الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وتسعة وستون - ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وتسعة وستون - ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

وسط تعنت زورابيشفيلي

جورجيا.. مخاوف من انزلاق البلاد نحو الفوضى

 /  تشهد جورجيا في الفترة الحالية تطورات سياسية متسارعة مع اقتراب نهاية فترة رئاسة سالومي زورابيشفيلي، وسط مخاوف من احتمالات نشوب صراعات داخلية قد تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها. وتتزامن هذه التطورات مع أزمة متصاعدة في إقليم أبخازيا الانفصالي، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في منطقة القوقاز الجنوبي. ويسلط هذا التقرير الضوء على أبرز التطورات والتحديات التي تواجه جورجيا في هذه المرحلة الحساسة.
أعلنت "سالومي زورابيشفيلي" رئيسة جورجيا، خلال زيارتها إلى ستراسبورج، أنها لن تغادر القصر الرئاسي في تبليسي بعد انتهاء فترة رئاستها في 29 ديسمبر، كما أنها لن تغادر جورجيا.
وصرحت أنها لا تريد أن تواجه مصير السياسيين المنفيين، مثل "سفيتلانا تيخانوفسكايا" زعيمة المعارضة البيلاروسية.
وقالت زورابيشفيلي: "لن أغادر جورجيا وليس هناك أي تساؤل حول هذا الأمر. أحتاج إلى الدعم في بلدي وبين شعبي."
أثارت هذه التصريحات تحليلات حول احتمال استقرار زورابيشفيلي في مناطق معينة من جورجيا. ويُقال إنها والمعارضة الموالية للغرب قد يتحصنون في مناطق محددة في حال فشلهم في تبليسي. قد يؤدي هذا السيناريو إلى خلق ازدواجية في السلطة وحتى اندلاع حرب أهلية في جورجيا، مما يشكل تهديداً خطيراً لاستقرار منطقة القوقاز الجنوبي بأكملها.
وحذرت زورابيشفيلي في خطابها أمام البرلمان الأوروبي في 18 ديسمبر من أن استمرار حكم حزب "الحلم الجورجي" قد يضع جورجيا تحت النفوذ الروسي ويهدد مستقبل أرمينيا الأوروبي.
وأشارت بشكل غير مباشر إلى ضرورة أن تلعب جورجيا دور "الممر العسكري" بين البحر الأسود وأرمينيا. وتُفسر هذه المواقف في إطار جهود الغرب لفتح "جبهة ثانية" ضد روسيا في جورجيا.
توتر في أبخازيا
مع تفاقم أزمة الطاقة وتوقف المساعدات المالية الروسية للنظام الانفصالي في أبخازيا، تصاعدت الاشتباكات العنيفة بين أعضاء الفصائل السياسية والجماعات الإجرامية في المنطقة. وظهر هذا الوضع المتأزم بوضوح في حادثة إطلاق النار في 19 ديسمبر في برلمان الانفصاليين في سوخومي.
في هذه الحادثة، تحول خلاف لفظي بين نائبين من "المعارضة"، أدغور خارازيا وكان كوارتشيا، إلى إطلاق نار. أصاب خارازيا كوارتشيا بجروح خطيرة باستخدام سلاح ناري، وقُتل نائب آخر يدعى فاختانغ غلاندزيا أثناء محاولته التوسط. فر خارازيا من الموقع وبدأت عملية القبض عليه بعد أربع ساعات من التأخير، مما زاد من احتمال نجاحه في الهرب.
وتعد هذه الحادثة مجرد علامة واحدة على الفوضى بين القادة الانفصاليين في أعقاب تناقص الموارد المالية والتنافس على ما تبقى منها. ووفقاً للمحللين، فإن الصراعات الداخلية لهذا النظام الانفصالي، مع تفاقم أزمة الطاقة والاقتراحات الغريبة مثل تدمير خطوط الكهرباء، قد جعلت الوضع في المنطقة أكثر تعقيداً.
في ظل هذه الظروف، خلص بعض السياسيين الروس إلى أن دعم النظام الانفصالي في أبخازيا لم يعد يجلب أي فائدة لروسيا، بل أصبح يفرض تكاليف إضافية. لذلك، يبدو أن بدء المفاوضات مع الحكومة الجورجية لإعادة هذه المناطق إلى أراضيها هو حل عملي، خاصة وأن تبليسي تتبنى حالياً سياسة براغماتية وتمتنع عن فتح جبهة جديدة ضد روسيا رغم الضغوط الغربية.
احتمال نشوب حرب أهلية
مع مواجهة محاولات سالومي زورابيشفيلي والمعارضة الموالية للغرب للقيام بانقلاب في تبليسي عقبات، تزايد احتمال تغيير استراتيجيتهم وإنشاء قاعدة في المناطق الغربية من البلاد، وخاصة في زوغديدي. يتم تنسيق هذه الإجراءات مع انفصاليي أبخازيا وبدعم من المنظمات غير الحكومية الغربية، التي تهدف في النهاية إلى فتح "جبهة ثانية" ضد روسيا في منطقة القوقاز.
يُحذر المحللون من أنه في حال فشل زورابيشفيلي والمعارضة في تنظيم انقلاب في تبليسي، هناك احتمال لاستخدام زوغديدي كقاعدة للتمرد. وقد شهدت زوغديدي، الواقعة قرب الحدود الإدارية لأبخازيا، احتجاجات واسعة في الأسابيع الأخيرة ويمكن أن تتحول إلى موقع استراتيجي لتلقي المساعدات العسكرية الخارجية.
هذا الوضع لا يهدد أمن جورجيا واستقرارها فحسب، بل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوترات وعدم الاستقرار في منطقة القوقاز الجنوبي بأكملها.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، تقف جورجيا على مفترق طرق حساس قد يحدد مستقبل البلاد لسنوات قادمة. فالتحديات الداخلية المتمثلة في الصراع المحتمل بين السلطة والمعارضة، إلى جانب الوضع المتأزم في أبخازيا، تضع البلاد أمام خيارات صعبة. ويبدو أن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث، سواء نحو التهدئة والاستقرار أو نحو مزيد من التصعيد والتوتر. وفي كل الأحوال، فإن تداعيات ما يجري في جورجيا لن تقتصر على حدودها فحسب، بل ستمتد لتشمل منطقة القوقاز الجنوبي بأكملها، مما يجعل المجتمع الدولي مطالباً بالتحرك لمنع أي تدهور محتمل في الوضع.

 

البحث
الأرشيف التاريخي