الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وسبعة وسبعون - ٠٤ يناير ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وسبعة وسبعون - ٠٤ يناير ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

بعد لقاء النواب الأكراد مع أوجلان

هل تتجه تركيا نحو المصالحة مع منظمة pkk الإرهابية ؟

 /  في خطوة لافتة نحو مسار جديد للسلام في تركيا، تشهد الساحة السياسية تحركات دبلوماسية مكثفة تتمحور حول المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني، في محاولة جديدة لإنهاء نزاع مستمر منذ عقود.
حيث تتحدث في هذه الأيام وسائل الإعلام و الصحف في تركيا عن جولة جديدة من محادثات السلام. نشرت العديد من الصحف في أنقرة صورة عبد الله أوجلان، الزعيم السجين لمنظمة PKK الإرهابية على صفحاتها الأولى، معلنة أن اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات بين اثنين من النواب الأكراد في البرلمان التركي مع أوجلان في سجن جزيرة إيمرالي كان إيجابياً وبناءً.
بعد الفشل الكبير لمحادثات السلام في عام 2013، أغلقت الحكومة التركية الباب أمام أي مصالحة أو حوار مع أوجلان. لكن في الأسابيع الأخيرة، كان باهتشلي زعيم حزب الحركة القومية وشريك أردوغان في التحالف الجمهوري هو من طالب بإرسال ممثلين للقاء أوجلان.
تحدث باهتشلي مراراً في خطاباته الأخيرة عن الأخوة بين الأتراك والأكراد. هذا في حين أن هذا السياسي المتشدد كان قد انتقد سابقاً مراراً مفاوضات أردوغان مع أوجلان وPKK وطالب بوقف
المحادثات.
كانت ردود الفعل متباينة على نشر خبر لقاء السياسيين الاكراد مع زعيم PKK في وسائل الإعلام والأوساط السياسية التركية. دعمت وسائل الإعلام المقربة من أحزاب أردوغان وباهتشلي هذه الخطوة، لكن بعض وسائل الإعلام والصحف القومية اليمينية المتطرفة، بما في ذلك صحيفة "يني تشاغ"، اعتبرت هذا الإجراء مخزياً.
التوافق بين الحكومة التركية وأوجلان مهم لأن ميليشيا "قسد" والميليشيات الكردية الأخرى التي تسيطر على شمال سوريا هي من المؤسسات التابعة لـPKK الإرهابية، ويأمل أردوغان أن تنسحب هذه القوات من شمال سوريا بناءً على طلب أوجلان.
بيان بدون رسائل مهمة
كان الهدف من إرسال بروين بولدان وسري ثريا أوندر إلى سجن جزيرة إيمرالي واللقاء مع أوجلان هو نقل رسالة حكومة أردوغان إليه وطلب تدخله لإحلال السلام ونزع سلاح الجناح العسكري لمنظمة PKK الإرهابية.
أعلنت بولدان وأوندر في بيان أن لقاءهما مع أوجلان كان حواراً سياسياً إيجابياً وبناءً ويبشر بقرب إحلال السلام. كما أعلن زعيم PKK أن مشاكل الأكراد في تركيا يجب ألا تحل في ساحة المعركة والصراع، بل تحت قبة البرلمان.
أعلن زعيم PKK المسجون منذ عام 1999 في سجن إيمرالي استعداده للتعاون من أجل إحلال السلام.
وأعلنت بولدان أنها ستذهب مع أوندر بعد انتهاء احتفالات رأس السنة الميلادية للقاء قادة الأحزاب السياسية التركية وطلب آرائهم ومشورتهم.
تشير الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام إلى أن النواب الأكراد اكتفوا بإصدار بيان شكلي خالٍ من الرسائل المهمة، والسبب في ذلك، حسب بروين بولدان، هو خوفهم من المؤسسات المتشددة التي قد تضر بعملية السلام. بعبارة أوضح، وضع أوجلان قائمة مطالب على الطاولة ونقل النائبان المذكوران هذه القائمة إلى أردوغان لكنهما لا يريدان الحديث عن محتواها حالياً.
أسئلة مهمة
تونجاي باقرخان، زعيم حزب المساواة والديمقراطية (ديمبارتي)، هو أحد السياسيين الذين تتجه إليه أنظار الصحفيين الأتراك. لأن حزبه يعتبر في الواقع مؤسسة تابعة لمنظمةPKK الإرهابية والتعليمات السياسية لهذا الحزب تصدر مباشرة من قادة PKK في جبال قنديل، وحتى إعداد قوائم المرشحين للانتخابات يتم في قنديل. نتيجة لذلك، من المهم لوسائل الإعلام والرأي العام التركي معرفة وجهة نظر باقرخان في هذه المرحلة.
قال زعيم ديمبارتي إن حزبه يدعم "وقف إطلاق النار المشرف". هذا يعني أن مسألة نزع سلاح PKK وإنهاء النشاط المسلح دون الحصول على أي امتيازات ليست سهلة، ولن يتعاون قادة PKK في جبال قنديل مع مثل هذا الخيار.
نتيجة لذلك، اللغز الأهم هو أولاً ما هي الامتيازات التي يطلبها أوجلان من أردوغان، وثانياً هل هو مستعد لإصدار دعوة لنزع السلاح؟ والأهم من ذلك، هل سيمتثل PKK لهذا الأمر من أوجلان؟
هل سيتم الإفراج عن أوجلان؟
تم اعتقال عبد الله أوجلان في العاصمة الكينية عام 1999 وتسليمه إلى تركيا. كان أحد الشروط المهمة للولايات المتحدة لاعتقال أوجلان ونقله إلى تركيا هو أخذ تعهد من الحكومة الائتلافية (إجاويت - يلماز - باهتشلي) بعدم إعدامه.
بعد نقل أوجلان إلى تركيا، ألغت البلاد عقوبة الإعدام من قوانينها الجنائية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحُكم على أوجلان بالسجن المؤبد. لكن وفقاً للإجراءات القانونية المتبعة في تركيا، حتى المحكوم عليهم بالسجن المؤبد يقضون في النهاية 25 عاماً فقط من فترة السجن ثم يتم الإفراج عنهم. الآن أكمل أوجلان فعلياً هذه السنوات الـ25 وأصبحت الظروف مهيأة للإفراج عنه.
في الختام يجب القول إنه منذ عام 1984 عندما بدأت منظمة PKK الإرهابية هجماتها المسلحة على تركيا، جرت على الأقل ثلاث مفاوضات جدية لوقف إطلاق النار والسلام.
في عام 1993، ذهب جلال طالباني، الرئيس العراقي السابق، كسياسي كردي ووسيط إقليمي، بناءً على طلب من تورغوت أوزال رئيس وزراء تركيا آنذاك، مع عدة سياسيين آخرين، للقاء أوجلان في سوريا ولبنان. لكن بعد فترة قصيرة، وبأمر من نائب أوجلان العسكري، تعرضت حافلة تقل جنوداً غير مسلحين من الجيش التركي كانوا في طريقهم إلى إجازة لوابل من الرصاص، وانتهت محادثات السلام إلى طريق مسدود.
انتهت آخر جولة من المفاوضات في عام 2014 بالفشل، والآن يتحدث أردوغان مجدداً عن ضرورة الاتفاق والحوار في وقت فقدت فيه منظمة PKK الإرهابية تأثيرها إلى حد كبير ليس فقط في سوريا والعراق، بل في تركيا أيضاً، ومن المستبعد أن يتمكن من الحصول على امتيازات خلال المفاوضات.
تعكس هذه التطورات الأخيرة تحولاً مهماً في المشهد السياسي التركي، حيث تفتح نافذة جديدة للحوار بعد سنوات من المواجهة. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه المحادثات مرهوناً بمدى استعداد جميع الأطراف لتقديم تنازلات حقيقية وقدرتهم على تجاوز عقبات الماضي نحو مستقبل أكثر استقراراً وسلاماً.
البحث
الأرشيف التاريخي