الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وسبعة وتسعون - ٢٩ يناير ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وسبعة وتسعون - ٢٩ يناير ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

مع التطور الكبير للعلاقات بين الطرفين منذ عام 2000

ما هي أوجه التعاون الهندي-الروسي؟

 /  تبرز العلاقات الهندية الروسية كنموذج فريد للتعاون الاستراتيجي والاقتصادي المتعمق. تمتد جذور هذه الشراكة عميقًا في تاريخ العلاقات الدولية، متجاوزة حقبة الحرب الباردة وموسعة آفاقها لتشمل تعاونًا شاملًا يتخطى المجالات التقليدية. فالعلاقة بين نيودلهي وموسكو لم تعد مجرد تحالف دبلوماسي تقليدي، بل أصبحت شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد تستجيب للتحديات المعاصرة وتستشرف مستقبلًا أكثر تعقيدًا وترابطًا.
تكتسب هذه الشراكة أهميتها من قدرتها على التكيف مع المتغيرات الإقليمية والعالمية، حيث تمثل نموذجًا فريدًا للتعاون بين قوتين عالميتين تسعيان لتحقيق مصالحهما الاستراتيجية والاقتصادية. فالتعاون الممتد من مجالات الطاقة والتكنولوجيا إلى التجارة والاستثمار يرسم معالم نظام عالمي متعدد الأقطاب، يتجاوز المنافسات التقليدية ويؤسس لشراكات أكثر
مرونة وعمقًا.
التأسيس والتطور
أسست الهند وروسيا إعلان الشراكة الاستراتيجية في عام 2000، والتي تم الارتقاء بها إلى شراكة استراتيجية خاصة وممتازة في عام 2010. وقد كان تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية أولوية للحكومتين في كلا البلدين، مع وضع أهداف لزيادة الاستثمار الثنائي إلى 50 مليار دولار والتجارة الثنائية إلى 30 مليار دولار بحلول عام 2025.
في يوليو 2024، خلال زيارة رئيس الوزراء نارندرا مودي إلى روسيا، تم تكريمه بوسام القديس أندراوس الرسول، وهو أعلى وسام حكومي روسي، من الرئيس فلاديمير بوتين تقديراً لـ "مساهمته في تعزيز العلاقات الهندية الروسية". ناقش القادة الاثنان تعزيز التعاون الاقتصادي في المجالات الرئيسية مثل الطاقة والتجارة والتصنيع والأسمدة وتبسيط العمليات الجمركية. تمت أولوية الطرق التجارية الاستراتيجية، بما في ذلك ممر النقل الدولي الشمالي الجنوبي، والطريق البحري الشمالي، وخط بورت شينای-فلاديفوستوك البحري.
التعاون الاقتصادي والاستثماري
اتفقت نيودلهي وموسكو على تشجيع الاستثمارات، وإطلاق مشاريع مشتركة، وتوسيع التعاون في الاقتصاد الرقمي وقطاعات التعليم. أعلنت الهند عن افتتاح قنصليتين جديدتين في قازان وإيكاترينبورغ، وراجعت التقدم في مشاريع الطاقة النووية، بما في ذلك محطة كودانكولام للطاقة النووية.
صرح نائب رئيس الوزراء الروسي الأول دينيس مانتوروف أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند قد زاد أكثر من خمسة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية، مما يجعل الهند الشريك الاقتصادي الأجنبي الثاني لروسيا. يعمل البلدان على تعزيز آلية التجارة بالروبية والروبل، وأنشآ حسابات فوستورو لتسهيل المعاملات بالعملات المحلية.
وفقًا لوزارة التجارة الهندية، بلغت التجارة الثنائية بين الهند وروسيا ذروة قياسية بلغت 65.70 مليار دولار في السنة المالية 2023-2024. وتشمل الصادرات الهندية المنتجات الصيدلانية والمواد الكيميائية العضوية والآلات الكهربائية والأجهزة الميكانيكية والحديد والصلب. أما الواردات الرئيسية من روسيا فتهيمن عليها النفط ومنتجات البترول والأسمدة والموارد المعدنية والأحجار والمعادن الثمينة والزيوت النباتية.
الممرات البحرية والنقل
أصبح الممر البحري الشرقي تشيناي-فلاديفوستوك تشغيليًا رسميًا في 18 نوفمبر 2024، مما يسهل نقل النفط والغذاء والآلات. يقلل الممر وقت نقل البضائع بين الهند وروسيا الشرقية بما يصل إلى 16 يومًا، من 40 إلى 24 يومًا، ويختصر المسافة بنسبة 40 بالمائة تقريبًا.
الطريق البحري الشمالي - في أكتوبر 2024، عقدت الهند وروسيا الاجتماع الأول لمجموعة العمل المشتركة حول الطريق البحري الشمالي في نيودلهي، حيث ناقشتا مبادرات تعاونية متنوعة، بما في ذلك تدريب البحارة الهنود على الملاحة القطبية ومشاريع بناء السفن المشتركة ووضع أهداف عبور البضائع على طول الطريق.
اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)
اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين الهند وروسيا، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ عام 1996، تهدف إلى القضاء على الازدواج الضريبي والحد من التهرب الضريبي. تنطبق على الأفراد والكيانات المقيمين في كلا البلدين وتتضمن أحكامًا حديثة للتوافق مع المعايير الدولية.
تعكس الشراكة الهندية الروسية التعاون الاقتصادي القوي من خلال أطر مثل الشراكة الاستراتيجية الخاصة والممتازة، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية حماية الاستثمار المرتقبة. تهدف المبادرات التجارية والاستثمارية، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتصنيع، إلى تحقيق أهداف طموحة، بما في ذلك هدف التجارة الثنائية البالغ 100 مليار دولار بحلول عام 2030.
تجري مناقشات لتعزيز الصادرات الهندية من خلال نماذج تعاون مبتكرة. أصبحت مبادرات الاتصال محورية في التعاون الثنائي، مع مشاريع رئيسية تشمل الممر الدولي الشمالي الجنوبي للنقل والممر البحري الشرقي تشيناي-فلاديفوستوك.
منظومة متكاملة من التعاون
إن العلاقات الهندية الروسية اليوم تمثل أكثر من مجرد تحالف ثنائي؛ إنها منظومة متكاملة من التعاون الاستراتيجي والاقتصادي الذي يشكل نموذجًا مهمًا للتعاون الدولي في القرن الحادي والعشرين. فمن خلال الممرات التجارية المبتكرة، والمشاريع الاستثمارية المشتركة، والتعاون التكنولوجي المتقدم، تؤسس الهند وروسيا نموذجًا جديدًا للعلاقات الدولية يقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
يكمن جوهر هذه الشراكة في قدرتها على تجاوز التحديات الجيوسياسية المعقدة، وبناء جسور التعاون في مجالات حيوية كالطاقة والتكنولوجيا والتجارة. فالاستثمارات المتبادلة، والمشاريع المشتركة، والاتفاقيات الاستراتيجية لا تمثل مجرد أرقام اقتصادية، بل تعكس رؤية مشتركة لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
مع استهداف تحقيق تجارة ثنائية بقيمة 100 مليار دولار بحلول عام 2030، تضع الهند وروسيا حجر الأساس لشراكة استراتيجية طويلة الأمد. إنها شراكة تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، وتؤسس لنموذج جديد من التعاون الدولي القائم على التكامل الاقتصادي والتفاهم المتبادل.
البحث
الأرشيف التاريخي