل تراجع الدعم المالي والسياسي الأمريكي. هذا التحول يطرح تساؤلات مهمة حول مستقبل المعارضة في جورجيا وطبيعة علاقاتها مع الغرب وروسيا على حد سواء. كما يشير إلى تغير في الأولويات الأمريكية في المنطقة، مع تركيز متزايد على المصالح الاستراتيجية المباشرة بدلاً من دعم التحول الديمقراطي والمجتمع المدني. هذه التغييرات قد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة التحالفات السياسية في المنطقة وتغيير موازين القوى بشكل جوهري في السنوات القادمة.
البحث
الأرشيف التاريخي