بعد هزيمته في لبنان وغزة
العدو الصهيوني يظهر بهيئة الإرهابيين في سوريا
بعد أن تصاعدت في الآونة الأخيرة لهجة التهديدات الصهيونية لسوريا بشكل مكثف خاصة مع فترة الإعلان عن اتفاق لوقف اطلاق النار في لبنان، رأى محللون أن الأمر فيه نوايا عدائية كبيرة في المنطقة ونوعاً مما يبقي باب التصعيد مفتوحاً على مصراعيه في المنطقة.
والتصريحات الأخيرة التي ذهب إليها بنيامين نتنياهو رئيس عصابة الكيان الصهيوني في خطاباته، والذهاب إلى تحديد وتسمية نقاط وأسماء بعينها والتلميح في خطابه العدائي إلى اسم الرئيس السوري بشكل شخصي، لا يبعث بأن العدو ينوي التوجه نحو التهدئة، إنما يمارس نوعاً من الأعمال العدائية التي تشكل قنبلة موقوتة قد توسع الصراع، وأبرز الأمثلة إقدام الجيش الصهيوني على استهداف الجسور بين سورية ولبنان، إضافة للمعابر الحدودية.
وخلال الأيام الماضية، أثبت الكيان الصهيوني أنه بعد ما خسر المعركة في غزة ولبنان، يسعى لخلق معركة جديدة وجرّ المنطقة إلى أتون آخر من خلال التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى (جبهة النصرة الإرهابية)، مدعومةً بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من المسيّرات، حيث شنّت هجوماً واسعاً من محاور متعددة على جبهتي حلب وإدلب».
ويوضح محلل سياسي سوري، حول ما ذكره نتنياهو من تلميح باسم الرئيس السوري بشار الأسد بأن “الأسد يلعب بالنار” كما جاء في تهديدات نتنياهو، متسائلاً هل كان الرئيس الأسد بعيد عن التهديدات الصهيونية.
فالرئيس السوري كما يعلم الجميع هو رئيس دولة لها دور محوري في محور المقاومة، وهو يعلم قيمة هذا الدور، ويجعله معرض للتهديد في أي لحظة. واليوم نتنياهو يحاول التصعيد بشكل مباشر من خلال التنظيمات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا عبارة عن رفع سقف لا قيمة له في جعل سورية تتخلى عن دورها المركزي في المحور وفي دعم حركات المقاومة كما يؤكد المحلل السياسي السوري.
القوات المسلّحة السورية تواصل التصدي للتنظيمات الإرهابية
ميدانياً قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في بيان لها إن التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى «جبهة النصرة» الإرهابية شنّت خلال الأيام الماضية، مدعومةً بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من الطائرات المسيّرة هجوماً واسعاً من محاور متعددة على جبهتي حلب وإدلب، مشيرًة إلى أن القوات المسلّحة خاضت ضدها معارك شرسة في مختلف نقاط الاشتباك الممتدة على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها، وأوضحت أن العشرات من رجال القوات المسلحة ارتقوا خلال المعارك شهداء فيما أصيب آخرون».
ولفت البيان إلى أن الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدّد جبهات الاشتباك دفعت بالقوات المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد.
وأضاف: «مع استمرار تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم العسكري والتقني لهم، تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب دون أن تتمكّن من تثبيت نقاط تمركز لها بفعل استمرار توجيه قواتنا المسلحة لضربات مركزة وقوية، وذلك ريثما يتم استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال استعداداً للقيام بهجوم مضاد».
وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أن هذا الإجراء الذي اتخذته هو إجراء مؤقت وستعمل بكل الوسائل الممكنة على ضمان أمن وسلامة أهلنا في مدينة حلب، وستواصل عملياتها والقيام بواجبها الوطني في التصدي للتنظيمات الإرهابية لطردها واستعادة سيطرة الدولة ومؤسساتها على كامل المدينة وريفها.
استهداف أرتال المسلحين
في هذا الوقت واصل الطيران الحربي السوري والروسي استهدافه لتجمعات وأرتال الجماعات المسلحة المشاركة في الهجوم الكبير الذي تشنه على مدينة حلب وريفها الغربي.
وأفادت مصادر اعلامية أن الطائرات الحربية قصفت رتل عربات ضخم للمجموعات المسلحة أثناء تراصفها في محيط دوار الباسل تمهيداً لدخولها حي الفرقان غرب مدينة حلب، وكبدتهم خسائر فادحة.
هذا وتتواصل الاشتباكات على محاور مختلفة من مدينة حلب وريفها الغربي وصولا الى ريفها الشمالي، حيث تحاول الجماعات المسلحة تحقيق خروقات إضافية للسيطرة على المدينة.
ونجح الجيش السوري في استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقاً نفّذتها المجموعات المسلحة الإرهابية خلال الساعات الماضية، ضمن هجومها على نقاط للجيش في ريفي حلب وإدلب، والذي بدأ فجر الأربعاء.
وأكد الجيش السوري أنّ قواته تستمرّ في تعزيز جميع النقاط على محاور الاشتباك المختلفة، بالعتاد والجنود، بهدف منع خروق الإرهابيين.
كذلك، كبّد الجيش السوري التنظيمات الإرهابية خسائر فادحةً، بحيث أوقع في صفوفها المئات من القتلى والمصابين، ودمّر عشرات الآليات والعربات المدرّعة، وأسقط ودمّر 17 طائرةً مسيّرة.
أما خلال الساعات الأولى من فجر الجمعة، فاستهدف الجيش السوري خطوط الإمداد للجماعات المسلحة في ريفي حلب وإدلب.
يأتي ذلك بعدما بدأ الجيش السوري بامتصاص الهجمة القوية التي نفّذتها المجموعات المسلحة في ريفي حلب وإدلب، بحيث شنّ هجوماً معاكساً في اتجاه المواقع التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة في جنوبي شرقي إدلب.
وكبّدت القوات السورية الإرهابيين خسائر كبيرةً، شملت 400 قتيل، على الأقل، وفقاً لما أعلنه نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أوليغ إيغناسيوك، الذي شدّد على أنّ الجيش السوري “يقاتل بشراسة، بدعم من القوات الجوية الروسية”.
وتحدث البيان أيضاً عن ارتقاء العشرات من رجال القوات المسلحة شهداء وإصابة آخرين، خلال المعارك.
اشتباكات على محور ريف إدلب الجنوبي الشرقي
من جهتها، أفادت وسائل إعلام محلية باشتباكات عنيفة يخوضها الجيش السوري مع الجماعات المسلحة على محور ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
كما تحدثت عن وقوع اشتباكات في محيط معرة النعمان، بعد دخول الجماعات المسلحة إلى سراقب جنوبي إدلب ومطار أبو الظهور الحربي.
يُذكَر أنّ الجيش السوري كبّد التنظيمات الإرهابية خسائر فادحةً، وأوقع في صفوفها المئات من القتلى والمصابين، ودمّر عشرات الآليات والعربات المدرّعة، وأسقط ودمّر 17 طائرةً مسيّرة.
مصر تدعم سوريا
من جانبه أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن قلق القاهرة من هجوم المجموعات الإرهابية المسلحة على قرى وبلدات ومواقع عسكرية، في محافظتي حلب وإدلب.
وقال عبد العاطي، خلال اتصالٍ هاتفي بنظيره السوري، بسام صباغ، إنّ «القاهرة تدعم دمشق ومؤسساتها الوطنية في مكافحة الإرهاب، وبسط سيادة الدولة واستقلالها، ووحدة أراضيها».
وجرى الاتصال الهاتفي بين الطرفين، مساء الجمعة، وتناول التطورات الأخيرة في شمالي سوريا، وخصوصاً في إدلب وحلب.
وفي السياق ذاته، أكّد وزير الخارجية السوري، خلال مؤتمر صحفي، أنّ الهجوم الإرهابي، الذي شنّته أعداد كبيرة من المسلحين، منذ فجر الأربعاء الماضي، على مدينة حلب وريفها، يأتي «في إطار خدمة أهداف مشروع كيان الاحتلال الصهيوني ورعاته».
العراق يُحصّن حدوده مع سوريا
بدوره أعلن نائب قائد العمليات المشتركة في العراق قيس المحمداوي أن الحدود العراقية - السورية مؤمّنة بالكامل عبر انتشار القطعات العسكرية ومحصنة بالكتل الإسمنتية والكاميرات وتحليق المُسيّرات.
وأكد المحمداوي أن «الحدود العراقية - السورية مؤمّنة من حيث الجهد الفني وتواجد القطعات العسكرية، كقطاعات الحدود وكذلك التحصينات كالكتل الكونكريتية والأسلاك الشائكة بالإضافة إلى نصب الكاميرات وتحليق الطائرات المسيرة مُضافاً إليها خط العمق خلف الحدود بحدود سبعة إلى عشرة كيلومترات حيث تنتشر قطاعات الجيش والحشد الشعبي وقطعات الاحتياط».
وتابع، «الأمور طبيعية، والتحسّب المطلوب كإجراءات تعزيز القطعات الأمنية من ناحية الكم والنوع جيد وكافٍ، وهنالك إجراءات على المستوى الفني والسيطرة على الحدود، ومستوى الأمن على الحدود العراقية - السورية هو الأفضل حالياً على مدار التاريخ».
وأضاف أن «العراق احترز جيداً من تجربة مريرة حصلت عام 2014 فعزّز تحصيناته منذ أكثر من سنتين، عبر نصب الكاميرات وإقامة الجدار الكونكريتي (الإسمنتي) ونشر قطعات عسكرية مختلفة وقطعات آلية ومدرعة ومدفعية لحماية الحدود».
وطمأن المحمداوي العراقيين أن «الحدود آمنة جداً ومحصّنة بالكامل ولا يوجد أي تسلّل ولن يكون هناك أي تسلّل».
العراق ينجز تحصينات مدعومة بإسناد من الجيش والحشد الشعبي
بدوره، أكد قائد قوات الحدود العراقية الفريق الحقوقي محمد عبد الوهاب سكر السعيدي السبت، أن حدودنا المشتركة مع سوريا مؤمنة بالكامل ولا مجال لاختراقها، فيما أشار إلى أنه تم إنجاز سلسلة تحصينات مهمة على الحدود العراقية السورية معززة بقطعات مثالية من قوات الحدود، وخط إسناد قوي من الجيش العراقي والحشد الشعبي.
من ناحيته، وصف مستشار رئيس الوزراء العراقي فادي الشمري الأحداث الحالية في سوريا بـ»التطوّر الخطير»، داعياً أهالي محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين إلى الإبلاغ عن أيّة حالات مشبوهة.
وكتب الشمري عبر صفحته في منصة «إكس» الجمعة أن «القوات المسلحة العراقية على أتمّ الجهوزية لمواجهة أيّ خطر «داعشي» يهدّد بلدنا»، مردفاً: «سنسحق الارهابيين أينما كانوا ولن نسمح لهم بتدنيس أرضنا».