الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وواحد وخمسون - ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وواحد وخمسون - ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض

كيف ستتأثر آسيا الوسطى بالسياسة الأميركية الجديدة ؟

 /  تميزت المنافسة الانتخابية الأخيرة للرئاسة الأمريكية بدرجة عالية من الإثارة والدراما، مشابهة لانتخابات عام 2020. ومع ذلك، شهدت الدورة الجديدة تطورات وتعقيدات أكثر ،و الفرق الرئيسي بين الانتخابات الرئاسية الحالية وانتخابات 2020 هو أنها جرت في ظل صراعات جيوسياسية خطيرة - الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وكذلك تصاعد التوتر مع الصين. ومع ذلك، فإن ما يربط بين الفترتين هو الانقسام العميق والمتزايد التعقيد داخل أمريكا، والذي يتسع يوماً بعد يوم.
تغييرات قادمة
يشير فوز دونالد ترامب إلى تغييرات جوهرية في السياسة الأمريكية (تغيير أساسي في المفاهيم والقيم وحتى القيم المضادة). ترامب في الواقع يمثل تياراً فكرياً وسياسياً جديداً في أمريكا تشكل في السنوات الأخيرة، مرتبطاً بنمو المحافظين الجدد والشعبوية اليمينية بين الجمهوريين. وقد أصبح ترامب الرمز الرئيسي لهذا التيار.
تشبه خطابات ترامب تصريحات باري غولدووتر، المرشح الجمهوري للرئاسة في الستينيات، الذي قال: "التطرف في الدفاع عن الحرية ليس شراً." يعتقد بعض الخبراء أن الفترة الرئاسية الثانية لترامب قد تكون فترة ترسيخ "الترامبية" - فترة ستشهد ظهور سياسيين يمينيين وجيل جديد من السياسيين الجمهوريين. لذا، يبرز سؤال مهم حول من سيرشحه الجمهوريون في الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة مع احتمال دخول شخصيات مثل إيلون ماسك - الذي أظهر بوضوح ميله للسياسة - إلى هذا المجال وحتى الترشح للرئاسة.
حالياً، يشعر الشعب الكازاخستاني بالقلق حول تأثير فوز ترامب على كازاخستان وآسيا الوسطى، وما إذا كان سيكون له تأثير على الإطلاق.
لدى كازاخستان تجربة في التعاون مع دونالد ترامب؛ لذا، من غير المرجح أن يتغير موقع الولايات المتحدة كأحد أكبر المستثمرين في الاقتصاد الكازاخستاني. تظل أولويات النفط والغاز الأمريكية في المنطقة ثابتة مع أي رئيس.
على سبيل المثال، قررت شركة شيفرون مؤخراً بيع حصتها في مشاريع الرمال النفطية والصخر الزيتي في غرب كندا إلى شركة Canadian Natural Resources مقابل 6.5 مليار دولار. سيتم تخصيص جزء من هذا المبلغ لمشاريع النفط في كازاخستان، خاصة حقل تنغيز النفطي الذي يكمل مراحل تطوره. كما قد يزيد المستثمرون الأمريكيون تركيزهم على استكشاف واستخراج واستغلال المعادن النادرة والمواد الاستراتيجية في آسيا الوسطى، رغم أن الصين تتصدر حالياً هذه المجالات، لكن من المحتمل أن تزداد المنافسة والتوترات في هذا المجال مستقبلاً
 (في عهد ترامب).
من ناحية أخرى، على عكس انتخابات 2020، أصبح الوضع الجيوسياسي الحالي أكثر تعقيداً من جانبين مهمين لكازاخستان - الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين. ستؤثر هذه التطورات مباشرة أو غير مباشرة على كازاخستان، وستظهر هذه التأثيرات بشكل أوضح في المستقبل.
الحرب الأوكرانية
من غير المرجح أن يتمكن ترامب من إنهاء الحرب في أوكرانيا في وقت قصير كما وعد. فقد تحولت حرب أوكرانيا إلى وضع محصلته صفر، ولا يرغب أي من الطرفين في تقديم تنازلات جدية للتوصل إلى اتفاق. في كييف، يعتقد الكثيرون أن مقترحات ترامب لإنهاء الحرب تستند فقط إلى فكرة "منح أجزاء من الأراضي الأوكرانية لروسيا". لكن لا أوكرانيا (التي تنوي استعادة الأراضي المحتلة) ولا معظم الدول الأوروبية ستدعم هذا الاقتراح.
ينظر ترامب إلى تخفيض المساعدات المالية الأمريكية لأوكرانيا من منظور رجل الأعمال، وقد يواصل تقديم هذه المساعدات بشروط أكثر صرامة ودقة. إذا انخفضت المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، سيصبح وضع الجبهات العسكرية صعباً للغاية بالنسبة للجيش الأوكراني. وهذا الأمر، سيؤثر على آسيا الوسطى،حيث أدت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة أهمية منطقة آسيا الوسطى للقوى الجيوسياسية الكبرى، و انشغال روسيا بالحرب فيها مما أتاح للغرب فرصة النفوذ هناك.
المنافسة بين أميركا والصين
من ناحية أخرى، تحولت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين حالياً إلى واحدة من أهم وأكثر القضايا العالمية توتراً. ويعتقد كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين في أمريكا (الديمقراطيون والجمهوريون) أن المنافسة الرئيسية على القيادة العالمية في المستقبل ستكون بين أمريكا والصين. وهذا يعني أن التوترات والمنافسة بين واشنطن وبكين ستزداد. ويرجع سبب تصاعد هذه التوترات إلى محاولات الصين أن تصبح قوة عالمية مستقلة وإيجاد بديل للنظام الاقتصادي والسياسي العالمي الحالي. تريد الصين أن تقدم نفسها كمركز اقتصادي وعسكري-سياسي جديد للدول غير الراضية عن النظام الدولي الحالي (المبني على اتفاقيات "بريتون وودز" وتحت الهيمنة الأمريكية) والتي تبحث عن نموذج جديد للتفاعلات العالمية. وقد أعلن ترامب أنه في حال عودته إلى البيت الأبيض، سيشدد العلاقات مع الصين، خاصة في المجالات التجارية والعسكرية-السياسية، لمنع توسع نفوذها.
لذلك يبدو أنه إذا استمر تنسيق "5 دول آسيا الوسطى + الولايات المتحدة"، فلن يكون تركيزه على الحرب في أوكرانيا كما كان في عهد الديمقراطيين، بل سيتحول أكثر نحو مواصلة المنافسة مع الصين. في هذه الحالة، إما أن تجبر إدارة ترامب دول آسيا الوسطى على اتخاذ موقف محايد في هذه المنافسة، أو ستمارس ضغوطاً على الدول المتحالفة مع الصين لتقليل علاقاتها التجارية، بما في ذلك مشاريع النقل من الصين إلى الاتحاد الأوروبي عبر آسيا الوسطى.
خلال فترة رئاسته الأولى، بدأ ترامب سياسات لتقييد النمو الاقتصادي الصيني، بما في ذلك فرض قيود تجارية وعقوبات على الشركات والبنوك الصينية. ويعتقد الخبراء الاقتصاديون أنه إذا قرر ترامب في فترته الثانية رفع التعريفات الجمركية على الواردات من الصين إلى 60%، فسترد الصين على هذا الإجراء وستتخذ إجراءات انتقامية. ويمكن أن تؤدي هذه الردود إلى حرب تجارية كبيرة بين البلدين قد تؤثر على الاقتصاد العالمي.
لكن مثل هذه السياسة من البيت الأبيض ستدفع دول آسيا الوسطى أكثر نحو بكين (خاصة لأسباب اقتصادية). فمعظم دول المنطقة، باستثناء كازاخستان وأوزبكستان، تعتمد بشكل كبير على الصين ولديها مشاركة محدودة في التجارة الدولية.
والسيناريو الأكثر سلبية هو احتمال نشوب مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان، مما قد يكون له تداعيات سلبية خطيرة على آسيا الوسطى. في مثل هذه الظروف، قد تشكل الصين وروسيا تحالفاً عسكرياً وسياسياً مناهضاً للغرب وتطلب من دول آسيا الوسطى الانضمام إليه. وهذا قد يشكل مشكلة لدول آسيا الوسطى التي تسعى لاتباع سياسة متعددة الأطراف. فالانضمام إلى تحالف عسكري معين قد يفرض قيوداً على استقلال سياستها الخارجية ويجبرها على اتخاذ مواقف معينة تتعارض مع سياساتها متعددة الأطراف.
إذا انضمت دول آسيا الوسطى إلى التحالف الصيني الروسي، فستضطر عملياً إلى أن تصبح جزءاً من سياسة الصين لإنشاء كتلة اقتصادية وعسكرية-سياسية رافضة للهيمنة الغربية. وتتكون هذه الكتلة، التي تلعب فيها الصين الدور الرئيسي، من منظمات مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.
علاوة على ذلك، كما يعتقد بعض الخبراء، يسعى الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى إنشاء نظام دولي تحترم فيه الدول سيادتها الوطنية دون الحاجة إلى اتباع نماذج حقوق الإنسان على الطريقة الغربية. وهذا النموذج جذاب لدول آسيا الوسطى التي تركز أكثر على القضايا الاقتصادية والحفاظ على استقلالها.
البحث
الأرشيف التاريخي