تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
جولة عراقجي على وقع التصعيد الإرهابي في سوريا..
إيران تؤكد دعمها للحكومة والشعب السوريين
والتقى عراقجي في دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد، ونقل رسالة من طهران إلى الحكومة السورية، كما أكد دعم الجانب الإيراني للجيش والحكومة في سوريا في الحرب ضد الجماعات الإرهابية التي تكثفت في الأيام الأخيرة.
وفي هذا اللقاء، نقل عراقجي تحيات قائد الثورة الاسلامية ورئيس الجمهورية للرئيس السوري، مؤكداً على استمرار الموقف المبدئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في تقديم الدعم الشامل للحكومة والشعب والجيش السوري، واعتبر التحركات الأخيرة للجماعات الإرهابية جزءاً من مؤامرة أعداء الاستقرار والأمن في المنطقة، ومؤشراً على تناسق الأهداف الشريرة للإرهابيين مع أميركا والكيان الصهيوني في استمرار إشعال الحرب وزعزعة الأمن في المنطقة، والتعويض عن فشل الصهاينة أمام جبهة المقاومة، وأكد أننا على ثقة بأن إرادة سوريا التي انتصرت على الإرهاب في الماضي ستنجح هذه المرة أيضاً، وستهزم الجماعات الإرهابية. من جانبه، أكّد الرئيس السوري أن سورية دولةً وجيشًا وشعبًا ماضية في محاربة التنظيمات الإرهابية بكل قوة وحزم وعلى كامل أراضيها.
تخطي المراحل الصعبة بالثبات والمقاومة
وقال عراقجي للصحفيين عقب لقائه مع الأسد: "كان لي لقاء جيد جداً وهام مع الرئيس بشار الأسد، وكان اللقاء صريحاً جداً وودياً، وتناول الأوضاع الجارية في المنطقة وسوريا". وأضاف: "في الحقيقة، فان الأوضاع صعبة ولا شك في ذلك، وكان من المهم جداً أننا شاهدنا المعنويات العالية والشجاعة والثبات لدى الرئيس بشار الأسد، وهذا جدير بالإشادة، فهذه المعنويات العالية كانت موجودة عند سيادته خلال السنوات الماضية، وقد تم تخطي المراحل الصعبة الماضية بالثبات والمقاومة وتم دحر المسلحين والجماعات الارهابية في حينه".
وتابع عراقجي: "تظن الجماعات الارهابية الآن بأنها حصلت على فرصة لتطل برأسها مجدداً؛ لكن سيتم مواجهتهم، وإنني على ثقة بأن هذه المرحلة أيضاً ستنقضي كما المراحل السابقة بالعز والرفعة للحكومة والشعب والجيش السوري". وأردف: "تبادلنا وجهات النظر عن قرب وتحدثنا حول تفاصيل ما سيجري والدعم الذي يجب أن يحدث". وأضاف: "لقد نقلت رسالة إيران إلى سيادته بوضوح وهي رسالة المقاومة والصمود ودعم واسناد ايران للحكومة والجيش والشعب السوري وشخص سيادة الرئيس بشار الأسد".
جولة إلى تركيا
وقام وزير الخارجية بزيارة مرقد "السيدة رقية (س)" في دمشق يوم الأحد، قُبيل توجهه إلى أنقرة، المحطة الثانية لجولته الإقليمية، والتقى عراقجي في أنقرة بكبار المسؤولين الأتراك، وأجرى معهم محادثات حول الأوضاع الجارية بالمنطقة، حيث التقى يوم أمس الاثنین، بنظيره التركي "هاكان فيدان"، وناقش عراقجي ونظيره التركي خلال اللقاء العلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة في المنطقة، بما في ذلك التطورات في سوريا ومكافحة الإرهاب.
وقبيل هذا اللقاء، قال عراقجي للصحفيين في أنقرة أنه سيعقد اجتماعاً مفصلاً مع وزير الخارجية التركي، وقال: هناك هواجس مشتركة يجب مناقشتها. وأضاف: إن مشاوراتنا مع تركيا كانت دائماً حول قضايا مختلفة، قائلاً: نحن نتفق في كثير من القضايا ونختلف في بعضها ومن الطبيعي أن نتحدث، ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى تفاهم بشأن القضايا الإقليمية مما يسهم في استقرار المنطقة بدلاً من أن تصبح سوريا أو المنطقة مركزاً للإرهابيين مرة أخرى.
واستعرض عراقجي وفيدان مواقف إيران وتركيا بشأن التطورات الإقليمية في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع.
مشروع صهيوني
وأكد وزير الخارجية، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي في أنقرة، أن تجاهل دور الكيان الصهيوني في الاضطرابات والحرب بالمنطقة أمر خاطئ، وقال: إن المنظمات التكفيرية نشطت مرّة أخرى في شمال سوريا، وهي تهدّد أمن سوريا واستقرارها.
وأكد عراقجي ان المنظمات الإرهابية تحدث حالة من عدم الأمن والاستقرار، وتؤدي لمقتل المدنيين السوريين. وأضاف: اليوم (أمس) في أنقرة، إلتقيت بأخي العزيز هاكان فيدان، وزير خارجية تركيا، وأشكره على حسن استضافته. وتابع: زيارتي كانت بهدف التشاور حول القضايا الإقليمية، وخاصة الأزمة السورية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا، قال وزير الخارجية الإيراني: البلدان يتفقان في العديد من القضايا الدولية. وأضاف: ناقشنا ضرورة وقف إطلاق النار في غزة. ومن الضروري إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وكنا قد حذرنا من أهداف الكيان الصهيوني وتوسيع دائرة الحرب. وتابع: الكثير من المشاكل في المنطقة تنشأ بسبب التدخلات الخارجية. الجماعات التكفيرية في سوريا على صلة وثيقة بأمريكا والكيان الصهيوني. عودة الإرهابيين مجددًا تهدد أمن سوريا. استمرار هذا الوضع سيؤثر على جيران سوريا، وأردف: أجرينا مع زميلي العزيز مناقشات مفصلة حول هذا الموضوع ودرسنا سبل استقرار سوريا، واتفقنا على عقد الجلسة المقبلة لمسار آستانا على مستوى وزراء الخارجية.
وبشأن الوضع الإقليمي، قال عراقجي: نتيجة عدم استقرار سوريا قد تؤدي إلى حرب أهلية، وآثار هذه المشاكل قد تنتقل إلى جيران سوريا، مُؤكّداً: يجب ألّا نسمح بأن تصبح سوريا ملاذًا آمنًا للجماعات التكفيرية، فمشروع زعزعة استقرار سوريا هو مشروع صهيوني. وأضاف: يجب أن نتخذ سياسات مختلفة كدول جارة، إيران تؤكد دعمها الكامل للحكومة والشعب والجيش السوري، وكنا إلى جانبهم في الماضي وسنبقى إلى جانبهم.
وأكد أن الاستقرار والهدوء في سوريا لهما أهمية كبيرة. ستواصل إيران مشاوراتها في المنطقة. نعتقد أن الحوار الإقليمي له دور كبير في الحفاظ على استقرار سوريا.
وختم قائلاً: نأمل أن نتمكن من عقد اجتماع مجلس الشراكة الاستراتيجي بين إيران وتركيا العام المقبل. كانت مشاوراتنا صريحة ومباشرة وودية وبناءة، ونحن متفقون على ضرورة أن تمضي سوريا نحو السلام مع الحفاظ على سيادتها واتخاذ التدابير اللازمة لحكومة رشيدة. كانت محادثاتنا جيدة، لدينا بعض الاختلافات ولكن لدينا أيضًا نقاط اتفاق.