الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وسبعة وسبعون - ٠٤ يناير ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وسبعة وسبعون - ٠٤ يناير ٢٠٢٥ - الصفحة ٦

عناصر ومتطلبات المواجهة الإيرانیة مع رئاسة ترامب

سيد أحمد حسيني*

انتخاب دونالد ترامب كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الانعكاسات الواسعة على المستوى العالمي، أثار تساؤلات حول كيفية مواجهة الدول وضبط سياساتها الخارجية بناءً على الحقائق الجديدة.
لقد نشأت هذه الإشكالية بالنسبة للعديد من الفاعلين، ولكن دولاً مثل روسيا والصين والسعودية والدول الأوروبية، وخاصة إيران، تواجه تحديات تسعى للعثور على حل لها.
في بلدنا، تناول المحللون ضيق الوقت والفرصة المحدودة لتشكيل وبدء عمل الحكومة الجديدة في الولايات المتحدة، ويعتقدون أنه خلال هذه الفترة هناك فرصة جيدة للتواصل مع الفريق الجديد، ونقل وجهات النظر والتأثير عليهم، وهو ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ويتم تنفيذه بالشكل المناسب.
أحد الأسباب البارزة لهذا الموضوع هو الدور المؤثر للولايات المتحدة الأمريكية في مجموعة القضايا التي تتعلق بالمصالح الوطنية والدور الإقليمي لإيران، حيث يمكن أن يؤثر نهج الرئيس الأمريكي المقبل على كيفية حلها واستفادة بلادنا منها. ونظراً لأهمية الموضوع، سيتم في هذا التقرير تناول بعض الملاحظات المرتبطة بهذا الأمر والتي تشكل العناصر المكونة للنهج الإيراني:
- بالنظر إلى سيولة البيئة الدولية وسرعة التحولات ودور الولايات المتحدة، فإنه من الضروري أن نراقب الأوضاع ونعير اهتماماً لتوجه الحكومة المقبلة في ذلك البلد وعلاقته بمصالحنا الوطنية. هذه المسألة ليست خاصة بإيران، بل تعاني منها تقريباً جميع الدول، حتى تلك التي تنتمي إلى معسكر الغرب، وهي تسعى لتعديل سياساتها في الظروف الجديدة.
- بما أن خصائص ونموذج سلوك ترامب قد تم تجربته سابقاً، هناك افتراضات حول توجهاته وطريقة عمله، ويجب أن نرى أي مسار سيتبعه في الفترة الجديدة؟
أحد الأمور التي يمكن ذكرها من سلوكياته في الفترة السابقة هي شغفه الكبير بالظهور وتحقيق إنجازات تميزه عن الآخرين. الآن نظراً للخبرة الماضية وطبيعة هذا الناشط الذي يهتم بالربح والخسارة، يجب أن نرى ما إذا كان سيستمر في هذا النهج في السياسة الخارجية لبلده أم سيتبنى نهجاً مختلفاً يعتمد على العقلانية والواقعية. هذه المسألة تخلق مهمة صعبة أمام الدبلوماسية الإيرانية التي يجب أن تكون مستعدة لكل الحالات.
- في مثل هذه الظروف، لا ينبغي تبسيط البيئة الدولية وعالم المنافسات السياسية والجيوسياسية، حيث إن كل دولة تسعى للتأثير على الحكم الجديد في الولايات المتحدة، وخلق الفرص وإبعاد التهديدات عنها. في مثل هذه الحالة، يجب أن تكون إيران، التي لديها العديد من المنافسين والأعداء في المنطقة وخارجها وتنتظر توجيه الطاقة المتراكمة لرئيس الولايات المتحدة نحو مسارها المرغوب، حذرة وأن تستخدم كل طاقاتها لمواجهة هذه القرارات التي تضر بمصالحها.
- في نظر ترامب وأصحاب السلطة في الولايات المتحدة، إيران ليست لاعباً بسيطاً. إنها دولة قوية ومنافسة صعبة مرت بأمواج عاتية وصعبة على مدى أربعة عقود، وقد أسست قوتها على مبادئ وأسس متينة ووسعت نطاق نفوذها. ومع ذلك، مثلها مثل أي لاعب آخر، تواجه ضغوطات وقيوداً تأخذها بعين الاعتبار في نظام حساباتها، وبالطبع تحافظ على مكتسباتها بكل قوة.
- نظام اتخاذ القرار في إيران له هيكل عملي يتماشى مع الواقع والضرورات، ويعمل تحت ثلاثة مبادئ: العزة والحكمة والمصلحة. وقد اكتسب هذا النظام القدرة على التمييز والخبرة عبر الزمن من خلال المرور باختبارات مختلفة. معنى ذلك ليس أن جميع القرارات والاختيارات كاملة وخالية من الأخطاء، بل المقصود هو أنه إذا وقع خطأ ما في مكان ما، فإن لديه القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة وإعادة بناء نفسه بسرعة.
- مع هذا التوضيح، فإن السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الرئيس الجديد للولايات المتحدة تعتمد على الواقعية والعمليّة، وفي حال رؤية سلوكيات إيجابية، يتم خلق الفرص لأداء دور دبلوماسي. هذه الخصائص تجعلنا نخرج من الضيق وننقل إلى الأطراف المقابلة رسالة مفادها أن إيران التي تقع في بيئة متوازنة وعادلة، مستعدة للحوار والنقاش ولا تخشى ذلك ولديها إمكانيات جيدة لإقامة السلام والاستقرار الإقليمي. بطبيعة الحال، في مثل هذه الحالة يمكن اتخاذ خطوات تضمن مصالح الأطراف المعنية في أي موضوع بكل ثقة.
* خبير في الشؤون السياسية والدولية

البحث
الأرشيف التاريخي