تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
رئيس الجمهورية في ختام مهرجان الفارابي الدولي الخامس عشر:
دور العلوم الإنسانية أساسي في حل المشاكل الاجتماعية وإصلاح الهياكل الإدارية
وفي بداية كلمته في هذه المناسبة، أشار رئيس الجمهورية إلى أن حياة الإنسان تعتمد على العلم والعمل الذي يتم بإخلاص وفي سبيل العدالة، وأضاف: إن الاهتمام بالعلوم الإنسانية واستخدام قدراتها يمكن أن يكون أساساً لإصلاح البنى وإزالة العديد من التحديات الاجتماعية والإدارية. وتابع: إن الأنبياء بُعثوا لتحقيق العدالة في المجتمعات الإنسانية، واليوم هذه الرسالة تقع على عاتق العلوم الإنسانية؛ حيث يجب تعريف وترسيخ مؤشرات العدالة والحق في المجتمع، ويعتبر هذا الأمر من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق المتخصصين في العلوم الإنسانية.
كما أشار رئيس الجمهورية إلى ضرورة تحسين النظام التعليمي في البلاد، وقال: إن إصلاح المجتمع يبدأ من المدارس. وأضاف: إن التعليم الصحيح للأخلاق والإنصاف والعدالة للأجيال القادمة يمكن أن يكون أساساً للتغييرات الإيجابية في المجتمع، وإن الطرق التقليدية المبنية على الأمر والنهي لم تعد فعالة، ويجب أن تُستبدل بالتخطيط العلمي واستخدام الأساليب الحديثة.
وأكد الدكتور بزشکیان على ضرورة تعيين السياسات واتخاذ القرارات المبنية على الأدلة العلمية، وقال: إن العلوم الإنسانية يمكن أن ترسم الطريق الصحيح للمديرين وصانعي السياسات من خلال تقديم بيانات دقيقة وتحليلات علمية، وإن الإدارة وصنع السياسات بدون الاعتماد على الأدلة والمستندات العلمية لن تؤدي إلا إلى عدم الكفاءة.
وفي ختام كلمته، أعرب رئيس الجمهورية عن امتنانه للباحثين والمتخصصين في مجال العلوم الإنسانية، وأضاف: إن هذا المجال يمكن أن يقدم حلولاً عملية لبناء مجتمع قائم على العدالة والأخلاق والإنصاف. كما أن الحكومة تتحمل مسؤولية استخدام القدرات العلمية للعلوم الإنسانية لتسهيل طريق التنمية والتقدم في البلاد.
أهمية العلوم الإنسانية
وفي بداية هذه المراسم، أكد وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا، الدكتور حسين سيمائي صراف، على أهمية العلوم الإنسانية، واعتبر دورها في تطوير البلاد وحل القضايا الاجتماعية والاقتصادية أمراً لا يمكن إنكاره. وأضاف: إن مهرجان الفارابي يركز على تشجيع المشاريع البحثية وتكريم الباحثين، مشيراً إلى أن المهرجانات العلمية في العالم هي مؤسسات تهدف إلى اجتماعية العلم وتعزيز الأبحاث؛ وفي هذا السياق، يمكن لمهرجان الفارابي أن يسهم بشكل كبير في تحسين جودة الأبحاث من خلال تشجيع الباحثين في العلوم الإنسانية.
وفي جزء آخر من كلمته، أشار وزير العلوم إلى التحديات البحثية، وقال: إن نظام التقييم غير المتناسب والتركيز على المخرجات الكمية قد أضر بجودة الأبحاث، ويجب أن نولي اهتماماً أكبر للأبحاث المعنية بالمشكلات والتحديات حتى نتمكن من الاستفادة من هذه القدرات في صنع السياسات.
وأكد الدكتور سيمائي صراف استناداً إلى كلمات أساتذة بارزين في العلوم الإنسانية: إن تحقيق التنمية بدون العلوم الإنسانية يعد أمراً مستحيلاً، فالعلوم الإنسانية لا تصنع الرزق والماء والغذاء بشكل مباشر، لكنها تمهد الطريق للتقدم والتنمية.
تكريم الفائزين
وفي نهاية هذه المراسم، تم تكريم الفائزين في مهرجان الفارابي الدولي الخامس عشر في مختلف الفئات بحضور رئيس الجمهورية؛ وتمت الإشارة إلى أن المرحوم أكبر عالمي والمرحوم جواد إيجئي كانا من الشخصيات الرائدة في مجال العلوم الإنسانية والإسلامية.
وتم تكريم الفائزين في 16 فئة محلية و3 فئات دولية بتقديم الجوائز لهم. وقد تم التعريف بالفائزين في فئات المجموعات العلمية، والشخصيات الرائدة والمتقدمة في العلوم الإنسانية والإسلامية، والباحثين البارزين في قسم العلاقات الدولية، وجائزة ميثاق تطوير الثقافة القرآنية في مجال البحث والتعليم العالي، وأفضل بحث خارجي، والفائز بجائزة السلام والصداقة، والفائزين في الفئات الأخرى.