العلاقات الإيرانية-العمانية أنموذجٌ لعلاقات حسن الجوار
أقيم يوم الأربعاء الماضي في طهران مراسم اليوم الوطني لسطنة عمان الشقيقة بحضور شخصيات إيرانية وسفراء الدول المقيمين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وفي كلمة خلال هذا الحفل، قال سفير سلطنة عمان بطهران الأستاذ إبراهيم بن أحمد المعيني: تتبنى سلطنة عُمان سياسة خارجية راسخة قائمة على أسس الحوار والتسامح، وتسعى دائماً إلى تعزيز قيم السلام والوئام بين الدول، ومن هذا المنطلق، فإن بلادي تحث المجتمع الدولي على تكثيف الجهود لوقف التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وندعو جميع الأطراف إلى الإلتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واحترام مبادئ السلام والعدالة للجميع. وبشأن القضية الفلسطينية، أضاف المعيني: تؤكد سلطنة عُمان على موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه التي كفلها له القانون الدولي. وتابع: إننا نكرر دعوتنا إلى وقف فوري للحرب في قطاع غزة ورفع الحصار المفروض على السكان الأبرياء، وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية. كما ندعو إلى وقف إطلاق النار في لبنان، والعودة إلى مسار تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة عبر الحوار والوسائل السلمية.
وقال سفير سلطنة عمان: إن العلاقات الثنائية العمانية - الإيرانية منذ أن تأسست وتعاقب الحكومات في كل من سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت نموذجاً لعلاقات حسن الجوار بين البلدين، وذلك من منطلق النهج العماني الأصيل في العلاقات مع الدول، التي أثمرت عن علاقات مستقرة تمضي بخطى ثابته وواثقة بما يخدم مصالح البلدين، وإن سلطنة عُمان تواصل هذا المسار نحو علاقات أكثر تطوراً واستقراراً بما يعود بالنفع على البلدين والمنطقة.
وأضاف السفير العماني بطهران: تمثل "روية عُمان 2040" خارطة طريق طموحة لتحقيق التنمية المستدامة في سلطنة عُمان وتعرزيز التقدم الإقتصادي والاجتماعي. وترتكز هذه الرؤية على تنمية الموارد والقدرات البشرية والتكنولوجية. وإذ نولي أهمية قصوى لتحسين جودة التعليم والرعاية الصحية، والإجتماعية، وضمان تمكين الشباب والمرأة وكافة فئات المجتمع من المشاركة الفعالة في بناء المستقبل، فإن سلطنة عُمان تسعى من خلال سياساتها الإقتصادية والمالية إلى تحقيق الإستدامة والنمو الإقتصادي. فقد اعتمدت بلادي الخطة المالية متوسطة المدى (2021-2025) التي تهدف إلى تحقيق التوازن المالي، وتقليص العجز في الميزانية العامة، وتعزيز الإيرادات المالية. كما تبنت سياسات نقدية تهدف إلى الحفاظ على استقرار الأسعار وتعزيز الثقة في الإقتصاد الوطني، مما ساهم في تحسين التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان على المستوى الدولي.
وختم السفير إبراهيم بن أحمد المعيني بالقول: نمضي بخطى واثقة في بناء المستقبل، نستلهم من تاريخنا المجيد وقيمنا الراسخة قوة وعزيمة لمواصلة المسيرة نحو تحقيق الطموحات الكبرى. وفي الوقت ذاته، نؤكد استمرار سلطنة عُمان في الإسهام الفاعل في بناء عالم يسوده السلام والإستقرار، من خلال تعزيز قيم الحوار والتفاهم والتعاون الدولي، والعمل المشترك مع كافة الدول لتحقيق المستقبل المشرق للجميع.