تصريحات ترامب الأخيرة تثير ردود فعل الأوروبيين
وفقاً لصحيفة "دي سايت"، قوبلت مطالب دونالد ترامب المثيرة للجدل، مع اقتراب عودته إلى البيت الأبيض، بردود فعل انتقادية من العديد من المسؤولين الأوروبيين.
وفي هذا السياق، رفض المستشار الألماني أولاف شولتز مطالبة ترامب بزيادة كبيرة في النفقات الدفاعية لأعضاء حلف الناتو.
وقال شولتز في حديث لمجلة فوكوس إن نسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي التي ذكرها ترامب للإنفاق العسكري تعني زيادة الميزانية الدفاعية الألمانية إلى 200 مليار يورو من إجمالي الميزانية الفيدرالية البالغة 490 مليار يورو.
وأضاف المستشار الألماني أن هذا يعني حالياً مدخرات أو ديوناً إضافية بقيمة 150 مليار يورو فوق الميزانية الدفاعية العادية، مؤكداً أنه من الأفضل التركيز على المسار الذي وافق عليه الناتو منذ فترة طويلة.
ويذكر أن هدف الناتو المتفق عليه هو 2% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي للدفاع. ولم تف ألمانيا بهذا الالتزام لسنوات، حيث أنفقت أقل من 1.5% من ناتجها المحلي الإجمالي في هذا المجال.
كما رفض وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مطلب ترامب، متسائلاً عن أي دولة يمكنها تحمل هذه النفقات.
وفي حلف الناتو، تمتلك بولندا حالياً أعلى نسبة إنفاق عسكري بأقل من 4% من ناتجها المحلي الإجمالي، بينما تنفق الولايات المتحدة حوالي 3.5%، وهو أقل بكثير مما يطالب به ترامب من حلفاء الناتو.
وأكد بيستوريوس أن المسألة لا تتعلق بالنسب المئوية بقدر ما تتعلق بكيفية تحديد وتلبية أهداف قدرات الناتو، مشيراً إلى أن هذا القرار لا يتخذه أي شخص في أي عاصمة بمفرده، بل يتخذه الناتو مجتمعاً. وعارض روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد، فكرة ترامب بوضوح، معتبراً أن ما يقترحه غير واقعي.
وفيما يتعلق بجرينلاند، حذر القادة الأوروبيون من تصريحات ترامب بشأن السيطرة العسكرية عليها. وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن هذا الأمر لن يحدث، مشيراً إلى أنه لم تقع أي حرب بين أعضاء حلف الناتو منذ تأسيسه.
كما أكدت النمسا والاتحاد الأوروبي على ضرورة احترام السيادة الإقليمية لجرينلاند كجزء من الدنمارك.
تعكس هذه الردود الأوروبية الحازمة مخاوف متزايدة من تأثير عودة ترامب إلى البيت الأبيض على العلاقات عبر الأطلسي والتحالف الغربي.