كذب الأبالسة الصهيوأمريكيين في مفاوضات استسلام لبنان!
أنور الموسى*
قصة «طبخة الزواج» تنطبق على ما يحصل من اتفاق أميركي-صهيوني على وقف إطلاق النار في لبنان.. تماما كحال العروس التي تآمر عمها وخالها وجارها على تزويجها، متفقين على مهرها، فيما هي وولي أمرها لم يعرفوا
عن الموضوع شيئا!
لقد اتفق المجرمون مع أنفسهم على شروط وقف إطلاق النار، فيما الطرف الآخر المتمثل بلبنان ومقاومته، لم يعرفوا شيئا... وكأن لبنان فوض الأمريكي المتحيز والمتماهي وداعم الصهاينة بالسلاح والعتاد ليفاوض عنه...!
وما قيل إن مسودة اتفاق أرسلت إلى لبنان، إن هي في الحقيقة سوى وثيقة استسلام للمقاومة... ٱية ذلك أن إصرار نتنياهو مثلا على إبعاد المقاومة عن الحدود إلى ما وراء الليطاني، شرط لن يمر... وكذلك نزع السلاح الرادع... فهل يعقل أن تسلم المقاومة رقبتها للجلاد؟ وحتى لو قبلت وهذا من سابع المستحيلات، فما الضمانات على تطبيق الصهاينة 1701؟ وهل ستتوقف عن الخروقات الجوية والبحرية والبرية للأراضي اللبنانية؟ وهل ستلتزم بالحدود الدولية المصطنعة وترتدع عن الاعتداءات...؟
تعي المقاومة جيدا الحِيَل الصهيوأميركية وألاعيب الكيان الخبيثة... فهو يريد حشر المفاوض اللبناني في الزاوية ليقول للعالم: إن الكيان يرغب بوقف النار فيما لبنان يرفض... ولذا يتوقع أن يكون الرد اللبناني ذكيا في رمي كرة النار في ملعب العدو، من خلال التأكيد اننا ندرس المسودة، ونحن مع وقف إطلاق النار ولكن هذه المسودة بمنزلة ورقة هزيمة، تحتاج الى تعديل وإعادة نظر... ولن نفاوص تحت النار...!
سيناريو غزة يتكرر هنا في لبنان، أمريكا تصرح بأنها أقنعت نتنياهو بوقف النار ضمن خطوات، يوافق عليها نتنياهو، ثم يتملص منها متدخلاً كالشيطان في التفاصيل.
هذه السياسة المفضوحة، طبقتها أمريكا ومدللها الكيان الغاصب مرارا في غزة، وكانت النتيجة المزيد من التغطية الأمريكية على مسلسل الإبادة الجماعية، واغتيال المفاوض الأساسي الشهيد إسماعيل هنية في طهران وغير ذلك من استهدافات... ناهيك بسيناريو مشابه قبل استهداف الأمين العام لحزب الله في الضاحية الجنوبية... وهنا تصبح الإدارة الأمريكية المتلاعبة بالمفاوضات، شريكة فعلية في الخداع والتضليل والحرب المعلنة...
كما أن في سياسة التكاذب تلك، جانبا من الحرب النفسية والإدراكية... فالأمريكي يستخدم هذا التكتيك لتشتيت الخصم وبيئته... وفي محاولة إرباكه باستخدام ثنائية الامل واليأس.. واللعب على أعصاب البيئة المقاومة... وحتى المقاومين...! ولكن كعادته يفشل فشلا ذريعا في محاولاته وألاعيبه المفضوحة... ليعيد الكرة مرة أخرى في التغطية على مزيد من المجازر والانتهاكات....
مجمل القول: إن المقاومة تعلم جيدا أن المفاوض هو الميدان، وتدرك جيدا أن أي إصغاء للمناورات الصهيوأمريكية تلك، ما هو إلا صوت من أصوات الهزيمة... فمن قدم الشهداء على طريق القدس... لن يسلم سلاحه وعرضه ورقبته للجلاد الذي سينكل بكل من يقع بفخه التفاوضي الانهزامي... وتعلم المقاومة جيدا قصص الثعلب الامريكي...كقصة الطير الذي سلم رقبته للثعلب، بعدما أمن له فذبحه..وهنا استحضر مقولة عجوز جنوبي حكيم قبل استشهاده بصاروخ أمريكي مدمر: إن لم يكن من الموت بد، فمن العار ان تصدق أمريكا...!
*كاتب واديب لبنان