ترامب يتجاهل الإتحاد الأوروبي
كتبت صحيفة "بوليتيكو" في تقرير لها أن طموحات دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الجديد، للتفاوض المباشر مع قادة الاتحاد الأوروبي، وعدم رغبة إدارته في إقامة أي اتصال أو تفاعل مع ممثلي هذه الكتلة في العاصمة البلجيكية بروكسل، جاءت مخالفة لتوقعات المسؤولين الأوروبيين.
ووفقاً للتقرير، لم تتم دعوة أي من كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي لحضور مراسم تنصيب ترامب في 20 يناير. كما لم يرد ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي الجديد، حتى الآن على دعوة "كايا كالاس"، الدبلوماسية البارزة والمسؤولة الجديدة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد يوم الاثنين. وفي الوقت نفسه، عقد روبيو مؤخراً لقاءات مباشرة مع دبلوماسيين كبار من بولندا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا، في حين أقام ترامب نفسه علاقات ثنائية مع رئيس وزراء الدنمارك.
وأشار كاتب التقرير إلى أن هذا الإجراء يأتي نتيجة تغيير جذري في العلاقات الودية التي كانت تربط أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وغيرها من كبار مسؤولي الاتحاد مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.
وفي السياق ذاته، رسمت صحيفة "تاغس أنتسايغر" السويسرية في مقال لها صورة قاتمة لمستقبل الاتحاد الأوروبي في ظل رئاسة ترامب خلال السنوات المقبلة، وكتبت: "تواجه الدول الأوروبية حقبة دولية جديدة صعبة. وقد أظهر حضور أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في منتدى دافوس الاقتصادي أن الاتحاد لا يزال يفتقر إلى الاستراتيجية اللازمة لمواجهة هذا الأمر."
وأضاف المقال أن العالم لم يبدُ مبشراً بالخير منذ أداء دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الجديد، اليمين الدستورية في 20 يناير. والأكثر إحباطاً أن فون دير لاين، أقوى ممثلة للاتحاد الأوروبي، لم ترسم في كلمتها بمنتدى دافوس الاقتصادي رؤية واضحة لكيفية تعامل أوروبا مع هذا الوضع الجديد.
ويمكن تلخيص الوضع كالتالي: الكل ضد الكل وكل طرف لنفسه. فالقوى الاقتصادية الثلاث المهيمنة عالمياً - أمريكا وأوروبا والصين (المرتبطة بروسيا) - لم تعد تسعى للتعاون وفق قواعد متفق عليها للمنفعة المتبادلة، بل يسعى كل منها لتحقيق أفضل النتائج لنفسه.
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد أيد في تصريحات سابقة طلب الرئيس الأمريكي الجديد بزيادة الاستثمار الدفاعي في أوروبا.
وقالت كالاس في كلمتها بالمؤتمر السنوي لوكالة الدفاع الأوروبية في بروكسل: "ترامب على حق في قوله إن الاتحاد الأوروبي لا يستثمر بما يكفي في دفاعه." وفي الوقت نفسه، طلبت من ترامب مواصلة دعم حلفاء الناتو الأوروبيين.
وكان ترامب قد هدد الأوروبيين بإنهاء معاهدة المساعدة المتبادلة للناتو في حال عدم استثمارهم بشكل كافٍ في دفاعهم. وطالب الدول الأعضاء في الناتو بإنفاق خمسة في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي على النفقات العسكرية.
