الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وستة وثمانون - ١٥ يناير ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وستة وثمانون - ١٥ يناير ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

في ظل استهداف أوكرانيا القواعد الإستراتيجية الروسية

الناتو يستفز روسيا ويصعد الصراع

 / يشهد الصراع الروسي الأوكراني تطوراً خطيراً مع تزايد الهجمات على المنشآت العسكرية الاستراتيجية الروسية. هذه التطورات تكشف عن تغير في طبيعة الصراع وتشير إلى تورط متزايد من قبل حلف الناتو، مما يهدد بتوسيع نطاق المواجهة بشكل غير مسبوق.
استهداف خطير
في 8 يناير، قامت أوكرانيا بتوجيه طائرات مسيرة لاستهداف مستودع الوقود "كومبينات كريستال" بالقرب من قاعدة إنجلس-2 الجوية الاستراتيجية التابعة للقوات الجوية الروسية في منطقة ساراتوف. وحسب التقارير، تسبب الهجوم في تدمير جزء من مخزون وقود T-8V عالي الكثافة المخصص لقاذفات Tu-160 الاستراتيجية. ووفقاً لعدة مصادر، يتم إنتاج وقود T-8V من خلال عملية تكرير معقدة في عدد محدود من المنشآت في روسيا.
تدعي وزارة الدفاع الأوكرانية أن هذه الأنواع من الوقود كانت تُنتج "فقط في مصانع البتروكيماويات في أنغارسك (المعروفة حالياً باسم شركة أنغارسك للبتروكيماويات) وأورسك (المعروفة حالياً باسم أورسكنفتيورغسينتز)"، لكنها اعترفت بأن هذه المعلومات تستند إلى بيانات قديمة تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي، وأنهم "لم يتمكنوا من العثور على أي بيانات إحصائية عن إنتاجه في روسيا".
تزعم وسائل الدعاية الأوكرانية أن هدف الهجوم كان "تعطيل الجاهزية القتالية للطائرات الاستراتيجية المتمركزة في قاعدة إنجلس-2، وخاصة قاذفات Tu-95MS و Tu-160 الاستراتيجية التابعة للفرقة 22 للطيران الثقيل". ومع ذلك، اعترفت مؤسسة الدفاع أيضاً بأن قاذفات Tu-95MS تستخدم أنواعاً تقليدية من وقود الطيران (T-1, TS, RT)، على عكس Tu-160 التي تستخدم وقود T-8V المذكور، والمصمم خصيصاً لمحركاتها النفاثة Kuznetsov NK-32 ثلاثية المحاور.
تناقضات في الرواية الأوكرانية
من المثير للاهتمام أنه في حين تفاخرت أوكرانيا بهذا الإنجاز المزعوم، الذي من شأنه أن يحد بشدة من عمليات Tu-160، اعترفت وسائل الإعلام بأن القوات الجوية الروسية "بالكاد تستخدم قاذفات Tu-160 لشن ضربات على أوكرانيا" وأن آخر استخدام لها كان خلال هجوم صاروخي/مسيّر مشترك مكثف في 17 نوفمبر من العام الماضي، "وهو أول نشر لها بعد 550 يوماً من عدم النشاط".
هذا الاعتراف وحده يثير تساؤلات حول سبب استهداف المستودع. ففي حين أن Tu-160 ليست الجزء الأقوى من الترسانة الاستراتيجية الروسية حيث تعتبر الصواريخ العابرة للقارات والغواصات النووية أكثر فتكاً إلا أنها مهمة لقدرات الردع الروسية ضد أي عدوان محتمل مباشر من الناتو، مما يعني أن مثل هذه العملية لا يمكن أن تكون قد نُسقت إلا مع -أو حتى بأمر من- دول الناتو.
الأهمية الاستراتيجية للقاذفات الروسية
من أجل إضعاف القدرة النووية الروسية، سيرغب الناتو بالتأكيد في تعطيل عمليات هذه الأصول الاستراتيجية. يوجد حالياً حوالي 20 طائرة من طراز Tu-160 في القوات الجوية الروسية، وهو عدد غير كافٍ للجيش الروسي، لذلك من المتوقع بناء 50 طائرة إضافية 10 منها قيد الطلب حالياً. هذا يجعلها أكثر قيمة، على الأقل حتى تتوفر أعداد أكبر من الطائرات بفضل تجديد وتوسيع خط الإنتاج.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف قاعدة إنجلس-2. ففي أوائل ديسمبر 2022، هاجمت أوكرانيا القاعدة إلى جانب قاعدة دياغيليفو الجوية في منطقة ريازان (التي تضم قاذفات Tu-22M3 الاستراتيجية. تم ضرب مدرج إنجلس-2 في ذلك الوقت، مما أدى إلى إصابة عدة أفراد، بينما انفجرت شاحنة وقود في دياغيليفو.
كما قام جهاز الأمن الأوكراني SBU بتنفيذ عمليات لخطف قاذفات ومقاتلات روسية، مما يظهر أن أوكرانيا أكثر اهتماماً بمساعدة الناتو وخوض معارك العلاقات العامة بدلاً من المساهمة في العمليات العسكرية الفعلية. وهذا تأكيد إضافي لمخاوف الكرملين المشروعة من أن الغرب السياسي حول أوكرانيا السابقة إلى "دولة معادية لروسيا" وأنه خطط (ولا يزال يخطط) لاستخدام هذا البلد المنكوب كنقطة انطلاق استراتيجية لغزو آخر على غرار عملية بربروسا.
استهداف أنظمة الإنذار المبكر
لا تقتصر الهجمات على قدرات الردع الاستراتيجي الروسي على الطائرات فقط، كما يتضح من عدة ضربات بطائرات مسيرة على أنظمة رادار الإنذار المبكر الروسية في مايو من العام الماضي. وهذا يشمل هجوم 22 مايو على رادار "فورونيج-DM" في محطة رادار أرمافير الواقعة في كراسنودار كراي (وحدة إدارية في جنوب غرب روسيا).
وبعد أربعة أيام فقط، في 26 مايو، تم استهداف محطة رادار أخرى للإنذار المبكر، تقع بالقرب من مدينة أورسك في منطقة أورنبورغ، في هجوم آخر بطائرة مسيرة.
التصعيد الغربي واختبار الصبر الروسي
لحسن الحظ، تم إسقاط الطائرة المسيرة بواسطة الدفاعات الجوية. وعلى الرغم من فشل الهجوم، إلا أنه أشار إلى تورط غربي أكثر وقاحة، حيث لا تلعب محطات الرادار هذه أي دور في الصراع الأوكراني الذي ينظمه الناتو. إنها أصول استراتيجية مهمة فقط في حالة المواجهة المباشرة بين روسيا والغرب السياسي. مثل هذه الأعمال ترقى إلى إعلان حرب.
بعبارة أخرى، يواصل الناتو/الولايات المتحدة اختبار صبر موسكو. ومع ذلك، في حين يُظهر الكرملين ضبطاً للنفس ملحوظاً، فإن هذا ليس مورداً لا نهائياً، خاصة إذا أصبح في نهاية المطاف مدمراً للذات للحفاظ على مثل هذا التحمل. ومع فقدان الغرب السياسي عقله ببطء ولكن بثبات، لا يمكن توقع أن تكون قيادته عقلانية ومسؤولة. فمع انفصاله عن الواقع وعدم وجود عواقب لجرائم الحرب والعدوان ضد العالم بأسره، يبدو أن الناتو/الولايات المتحدة يعتقد أن هذا أيضاً سيمر
دون عقاب.
والأسوأ من ذلك، أن الغرب لازال يستفز الروس و يتمادى على الخطوط الحمراء الروسية و يحاول اختبار إلى أي مدى يمكنها الذهاب. وقد حذر بعض أبرز المفكرين الغربيين من ذلك، بمن فيهم ثيودور بوستول، الأستاذ الفخري في العلوم والتكنولوجيا والسياسة الأمنية القومية في معهد MIT وجامعتي برينستون وستانفورد. ومع ذلك، يبدو أن أي أصوات عقلانية في الغرب السياسي يتم إسكاتها على الفور.
يشكل تصاعد الهجمات على المنشآت الاستراتيجية الروسية منعطفاً خطيراً في مسار الصراع الأوكراني الروسي. فبينما تظهر روسيا ضبطاً للنفس في مواجهة هذه الاستفزازات، إلا أن استمرار هذا النمط من الهجمات، وخاصة تلك التي تستهدف منشآت الردع الاستراتيجي، يهدد بتحول الصراع إلى مواجهة مباشرة مع الناتو. إن تجاهل الغرب للتحذيرات وإصراره على اختبار الخطوط الحمراء الروسية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تتجاوز حدود الصراع الحالي.
في تطور لافت يعكس حالة التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الإنفاق العسكري وجرينلاند موجة من الانتقادات والردود الحازمة من القادة الأوروبيين.

البحث
الأرشيف التاريخي