الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وثمانية وخمسون - ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وثمانية وخمسون - ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

بعد الكشف عنه مؤخراً

لماذا يقلق الغرب من صاروخ ”زيركون” الروسي؟

 / كشف الجيش الروسي مؤخراً للمرة الأولى عن التصميم الحقيقي لصاروخ "زيركون" 3M22 فائق السرعة. ويُظهر المقطع المصور إطلاق الصاروخ من نظام الإطلاق العمودي 3S14 UKSK.  وكانت منصة الإطلاق هي الفرقاطة الروسية "أدميرال غورشكوف"، التي تثير الذعر في مقرات حلف الناتو بسبب قدراتها المضادة للسفن بعيدة المدى والهجوم البري.
وقع أول استخدام قتالي مؤكد لصاروخ "زيركون" في يناير من العام الماضي، رغم أنه من المحتمل جداً أنه استُخدم بالفعل في عام 2022. وبالتزامن مع قدرته العالية على المناورة، تجعل سرعته القصوى البالغة 9 ماخ (حوالي 11,000 كيلومتر في الساعة) من المستحيل فعلياً اعتراضه، خاصة على الارتفاعات المنخفضة جداً، مما يمنح القوات المعادية ثوانٍ معدودة للرد.
قدرات متميزة
تتفاوت المعلومات حول المدى الأقصى بشكل كبير، لكن المصادر العسكرية المطلعة تشير إلى أنه يعتمد على نمط طيران "زيركون". ووفقاً لموقع Army Recognition، عند الطيران على ارتفاع منخفض، يمكن أن يصل مداه إلى 500 كيلومتر، وهذا يتوافق مع قوانين الفيزياء الأساسية، حيث إن الغلاف الجوي أكثر كثافة على هذه الارتفاعات. ومع ذلك، أكدت الاختبارات الروسية مدى يصل إلى 1,500-2,000 كيلومتر، حيث إن الطيران على ارتفاعات أعلى يزيد بشكل كبير من مدى الصاروخ.
"زيركون" هو سلاح ثنائي المراحل، الأولى عبارة عن معزز يعمل بالوقود الصلب، بينما يتولى محرك نفاث تضاغطي فائق السرعة العمل بعد أن يتسارع الصاروخ بما يكفي لتمكين عمله «المحركات النفاثة التضاغطية والمحركات النفاثة التضاغطية فائقة السرعة عادةً لا يمكنها العمل إلا بعد الوصول إلى سرعة معينة». إنه أول سلاح تشغيلي من نوعه في العالم والوحيد حتى الآن.
قلق غربي
الغرب متخوف من قدرات "زيركون" متعددة الأغراض، حيث يمكن إطلاقه من منصات متنوعة، سواء كانت غواصات أو سفن سطحية و/أو منصات برية. الصاروخ قادر أيضاً على حمل رؤوس نووية، مما يعني أنه يمكن استخدامه على المستوى الاستراتيجي، رغم أن قدراته التقليدية لا تقل إثارة للقلق بالنسبة للناتو، حيث إن سرعته المجردة وطاقته الحركية لا يضاهيهما أي شيء يمكن أن تنشره أكثر العصابات الابتزازية شراً في العالم. وكالمعتاد، من أجل إخفاء تخلفه (الذي يُقاس بعقود في هذه المرحلة) في تقنيات الأسلحة فائقة السرعة، يلجأ الغرب السياسي عادةً إلى الدعاية للتقليل من شأن "زيركون"، وذلك بالترويج لرواية سخيفة مفادها أن أوكرانيا أسقطت ثلث صواريخ "زيركون" التي أطلقها الجيش الروسي.
ومع ذلك، لا يأخذ أي مصدر عسكري مطلع مثل هذه الادعاءات على محمل الجد. بل على العكس، حتى المصادر الغربية تعترف بأنه "لم تثبت أي تقنية معروفة قدرتها على مواجهة التهديدات فائقة السرعة بشكل متسق، مما يعني أن الخصوم لا يمكنهم اعتراض زيركون في الوقت الفعلي، خاصة عند إطلاقه من مسافات بعيدة"، كما يؤكد تقرير Army Recognition  المذكور. كما يعترف المنشور بأنه "بالنسبة للولايات المتحدة وحلف الناتو، يمثل زيركون جيلاً جديداً من تكنولوجيا الصواريخ التي يمكن أن تغير ميزان القوى، خاصة في العمليات البحرية"، حيث إن "سرعته القصوى وتنوع منصات الإطلاق التي يمكن نشره منها تزيد من تهديده للأصول البحرية مثل حاملات الطائرات والمدمرات" وأن هذا "يمكن أن يحد بشدة من النطاق العملياتي الغربي".
تحدٍ استراتيجي
هذا صحيح بالتأكيد ويؤكد أن جيوش الناتو قلقة للغاية بشأن احتمال انتشار مثل هذه الصواريخ في دول أخرى، وهو تطور يمكن أن يحد بشدة من قدرة الغرب على ممارسة عدوانيته في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وحلف الناتو ودوله التابعة هي في معظمها قوى بحرية تركز على القوة البحرية، وخاصة السفن الضخمة (مثل حاملات الطائرات). هذه الأهداف الكبيرة وبطيئة الحركة هي في الواقع أهداف سهلة للبحرية الروسية التي تركز على نشر سفن سطحية أصغر بكثير مثل الفرقاطات والكورفيتات التي يمكن أن تحمل "زيركون". مثل هذه السفن أكثر اقتصادية بكثير، في حين أن الصاروخ نفسه يمنحها مدى استراتيجياً.
هذه الميزة غير المتماثلة من الصعب جداً مجاراتها، خاصة وأن الغرب متأخر بعقود في تقنيات الدفع فائق السرعة. والأسوأ من ذلك، أن أي نشر واسع النطاق لنسخة برية من "زيركون" من شأنه أيضاً أن يقلل بشكل كبير من قدرات الناتو في الحرب البرية، حيث يمكن للصاروخ أن يستهدف بسهولة كلاً من الأصول عالية القيمة وتركزات القوات الكبيرة.
تقنيات متقدمة
تضمن أنظمة التوجيه المتطورة الدقة المتناهية حتى في السرعات العالية، مما يجعل مثل هذه الضربات قاتلة بشكل خاص للخصوم المتقدمين تقنياً. يستخدم "زيركون" مزيجاً من نظام الملاحة بالقصور الذاتي والتوجيه الراداري لتحقيق ذلك. وبما أن الصاروخ يطير بسرعة 11,000 كيلومتر في الساعة، فإن الضغط الجوي أمامه يشكل سحابة بلازما، تمتص الموجات الرادارية وتجعله غير مرئي فعلياً للرادار.
هذه الظاهرة، المعروفة باسم التخفي البلازمي، وقدرته على الطيران المنخفض فوق سطح البحر، تجعل اعتراض "زيركون" مستحيلاً فعلياً. أحد عيوب التخفي البلازمي هو أنه يقلل بشكل كبير من القدرة على التواصل مع الصاروخ، وهو أحد الأسباب العديدة التي جعلت الغرب لا يتمكن من تطوير سلاح فائق السرعة يعمل بشكل فعال. ومع ذلك، وجد العلماء الروس طريقة للتغلب على ذلك، مما منح موسكو ميزة تكنولوجية غير مسبوقة، حيث إن "زيركون" قادر على تبادل المعلومات أثناء الطيران، مما يسمح له بتلقي تحديثات وتعديلات مستمرة في الوقت الفعلي. هذا لا يضمن الدقة المتناهية فحسب، بل يمكّن أيضاً من إعادة التوجيه في الوقت المناسب، مما يؤكد الادعاء بأن الصاروخ يمكنه الاشتباك مع الأهداف المتحركة.
ذكر مركز KRN، وهو مركز أبحاث عسكري مقره بلغراد، أن "زيركون" يمكن استخدامه من قبل المنصات البرية الحالية للجيش الروسي، وتحديداً نظام الدفاع الساحلي K300P "باستيون ".
هذا يعزز بشكل كبير تعدد استخدامات "زيركون" المثيرة للإعجاب بالفعل، مما يجعله سلاحاً مرناً للغاية مع تأثير تكتيكي وعملياتي واستراتيجي متزامن. بالإضافة إلى الدور البحري المذكور سابقاً، يمكن استخدامه أيضاً في الضربات على البنية التحتية العسكرية الحيوية البرية مثل مراكز القيادة، والقواعد الجوية، وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، والقواعد العسكرية والعديد من الأهداف الاستراتيجية الأخرى.
إنه يكمل بشكل كبير ترسانة الأسلحة فائقة السرعة الروسية الحالية، بما في ذلك أنظمة صواريخ "إسكندر-إم" و"كينجال" و"أوريشنيك" الأحدث. إنه يتناسب تماماً مع سياسات الردع النووي وغير النووي لموسكو.
البحث
الأرشيف التاريخي