الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وسبعة وسبعون - ٠٤ يناير ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وسبعة وسبعون - ٠٤ يناير ٢٠٢٥ - الصفحة ٦

حوار لموقع KHAMENEI.IR مع الدكتور علي أكبر أحمديان

فلسفة حضور إيران في سوريا.. إخماد فتنة «داعش» وصولاً إلى صون أمن الناس

أجرى موقع KHAMENEI.IRالإعلامي حواراً مع الدكتور علي أكبر أحمديان، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، وتطرّق فيه تفصيلياً إلى ملف الحضور الاستشاري لإيران في سوريا، ومنطق الحضور والشروط المسبقة له، وسبب تقليص إيران حضورها في سوريا بعد مرحلة «داعش»، ونقاط اختلاف «داعش» والمسلّحين الذين يحكمون سوريا، وكيفيّة تعامل إيران مع هؤلاء المسلّحين أثناء الأعوام الماضية ونوع رؤيتها تجاههم، وسبب غياب تدخّل إيران على المستوى العسكري في الأحداث الأخيرة التي حدثت في سوريا، وأخيراً، تأثير هذه الأحداث على محور المقاومة والقدرة على مساندته. مع سقوط الحكومة السوريّة بأيدي المهاجمين المسلّحين، برزت أسئلة وتكوّنت إبهامات كثيرة في هذا الصّدد. انشغل أعداء محور المقاومة منذ أعوامٍ خلت، وعلى نحو متواصل وضاغط، بتنفيذ حرب نفسيّة وإعلاميّة بشأن حضور إيران في سوريا، ووجدوا الأجواء الجديدة مناسبة للخوض في مرحلة جديدة من هذه الحرب النفسيّة والإعلاميّة وبثّوا أنواع الشبهات والأكاذيب، الكبيرة منها والصغيرة، بصورة واسعة عن محور المقاومة وحضور إيران في سوريا وأسباب هذا السقوط وكيفيّته ومواضيع شبيهة أخرى.و بيّن قائد الثورة الإسلاميّة في خطابه المهمّ في تاريخ 17/12/2024، الذي تناول فيه أحداث سوريا، «ما حدث ويحدث أحياناً العمل على إخفائه عن العيون» وتابع شرح «أوضاعنا وحركتنا وحركة المنطقة ومستقبلها» ورسم معالمها أيضاً. واليكم نص الحوار:

ما هو الجوهر النظري لرؤية الجمهوريّة الإسلاميّة، وتبعاً لها المؤسسات الأمنيّة في البلاد، التي تلتقي كلّها في الأمانة العامّة للمجلس الأعلى للأمن القومي، تجاه «الأمن القومي»؟
من وجهة نظرنا، الناس هم عامود الأمن القومي. لقد انتصرت الثورة الإسلاميّة بفضل الناس، ونشأت بواسطتهم وهم سبب بقائها. النظريات كلّها التي تُطرح بشأن قضيّة «الأمن القومي» تندرج ضمن إطار الناس. عندما أتحدّث عن «الناس»، أعني الناس كلّهم، لأنّ الناس جميعاً ثاروا. هذا التصوّر بأن نظنّ بأنّ مجموعة خاصّة أطلقت الثورة في البلاد، هو ليس تصوّراً صحيحاً.
هذه الرؤية متجذّرة في الأسس النظريّة والمواقف العمليّة لقائد الثورة الإسلاميّة أيضاً. قد قال سماحته أن لا معنى للجمهوريّة الإسلاميّة من دون الناس، وهي لا شيء دونهم. لقد قرّرت هذه الثورة الإسلاميّة منذ انطلاقتها أن تسير مع الناس وأن ترى قدرتها متمثّلة في مشاركتهم وحضورهم وأن تعدّ قوّتهم قوّتها. حسب تعبير الإمام الخامنئي، «السيادة الشعبيّة الدينيّة» تعني أنّ «الناس» أسياد المجتمع وأسياد أنفسهم وفقاً للإسلام. إنّ الثورة الإسلاميّة أعلت هذا الصوت في العالم أيضاً. لذلك، أينما ذهبت هذه الثورة الإسلاميّة، فإنّ مؤشّرها البارز كان أنّ الناس جميعاً ارتقوا، لا مجرّد شخص واحد.
بشأن سوريا أيضاً، إذا كانت تُجرى نقاشات بشأن هذا الموضوع، فإنّ القضيّة هي أنّنا لم نكن من أسّس الحكومة السوريّة، وكانت حكومة الأسد قائمة قبلنا وكانت صلبة أيضاً، وبسبب وجه الاشتراك العظيم والممدوح الذي يتمثّل في غياب مهادنة الكيان الصهيوني ومقاومة أمريكا والصهاينة، كانت لدينا علاقات مع بعضنا وكنا نقدّم الدعم المتبادل.
النقطة المهمّة الثانية التي نراعيها نحن هي نظريّة قائد الثورة الإسلاميّة التي تقوم على «المثاليّة الواقعيّة». سماحته طرح هذه النظريّة وأكّد أنّ المثاليّة محض وهم من دون الواقعيّة، وأنّ الواقعيّة من دون المثاليّة هي روتين أيضاً.
في العقد الأخير ومع تصاعد وتيرة نموّ الجماعات الإرهابيّة في المنطقة، أقدمت جمهوريّة إيران الإسلاميّة أيضاً على تنفيذ عمليّات عسكريّة ضدّ الإرهاب، وكان لها حضورٌ عسكري مباشر أو استشاري خارج الحدود الرسميّة للبلاد. بطبيعة الحال، يرتكز الحضور العسكري والاستشاري لإيران على بعض المبادئ والضوابط الخاصّة. ما هي هذه الضوابط؟
إنّ حضور جمهوريّة إيران الإسلاميّة في أيّ مكان، حتى في ذلك المكان الذي يكون منطلق حضورها فيه مثاليّاً، يرتكز على مبادئ معيّنة. قد يكون ارتُكبَ خطأٌ معيّن أيضاً على نحو استثنائي، لكن دائماً ما كان الأساس هو هذه المبادئ التي سأذكرها:
المبدأ الأوّل- هو الدفاع الحاسم عن البلاد والناس والمصالح القوميّة في مقابل الأجانب. لم يكن هناك أيّ شكٍّ أو تردّد في هذا المبدأ في يوم من الأيام. إن كان العدوّ أمريكا أو بلد صغير أو جار؛ دائماً ما كان أساس العمل هو هذا المبدأ.
المبدأ المهمّ الآخر هو أنّها لم تكن المبادرة إلى شنّ الهجوم على أيّ أحد. لقد كان قائد الثورة الإسلاميّة ملتزماً حقّاً بهذا المبدأ. في  عدد من الأحيان، جعل الآخرون أمراً معيّناً يصل إلى مرحلة اتخاذ القرار، ولكنّه كان عندما يصل إلى مستوى القيادة، يلقى ممانعة من سماحته، وهذا ما تعلّمه سائر المسؤولين تدريجياً أيضاً.
المبدأ الثالث هو انعدام التدخّل في شؤون سائر الدول. الثورة الإسلاميّة مع شعاراتها المثاليّة كلّها التي تحملها والتي لها طابعٌ وطنيّ عالمي في بعض الأحيان، ولكنّها لم تتدخّل في أيّ بلد انطلاقاً من تلك الأهداف أو حتى من أجل تحقيق مصالحها الوطنيّة – هذا هو مصداق الواقعيّة
لم تكن العلاقات العسكريّة والأمنيّة بين إيران وسوريا محدودة بالعقد الأخير. ما هي فلسفة هذه العلاقات وما هو سبب حضور إيران في سوريا، ثمّ تقليص هذا الحضور العسكريّ لها؟
منذ أن قدّمت الحكومة السوريّة في عهد حافظ الأسد الدعم بصدق للثورة الإسلاميّة، وفي الحرب أيضاً، رغم أنّ الحزب الحاكم للعراق كان حزب البعث، أعلنت دعمها الحاسم لنا، طوّرنا علاقاتنا الرسميّة والميدانيّة مع هذا البلد. إنّ واحداً من أسباب التقارب بين سوريا وإيران كان أنّ مصر والأردن كانا قد هادنا الكيان الصهيوني، ولكنّ سوريا رفضت الرضوخ لهذه الهدنة، وعليه، كانت تشعر بنوعٍ من الخطر والوحدة.
لكن من جهة أخرى، كان نظام الحكم في سوريا مثل سائر الأنظمة العربيّة في المنطقة. كان الوجه الإيجابي الذي يميّز عائلة الأسد أنّهم لم يتراجعوا حقّاً أمام الضغوط الدوليّة والإقليميّة كلّها؛ والمفروضة من الأصدقاء والمعارف والأعداء عن قضيّة مقاومة الكيان الصهيوني والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينيّ. لو أنّهم تراجعوا قيد أنملة، لم يكونوا ليواجهوا أيّاً من هذه الأحداث. إذاً، كان ما حدث كله ضريبة تلك المقاومة. لكن رغم كون النظام معادياً للصهيونيّة، كانت هناك سلوكيّات غير مقبولة في قسم من النظام السائد في الدولة السوريّة، وكانت مرتبطة بالتعامل مع أهالي ذاك البلد، وشكّلت شرخاً بين الحكومة وقسم من الشعب السوري. هناك جزءٌ من الشعب السوري كان يريد النظام حقّاً، ولكن كانت هناك فئاتٌ أخرى تعارضه في بعض الأمور، وهذا أيضاً لم يبدأ منذ مدة حضور جمهوريّة إيران الإسلاميّة في سوريا. من جهة أخرى، كان هناك تحدٍّ قديم جدّاً بين حكومة حافظ الأسد وبعض التيارات الفكريّة الحاضرة في العالم الإسلامي، ومنهم الإخوان المسلمون، وكانت توجد بينهم بعض المجادلات. الجمهوريّة الإسلاميّة أوصت منذ البداية، منذ عهد حافظ الأسد، وسعت باستمرار لدفع الأوضاع هناك نحو التلاحم الشعبي والاجتماعي، وكان سبب ذلك اعتقادها بأنّ أهل أيّ بلد يحدّدون مصيرها، وهذا ما كان حاضراً دائماً في الجمهوريّة الإسلاميّة.
هناك تحليلات تقول إنّ مختلف المجموعات التي كانت في شمالي غرب سوريا، كان لديها تحرّكات قبل الهجوم الأخير. ألم تقدّم إيران معلومات لسوريا بشأن هذه التحرّكات؟
كلّ واحدة من هذه الجماعات لها جذورٌ مختلفة وآراء متعدّدة تجاه تركيا وسوريا وإيران والشيعة والكيان الصهيوني. إذاً، هناك مواقف متباينة لديهم. من هذه الناحية، هم جمعٍ متشتّت، ولكن رغم ذلك، اتّفقوا على تنفيذ مثل هذه الخطوة. أُطلعت مراراً الحكومة السوريّة على هذه التحرّكات، وهم أنفسهم لم يكونوا يفتقدون إلى القدرات الاستخباريّة الجيّدة، هم أيضاً كان لديهم علمٌ بذلك. لكن كانت هناك نقطتان. النقطة الأولى كانت أنّ رجال السياسة والجيش السوري لم يكونوا يصدّقون قدرة هؤلاء على تنفيذ خطوة جوهريّة وأساسيّة. ثانياً، كانوا يعتمدون على جيشهم وجهازهم الأمني، أي كانوا يظنّون أن هؤلاء حتى لو نفّذوا أيّ تحرّك، فإنّ الأوضاع ستضطرب بعض الشيء، ولكنّهم سيصدّونهم في نهاية المطاف. لذلك لم تدرك الحكومة السوريّة جدّياً خطر هؤلاء في أيّ وقت من الأوقات. طبعاً، لم يكونوا يتوقّعون وجود مثل هذه الأرضيّة للانهيار في الجيش السوري أيضاً!
في النهاية، انطلقت عمليّات هؤلاء، وقيلَ مجدّداً وعلى نحو متكرّر للجيش السوري إنّك قادرٌ على الوقوف والصمود هنا وسدّ الطريق أمامهم، لأنّنا كنا نعتقد بأنّه حتى لو تقرّر أن يحاوروا هؤلاء أيضاً، ينبغي أن يثبّتوا مكاناً ما – لكن لم تتوافر إرادة القتال والرغبة في المقاومة لدى الجيش السوري، لذلك سقطت مناطق سوريا واحدة تلو الأخرى إلى أن وصلوا إلى دمشق. كانت لدينا في هذه المدة أيضاً محادثات مع بشار الأسد وعناصرهم في الجيش وكنا نقدم لهم بعض المشورات ونحاول ونسعى إلى تنشيط المسار السياسي. أتت زيارة السيد عراقتشي إلى تركيا ضمن هذا الإطار، وكذلك كانت زيارته إلى الدوحة، وقد حقّقت بعض النجاحات. كان «بيان الدول الثماني» في رأيي بياناً جيّداً، وقد انضمّت إليه أخيراً خمس دول عربيّة في المنطقة وعبّرت عن مخاوفها وطالبت بالحلّ السياسي، ولكن سرعة الانهيار لم تمنح هذه المساعي
أي فرصة.
البحث
الأرشيف التاريخي