عراقجي، مُؤكّداً أن البلاد قادرة على الردّ الفوري والحاسم:

أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة

قال وزير الخارجية عباس عراقجي: إن شعب غزة وهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أعادتا إحياء القضية الفلسطينية، محذراً من أن أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة.
جاء ذلك ضمن لقاء خاص مع قناة الجزيرة تناول فيه كذلك العلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة والاتفاق النووي، والموقف من التطورات في سوريا، إضافة إلى تقييمه لتداعيات هجوم «طوفان الأقصى» على المنطقة.
وأكد عراقجي أن تاريخ العلاقات الإيرانية - الأميركية «مليء بالعداء وانعدام الثقة»، مشيراً إلى أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، واغتيال قائد قوّة القدس الشهيد الحاج القائد قاسم سليماني، زادا من تعقيد المشهد.
ورغم وجود إدارة جديدة في البيت الأبيض، يرى وزير الخارجية أن «الكلمات وحدها لا تكفي»، معتبراً أنه على واشنطن اتخاذ خطوات عملية لاستعادة الثقة، مثل إعادة الأموال الإيرانية المجمدة والوفاء بالتزاماتها السابقة.
وحول احتمالية استئناف المفاوضات النووية، أوضح عراقجي: إن إيران لا تمانع الحوار المباشر مع أميركا؛ لكنها تُصر على حصر المفاوضات في الملف النووي، كما حدث سابقاً، مشيراً إلى أن إدخال قضايا أخرى سيُعقد المحادثات.
وفيما يتعلق بتهديدات «إسرائيل» بضرب المنشآت النووية الإيرانية، رد عراقجي بأن إيران قادرة على الرد الفوري والحاسم، محذراً من أن أي هجوم سيتحول إلى «حرب شاملة» في المنطقة.
وتناول عراقجي الملف السوري بالقول: إن إيران تدعم تشكيل حكومة «يشارك فيها جميع أطياف الشعب السوري»، مع رفض أي تدخل خارجي أو محاولات لتقسيم سوريا، وأكد أن الهدف الإيراني يتمثل في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مشيراً إلى أن التدخلات الإسرائيلية والأجنبية هي التي خلفت الأزمة.
وأشار إلى وجود تنسيق إيراني مع قطر حول العديد من الملفات ومنها مناقشة دعم غزة، معرباً عن تقديره لدور الدوحة في «وقف إطلاق النار الأخير». وأضاف أن زيارته لقطر شملت لقاء مع قيادات حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، حيث هنأهم بـ»انتصار غزة»، مؤكداً استعداد طهران لتقديم مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني، وأكد أن «الشعب الفلسطيني في غزة أحيا القضية التي كادت تُنسى بسبب التطبيع»، مشيراً إلى أن العالم أصبح يرى «الطبيعة القاتلة للكيان الصهيوني» بعد المجازر ضد المدنيين.
وأكد عراقجي انه رغم استشهاد قيادات بارزة كالأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وقيادات في المقاومة الفلسطينية، إلا أن المقاومة اكتسبت خبرات ستجعلها «أكثر فعالية»، معتبراً أن خطاب المقاومة أصبح اليوم «حيّاً أكثر من أي وقت مضى».

البحث
الأرشيف التاريخي