تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
الأزمات السياسية في برلين وباريس فرصة لليمين المتطرف
فقد أدى سقوط الحكومة الفرنسية والمطالبات المستمرة باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى أزمة خطيرة في البلاد، ولا تزال نتائج هذه الأزمة غير واضحة. كما يعاني البلد من عجز في الميزانية يصل إلى نحو 6 بالمئة، أي ضعف ما هو مقرر في معايير ماستريخت، إضافة إلى ارتفاع كبير في إجمالي الدين العام.
وفي ظل هذه الظروف، تتزايد المخاوف في بروكسل حيث بدأت المفوضية الأوروبية الجديدة عملها مؤخراً. ومن المرجح أن يستمر المأزق السياسي الداخلي في باريس حتى الصيف، وبعدها فقط قد تُجرى انتخابات برلمانية في البلاد.
وأشار الكاتب إلى انهيار الحكومة الائتلافية للمستشار الألماني أولاف شولتز، مضيفاً أن الإضعاف التاريخي لهذين القائدين المحركين لأوروبا لا يمر دون ملاحظة من القادة الأوروبيين الآخرين، وقد يؤدي إلى تغيير في توازن القوى داخل الاتحاد. فهل حان العصر الذهبي للشعبويين الأوروبيين، مثل رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، خاصة في هذه الفترة المليئة بالتحديات الجيوسياسية؟
وقال شتيفان سيدندورف، الخبير في المعهد الألماني-الفرنسي في لودفيغسبورغ: "لا روما ولا بودابست يمكنهما تولي دور القوتين العظميين في الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإن الفراغ الحالي في حلقة القيادة الأوروبية يمثل بالتأكيد فرصة لميلوني وشركائها لصنع اسم لأنفسهم".
وأضاف أن هناك سبباً تكتيكياً آخر يتمثل في علاقات ميلوني الجيدة مع دونالد ترامب، الذي سيؤدي اليمين كرئيس للولايات المتحدة في يناير، والذي قد يدخل أوروبا في حرب تجارية من خلال التهديد بفرض تعريفات جمركية جديدة.
وقد تعرضت رئيسة الوزراء البالغة من العمر 47 عاماً لاتهامات بإقامة علاقة غير مشروعة مع إيلون ماسك، المقرب من ترامب، بسبب مجموعة صور التُقطت لهما خلال عشاء في نيويورك. وفي هذه الظروف، قد يحاول قادة الاتحاد الأوروبي دفع رئيسة الوزراء الإيطالية إلى المقدمة للتعامل مع الولايات المتحدة. ويتوقع سيدندورف أنها قد تتمكن من التفاوض على اتفاقيات مع ترامب في أجواء مألوفة.
وفي فرنسا، يشعر السياسيون المعارضون اليمينيون بفرصتهم في اكتساب المزيد من السلطة. وتقدم مارين لوبن، منافسة ماكرون، صورة عن نفسها على أمل تحقيق حلمها بالوصول إلى الرئاسة في ربيع 2027.
أما في ألمانيا، فيمكن لحزب البديل من أجل ألمانيا المتطرف أن يأمل في تحقيق نتائج ملفتة في الانتخابات المبكرة في فبراير.
وفي ظل هذه الظروف، سيكون تنفيذ البرامج الطموحة للمفوضية الأوروبية الجديدة للسنوات الخمس المقبلة أكثر صعوبة، بما في ذلك تعزيز الاتحاد في المنافسة مع الصين والولايات المتحدة، والتعاون الأوثق في السياسات الدفاعية والهجرة.