تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
لتحويلها محطة إنطلاق واستخدام مجالها الجوي بفائق الحرّية
العدوّ الصهيوني يواصل تدمير البنية العسكرية في سوريا
التوغل الصهيوني في سورية
في التفاصيل، بدأ التوغل الصهيوني في الأراضي السورية ما إن سقطت حكومة الرئيس بشار الأسد في سورية، ضارباً بعرض الحائط الإتفاقيات والقوانين الدولية، وقابله تأييد وترحيب أمريكي وسط قلق أممي لأنه ينتهك السيادة السورية.وعقب توغل قوات الكيان الصهيوني في سورية، أعربت الولايات المتحدة عن تأييدها لهذا التوغل في المنطقة العازلة مع سورية، واعتبرته دفاعاً عن النفس، وسط قلق أممي مما اعتبرته انتهاكاً لسيادة هذا البلد.وصرح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن «القوات الصهيونية دخلت المنطقة العازلة مع سوريا، لأنها كانت قلقة من سيطرة مجموعات متطرفة عليها»، حسب زعمه.هذا وينقل الكيان الصهيوني، منذ الانهيار المفاجئ لحكومة بشار الأسد، قوات إلى المنطقة العازلة على الجانب السوري من الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة، كما تنفذ مئات الغارات الجوية لتدمير أسلحة الجيش السوري وعتاده. وطلب جيش الاحتلال الصهيوني من سكان بلدة الحميدية بمحافظة القنيطرة إخلاءها، بحسب ما نُقل عن أهالي البلدة.
قلق أممي حيال الانتهاكات الصهيونية
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن «قلقه البالغ» حيال «الانتهاكات الكبيرة» لسيادة سورية ووحدة أراضيها والضربات الصهيونية في هذا البلد، وفق ما أفاد ستيفان دوغاريك المتحدث باسم غوتيريش الخميس.
وقال غوتيريش: هناك قلق بشدة للانتهاكات الأخيرة الكبيرة لسيادة سورية ووحدة أراضيها، خصوصاً لمئات الضربات الإسرائيلية في أماكن عدة بسوريا»، مؤكداً «الحاجة الملحة إلى نزع فتيل التصعيد على كل الجبهات في مختلف أنحاء سورية».
إتفاقية عام 1974 لا تزال سارية
وأكد غوتيريش أن إتفاقية عام 1974 لا تزال سارية، وفق ما نقله عنه دوغاريك، ودعا كافة الأطراف إلى الامتثال لمسؤولياتهم بموجب الاتفاقية. كما طالب غوتيريش بوقف إطلاق النار وتجنب الخطوات التي من شأنها زعزعة الاستقرار في مرتفعات الجولان.
ونددت دول منها فرنسا والإمارات، بالخطوة التي اتخذها الكيان الصهيوني لدخول المنطقة العازلة؛ لكن سوليفان قال إن الولايات المتحدة تتوقع بدرجة كبيرة أن تكون هذه الخطوة مؤقتة.
وزعم الكيان الصهيوني إن توغله في المنطقة العازلة واستيلاءه على مناطق إستراتيجية في جبل الشيخ المطل على دمشق إجراء مؤقت ومحدود لضمان أمنها.
الانتهاكات الصهيونية المهولة في سورية
في السياق، تحدّث الإعلام الصهيوني عن إلقاء القوات الصهيونية 1800 قنبلة على أكثر من 500 هدف في سورية خلال ساعاتٍ معدودة، لافتاً إلى أنّ قوات هذا الكيان دمّر حالياً منظومة الدفاع الجوي لسورية، مضيفاً بأن ما يقوم به الكيان الصهيوني هو القضاء المنهجي على القوات الجوية السورية.
هذا وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد أعلن عن مهاجمته أغلبية مخزون الأسلحة الإستراتيجية في سورية، في إطار ما أسماها عملية «سهم الباشان»، وفق تعبيره. وشمل عدوان الكيان الصهيوني خلال الأيام الماضية، مهاجمة مواقع للبحرية السورية وعشرات الصواريخ من نوع «بحر - بحر»، والتي يبلغ مداها ما بين 80 و190 كيلومتراً والتي يحمل كلّ واحد منها عشرات الكيلوغرامات من المتفجّرات.واستهدف عدوان الاحتلال الصهيوني أيضاً بطاريات صواريخ «أرض – جو» متنوّعة الأصناف، ومطارات سلاح الجو السوري والعشرات من أهداف مواقع الإنتاج المختلفة في مناطق دمشق، وحمص، وطرطوس، واللاذقية، وتدمر.كما دمّر العدوان الكثير من الوسائل القتالية بما فيها صواريخ «سكود»، وصواريخ «كروز»، وصواريخ «أرض - بحر»، وصواريخ «أرض - جو»، وصواريخ «أرض - أرض»، وطائرات مسيّرة من دون طيار، وطائرات مقاتلة ومروحيات هجومية، ورادارات، ودبابات، وحظائر طائرات ومنصات إطلاق الصواريخ ومواقع إطلاق النار، وغيرها.
الاستعداد للبقاء في قمة جبل الشيخ
في غضون ذلك، أعلن وزير حرب الكيان الصهيوني «يسرائيل كاتس»، في تصريح له أمس الجمعة، «أمرت الجيش بالاستعداد للبقاء في قمة جبل الشيخ طيلة الشتاء». وأضاف زاعماً بأن السيطرة على قمة جبل الشيخ لها أهمية أمنية كبيرة في ظل الأحداث الجارية في سورية.
المطامع الصهيونية في جبل الشيخ
ونظراً لأهميته الاستراتيجية في المنطقة، يسعى الكيان الصهيوني إلى السيطرة الكاملة على جبل الشيخ الذي يطل على دمشق ويحوي على كم هائل من الرادارات وأجهزة التنصت وأجهزة الاستشعار عن بعد، وبالتالي فان هذا الكيان يسعى أيضاً إلى التقليل من الإمكانيات الإستراتيجية والحد من القدرات العسكرية السورية الإستراتيجية.
هذا ولم يكتف الاحتلال الصهيوني بالسيطرة الجغرافية، وإنما دمر ما يقارب 250 هدفاً خلال يومين وهذا رقم قياسي، مما يعني تدمير البنية التحتية للجيش السوري. كما يوضح الباحثون والخبراء أن الكيان الصهيوني يهدف من احتلاله جبل الشيخ تأمين استطلاع أكثر عمقاً لمناطق في سورية والأردن وفلسطين ولبنان.
وحاولت قوات الاحتلال الصهيوني السيطرة على منطقة جبل الشيخ خلال حرب 1948؛ لكن الحدود ظلت تحت سيطرة سورية ولبنان في تلك المرحلة. وفي السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1967، وقعت معركة جبل الشيخ الأولى بين الجيش السوري وجيش الاحتلال الصهيوني.
واحتل الكيان الصهيوني منذ حرب النكسة عام 1967 حوالي 100 كيلومتر مربع من المنحدرات الجنوبية والغربية لجبل الشيخ، وأنشأ موقعاً محصناً فيه.وحتى حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، قسم الاحتلال الخطط الاستيطانية في الجولان إلى 4 مناطق، حيث أعد سفوح جبل الشيخ وشمال الجولان لأغراض سياحية، وبنى على الجبل نقطة للمراقبة العسكرية للإشراف على سورية، وأقاموا عليه كنيساً لتزوير معالمه.وتمكن السوريون بعد حرب 1973، من استعادة الموقع وأسر أعداد كبيرة من الجنود الصهاينة؛ لكن الكيان الصهيوني استطاع قبيل انتهاء الحرب السيطرة على المكان.
وبعد توقيع إتفاقية فض الاشتباك بين سورية والكيان الصهيوني عام 1974، سيطرت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك «الأندوف» على الجبل ضمن إطار المنطقة العازلة.
ومنذ حرب يونيو/ حزيران 1967، أصبحت حوالي 40 ميلاً مربعاً (100 كيلومتر مربع) من المنحدرات الجنوبية والغربية لجبل الشيخ تحت إدارة الكيان الصهيوني، وبقيت الأجزاء التي احتلها الكيان الصهيوني تحت سيطرته، وهي تعتبر جزءاً من هضبة الجولان المحتلة، وأنشأ منتجعات للتزلج في محاولة لتعزيز وجوده المدني هناك.
مطارا دمشق وحلب يستأنفان أنشطتهما بشروط خاصة
من جانب آخر، أفادت مصادر مطلعة أن مطاري دمشق وحلب سوف يستأنفان الملاحة الجوية بشروط خاصة.وذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، في تقرير لها، أن مطاري دمشق وحلب سمحا للرحلات الجوية والهبوط بشروط خاصة. وأضافت هذه الوكالة الروسية، أنه وفقاً لمرسوم «نوتام» الجديد الصادر عن الهيئة الحاكمة لتحرير الشام، يسمح للطائرات في مطاري دمشق وحلب، الذين توقفا عن العمل منذ 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بالتحليق والهبوط بشروط خاصة.وبموجب هذ البيان، فقد تم تعليق جميع الرحلات الجوية المنطلقة من دمشق ما لم تحصل هذه الرحلات على إذن من سلطات الطيران الداخلي.وقال مدير مطار دمشق الدولي أنيس فلوح: إن المطار المغلق منذ سقوط حكومة بشار الأسد الأحد الماضي سيفتتح قريباً، مشيراً إلى أن الفرق تعمل بشكل مستمر لإعادة تأهيله وفتحه أمام الملاحة الدولية.