تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
ضمن مساعدة الشعب الإيراني للشعبين اللبناني والفلسطيني
الفن جسر لنقل رسائل المقاومة والحرّية
تلك الحملة لا تقف عند تقديم المساعدات، بل هي رسالة مقاومة ودعم للصمود لكل لبناني وفلسطيني يواجه العدوان الصهيوني، وإيثار في خدمة الآخرين كعلامة من علامات النبل والتضحية. استجاب لها الشعب الإيراني بكل أطيافه وأعراقه، ونفذت العديد من الفعاليات الداعمة من جمع مساعدات وتبرع بالذهب وفعاليات ثقافية مختلفة، وانضم إلى الحملة العديد من الشخصيات المشهورة في إيران، منها الممثل داريوش أرجمند الذي جسّد دور مالك الأشتر في مسلسل "الإمام علي(ع)"، وكان واحدًا من أوائل الذين اقتدوا بمبادئ مالك الأشتر، كذلك انضمّ أيضًا فريق إنتاج مسلسل "طوبى"، الذي يُعدّ من المسلسلات ذات الشعبية في إيران، إلى صفوف الناس المساهمين في هذه الحملة. كذلك شارك شعراء ومدّاحو أهل البيت(ع) وفنانون كثر في هذه الحملة، لتزداد صفوف النخب الإيرانية الداعمة للشعب اللبناني يومًا بعد يوم.
كذلك نفذت العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي أراد منظموها تقديم رؤية فنية للمقاومة والإيمان والجهاد، مستوحاة من قيم الثورة الإسلامية ومحور المقاومة، ومن هذه الفعاليات معرضان فنيان هدف منظموهما لجعلهما جسر تواصل بين الشعوب برسائل العدالة والمقاومة وهما معرض "طائر فينيق القدس" ومعرض "كالطوفان"، وسنتحدث في هذه المقالة عنهما استناداً إلى تقرير وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا».
الفن وسيلة لتظهير المقاومة
شهدت العاصمة الإيرانية طهران فعاليتين فنيتين بارزتين جذبتا اهتمام عشاق الفن ومحبي المقاومة وهما معرض "طائر فينيق القدس" ومعرض " كالطوفان" الدولي للملصقات والتصوير التوضيحي. عبر تقديم أعمال مميزة لفنانين إيرانيين ودوليين، تُعبر هذه الفعاليات الفنية عن أبعاد المقاومة وتأثيرها العالمي.
محمد زرويي نصرآباد، مدير مركز الفنون البصرية في حوزه هنرى "المركز الفني"، علّق على أهداف هذه المعارض قائلاً: "فن المقاومة يمكن أن يكون جسرًا لنقل رسائل العدالة. صُممت الأعمال المقدمة في هذه المعارض لتصل إلى الجمهور في الداخل والخارج، وتُعزز التواصل الفعّال مع مختلف الثقافات والشعوب."
معرض "طائر فينيق القدس"
جاء تنظيم معرض "طائر فينيق القدس" في صالة أبو الفضل عالي في حوزه هنری «المركز الفني» تخليداً للذكرى الأربعين لاستشهاد سيد شهداء الأمة الأمين العام لحزب الله لبنان، السيد حسن نصر الله، وتقديراً لشهداء المقاومة. يضم المعرض 28 عملاً من فنانين مرموقين أمثال عبدالحميد قديريان، علي بحريني، وناصر سيفي.
وقد أكد منظمو المعرض أن الغاية منه تقديم رؤية فنية للمقاومة والإيمان والجهاد، مستوحاة من قيم الثورة الإسلامية ومحور المقاومة.
وصرح الفنان عبدالحميد قديريان، أحد المشاركين، قائلاً: "إن إنتاج عمل فني عن شخصية سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله يتطلب فهماً عميقاً لروحه ومعنوياته."
وفي هذا السياق، أوضح شهاب الدين شكيبا، المدير الفني للمعرض، أن فكرة إقامة المعرض بدأت عقب استشهاد سید شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، حين أبدع الفنان علي بحرينى لوحة تعبيرية عن الشهيد، أصبحت نواة لهذا المشروع الفني.
صرّح شکیبا بأن محمد رضا دوست محمدي قدّم الرسومات التوضيحية، بينما أبدع مسعود نجابتي في تصميم الخطوط. تضمنت المجموعة لوحات عن قادة المقاومة الذين استشهدوا خلال الأربعين يوماً الماضية، إضافة إلى عشرة أعمال تصويرية ولوحة تصميمية.
وقد افتُتح المعرض في 11 نوفمبر /تشرين الثاني 2024 بحضور عدد من المسؤولين والفنانين، وتم تمديده حتى 10 ديسمبر / كانون الأول لإتاحة الفرصة أمام الزوار لمشاهدة الأعمال من السبت إلى الأربعاء، من الساعة 9 صباحاً حتى 6 مساءً.
أصداء دولية
لاقى المعرض ترحيباً واسعاً من حزب الله لبنان، إذ تم إرسال الأعمال لعرضها في لبنان واستخدامها في الحملات الإعلامية هناك. عبّر أحد الزوار عن انطباعه قائلاً: "تُبرز هذه الأعمال روح التضحية والمقاومة بطريقة حية وملموسة، وكل لوحة تحكي قصة عن الإيمان وإرادة الإنسان."
"كالطوفان"
وهو معرض دولي للملصقات والتصوير التوضيحي يُقام في صالة "بيت المركز الفني"، حيث جمع 321 عملاً من 82 فناناً يمثلون 26 دولة من خمس قارات، بما في ذلك الولايات المتحدة، أستراليا، المكسيك، ودول أوروبية.
تُركز الأعمال على القضايا الإنسانية في فلسطين، وخاصةً معاناة الأطفال في المناطق المتأثرة بالحروب. تستمد هذه الأعمال الإلهام من العواصف الحقيقية والرمزية، لتسلط الضوء على مفاهيم المقاومة ضد الظلم.
التنوع غنىً ثقافي
ساهمت مشاركة فنانين من ديانات وخلفيات سياسية مختلفة في جعل هذا المعرض حدثاً دولياً يعكس أصواتاً متنوعة ضد الظلم. وشهد المعرض عرضاً لأعمال فنية لفنانين إيرانيين إلى جانب فنانين من فلسطين، الولايات المتحدة، بريطانيا، اليمن، ألمانيا، مصر، أردن، ايندونیسیا، العراق، کويت، ليبيا، ماليزيا، هولاندا، باکستان، الامارات المتحدة العربية، برتغال، اوروغواي، النورویج، کولومبيا، اسبانيا وأستراليا، في مشهد يعكس تضامناً عالمياً مع القضية الفلسطينية.
أهمية الفن في التعبير عن المقاومة أمام الغطرسة الإستکبارية
أمير خوراكِيان، مدير مكتبة ومتحف ملك الوطني، صرّح على هامش زيارته للمعارض قائلاً: إنّ فن الجرافيك والتصوير التوضيحي هما من الوسائط التي قلّما تخضع لرقابة صارمة، إذ يتمتعان بقدرة تعبيرية واضحة ومفهومة للجميع، ما يجعلهما يتجاوزان حدود الاحتكار والرقابة التقليدية."
وأضاف خوراكِيان أنّ اختيار هذين الوسيطين لمعرض "كالطوفان" كان قراراً ذكياً، مشيراً الى أنه:"من خلال فن الجرافيك والتصوير التوضيحي ، يمكن لجرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان أن تتحول بسرعة إلى قضية إنسانية وعالمية ذات أهمية كبيرة للبشرية جمعاء. وقد بُذلت جهود قيّمة لإنتاج هذه الأعمال، ودليل ذلك هو مشاركة الفنانين الدوليين في هذا الحدث. فالأعمال المعروضة تمتاز بقوة تأثيرها وجاذبيتها، وهي تحمل مفاهيم عميقة، وبعضها يتضمن رسائل خفية متعددة الطبقات."
وشدّد خوراكِيان على أهمية عرض هذه الأعمال دولياً، قائلاً: "على المسؤولين استغلال هذه الفرصة الثمينة، إذ تواجهنا صعوبات في إنتاج محتوى متميز في الحملات الدعائية والمناسبات الأخرى. هذا المعرض يوفر محتوى فاخرًا ومعبّرًا يمكن للجميع فهمه. يجب أن تُستخدم هذه الأعمال لجعل المدينة معرضًا مفتوحًا يعبر عن هذه القضية الإنسانية العالمية."
مهدی فرخي، الفنان التشكيلي المشارك بعمل في المعرض، تحدث عن رؤيته الفنية قائلاً: "لوحتي تتناول استشهاد شعب غزة، وهي تجسد رواية انتصار الدم على السيف وتعكس الوضع الراهن في فلسطين، خاصةً في غزة. إنّ ما صوّرته هو تذكير بالظلم الكبير الذي تعاني منه هذه الأرض المقدسة."
وعن أهمية إيصال مثل هذه الأعمال التي تتناول الجرائم الصهيونية، قال فرخي: "دور الفنان ينتهي بإنتاج العمل، لكن الأثر الحقيقي يعتمد على الدعاية والانتشار الإعلامي الذي يضمن وصول الرسالة إلى الجمهور. هذا موضوع عابر للحدود، ويجب التركيز على انعكاسه على نطاق عالمي أوسع."
قيَم المقاومة من عاشوراء
في بيان كتبه ناصر سيفي، تم التأكيد على أن المقاومة كانت وستظل ساحة مستمرة للجهاد والعدل، مستمدة من قيم عاشوراء. جاء في بيان المعرض: "منذ زمن الإمام الحسين (ع) وحتى اليوم، جسدت المقاومة مشهداً شامخاً للإيمان والجهاد والشهادة، وهي القيم التي ستقود العالم نحو النصر."
حضور دولي مميز
شهد المعرض زيارة شخصيات بارزة من محور المقاومة، من بينهم محمد الديلمي، سفير اليمن في إيران، ناصر أبو شريف، ممثل حركة الجهاد الإسلامي، وماجد غماس ممثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في إيران. قام هؤلاء الضيوف بجولة في المعارض المقامة في حوزه هنرى «المركز الفني»، الذي يقع عند تقاطع شارع سميّة وشارع حافظ في طهران، إذ زاروا معرضي "كالطوفان" و"طائر فينيق القدس".
قوة الفن في إيصال رسالة المقاومة
أثبت هذان المعرضان أن الفن ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل هو جسرٌ يصل الشعوب برسائل العدالة والمقاومة. الحضور البارز للفنانين واستقبال الجمهور يعكسان النجاح الكبير لهذه الفعاليات في تعزيز دور الفن كأداة للتواصل الإنساني على مستوى عالمي.
في الختام نرى الشعب الإيراني لا يألو جهداً ويسطر المشاهد الرائعة تلو الأخرى وفي كل الميادين تلبيةً لأمر آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني وحزب الله الشامخ، وهم أثبتوا أنهم مستعدّون للتضحية بالغالي والنفيس من أجل تعزيز "المقاومة"ودعم المظلومين، وأرادوا أن يبعثوا عبر تنظيمهم لكل هذه الفعاليات برسالة إلى العالم: "لن نترك المقاومة ولو بذلنا كل ما نملك".