441 يوماً على العدوان..

المقاومة تكبّد الاحتلال الصهيوني خسائر.. والأخير مستمر بجرائمه

بعد 441 يوماً على فعل الإبادة بأبشع صورها، باتت غزة مثالأً للمقاومة المتوالدة، وأنها والظلم و العدوان مساران متلازمان. لا شيء غير ذلك يفسّر السؤال حول استمرار أهلها على ايلام عدوهم وشنّ عمليات نوعية بعد كل ما حدث ويحدث خصوصاً في الشمال، حيث أعلنت “كتائب القسام” (الجناح العسكري لحركة حماس) مؤخراً  قتل ضابط و3 جنود صهاينة طعناً في مخيم جباليا شمالي القطاع، في حين نشرت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) صوراً لاستهدافها مقراً لجيش العدو الصهيوني في محور نتساريم.
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه فرص التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى واتفاق لوقف اطلاق النار بين العدو والمقاومة، حيث نقلت “وكالة رويترز” عن مصادر “نجاح الوسطاء في تضييق الفجوات بشأن نقاط خلافية في مفاوضات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار”.
هذا وقال استطلاع رأي أجرته “صحيفة معاريف” الصهيونية إن 74% من الصهاينة يؤيدون صفقة شاملة تعيد كل الأسرى “حتى لو على حساب وقف القتال في غزة”، حسب تعبير الصحيفة.
في غضون ذلك يشهد القطاع ارتفاعاً في عدد المجازر المرتكبة من قبل الاحتلال، والتي تخلّف عشرات الشهداء والجرحى. وفي التفاصيل، أعلنت مصادر إعلامية يوم الجمعة أن غارات جوية معادية استهدفت مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا شمالي القطاع، سبق ذلك استشهاد 4 وإصابة آخرين في قصف استهدف منزلاً في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة. كذلك، ارتقى شهيدان بقصف طائرات الاحتلال منزلًا في محيط منطقة المغربي في الحي نفسه، كما قام جيش الاحتلال بنسف مباني سكنية في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأطلقت الآليات المتمركزة بمنطقة الخلفاء بمخيم جباليا نيرانًا كثيفة، تجاه منازل الأهالي بتل الزعتر شمال القطاع. هذا وارتكب الاحتلال مجزرة بحق عائلة في حي الدرج وسط مدينة غزة، وقصفت زوارق الاحتلال الحربية منطقة المواصي غرب مدينة رفح.
ولليوم الـ 77 توالياً، يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع صهيوني وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة. وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 57 تعطيل عمل الدفاع المدني قسرا في مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الصهيوني المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل تسجيل أكثر من 50 شهيداً بغارات للاحتلال منذ فجر الخميس، وقال إن الاحتلال يستهدف مدارس تأوي آلاف النازحين المدنيين، وما يقوم به جنون وعلى العالم أن يستفيق وأن يقول كفى.
نهب صهيوني للمساعدات
بدورها، قالت الأمم المتحدة إن الاحتلال الصهيوني يستخدم النظام الذي تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية سلاحا في قطاع غزة.
وأشار جورجيوس بتروبولوس رئيس مكتب غزة الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الكيان الصهيوني متردد في فتح نقاط عبور جديدة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
وأوضح أن قوافل المساعدات الإنسانية توجه إلى معبر كرم أبو سالم الحدودي، حيث تتعرض هناك لخطر النهب. ولفت المسؤول الأممي إلى أن معظم عمليات النهب للمساعدات الإنسانية تتم في المناطق التي تسيطر عليها قوات العدو.
وتابع “مطالبنا بشأن إدخال المساعدات إلى غزة لم تتم تلبيتها، والمسؤولون الصهاينة يرفضون كل الحلول العملية التي نقدمها”.
النائب فيّاض: المرحلة تستدعي الترقب.. وإنّا لمترقبون
من جانب آخر رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة في لبنان النائب الدكتور علي فيّاض أن ثمة أسئلة كثيرة تطرح في هذه المرحلة، نتيجة التحولات الكبرى التي عصفت بالمنطقة، ونتائج العدوان على لبنان. وقال: «إسرائيل» تُعربد في اعتداءاتها على سورية ولبنان، وهي تتلقى غطاءً دوليًا؛ لأن لا أحد يحرك ساكنًا، أو يُقبل على إدانتها من الدول الغربية، كما أن المؤسسات الدولية تقف عاجزة من دون أي تأثير».
وقال فياض: «إن ما يجري يؤكد في الحقيقة نظرية المقاومة لناحية التهديد «الإسرائيلي» الذي لا يقف عند حدود، فـالكيان الصهيوني ليس نعجة مسالمة، بل ذئب كاسر متوحش يمعن في القتل والتوحش والخراب، من دون الحاجة لأي ذرائع. وعلى هذا الأساس، نرى هذا الإمعان في الاعتداءات على القرى الجنوبية وجرف الأحياء وتدمير البيوت والدخول إلى مناطق عجز «الإسرائيلي» عن الوصول إليها في الاشتباكات مع المقاومة، هذا فضلًا عن الاستهدافات بالمسيّرات والغارات الحربية».
كلام النائب فيّاض جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد السعيد على طريق القدس حسين علي رمال في حسينية الزهراء (ع) في بئر حسن، بحضور عدد من الفعاليات والشخصيات البلدية والثقافية والاجتماعية وعدد من العلماء وعوائل الشهداء وحشد من الأهالي.
كما أكد النائب فيّاض أن: «المقاومة لا تنجر إلى مواجهة الخروقات والتعديات عسكريًا، لأن أولويتها هو الانسحاب الصهيوني من أرضنا من دون إعطائه أي ذرائع لتجاوز مهلة الستين يومًا، ولأننا نراعي وضع أهلنا الذين يحتاجون إلى إيواء وإعادة إعمار ولملمة آثار الحرب، ولأننا نريد أن تأخذ الحكومة والجيش اللبناني دورهما في حماية الأرض وصون السيادة بالاستناد إلى ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، ونحن فعلًا نريد لهما أن ينجحا في ذلك».
أضاف: «هذه تجربة جديرة بالاختبار وطنيًا كي نقيِّم نتائجها، كما كان يطالب العديد من القوى السياسية، لأن ما يهمنا هو حماية السيادة الوطنية برًا وبحرًا وجوًا، لأننا لا زلنا نؤمن بأن أدوات حماية السيادة هي الشعب والجيش والمقاومة. وما يهمنا هو النتيجة، وهذا ما ستظهره المرحلة المقبلة، لأن لبنان ليس لقمة سائغة ولا أرضًا سائبة، وأن كلّ عدوان يتعرض له يجب أن يواجه بكلّ الوسائل الكفيلة بحمايته من دولته وكلّ مكوناته».
وشدّد النائب فيّاض على أن: «هذه المرحلة تستدعي الترقب، وإنّا لمترقبون»، لافتًا إلى أن جوهر القرار 1701 هو حماية السيادة اللبنانية وبسط سلطة الدولة، وإن جوهر ورقة الإجراءات التنفيذية هو الانسحاب الصهيوني واحترام سيادة الدولة اللبنانية. ففي المرحلة الماضية لم يلتزم العدوّ بالقرار 1701، ولغاية اللحظة لم يلتزم العدوّ بورقة الإجراءات التنفيذية، وهذا الأمر يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وهي مسؤوليات جسيمة لا تحتمل التهاون.
البحث
الأرشيف التاريخي