الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وتسعة وثلاثون - ١٦ نوفمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وتسعة وثلاثون - ١٦ نوفمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

الإعلامي الملتزم وضرورات مرحلة المواجهة

علاء الفتلاوي*

من المؤكد أن قوله تعالى «وَهَدَينَاهُ النَّجْدَينِ» هو خطة عمل وخارطة طريق وبيان لتكليف المسلم الذي يسعى لنيل رضون الله سبحانه وتعالى، فالانسان الساعي في طريق الحق والذي يبتغي نيل رضوان الله يتبع طريق الهدى وليس أوضح من سيرة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم وسلم مصداقاً لهذا السبيل.
وقد بات واضحاً اليوم أن ما يدور حولنا وبالتحديد في منطقتنا هو صراع ليس صراع مصالح بقدر ما هو صراع عقائدي.. فالكيان الصهيوني اللقيط أصبح رأس الحربة في محور الطغيان والتجبر والبغي والإنحلال الخلقي وكل ما هو غير أخلاقي. وبالمقابل أصبح محور المقاومة هو رأس الحربة في محور الخير والصلاح الذي يمثل كل الثوابت العقائدية والاخلاقية ويرفع راية الاسلام المحمدي الأصيل.
وفي خضم هذا الصراع الذي تجاوز مرحلة جس النبض واستطلاع ردود الأفعال، فإن الإعلامي يقف اليوم موقفاً يعكس ثوابته ومتبنياته وأن نتاجه هو نتاج ثقافته ووعيه.
فالمرحلة هي مرحلة صراع، صراع بين الخير مستحضراً كل أذرعه وأدواته والشرّ مستحضراً كل أذرعه وأدواته، لذا فحريٌ بمن يرفع راية الحق ويتخذ من خندق الحق موقعاً له أن يعي أسس الدخول بهذه المواجهة لكي يحقق الكسب والنصر وينال خير الدنيا والآخرة.
1- إن الإعلامي الواعي هو بوصلة وهو سهم دلالة للكثيرين ممن حوله. ينتظرون تقييمه للحدث والخبر حتى يصل الأمر بالبعض منهم أن يقرأ خلاصة ما يصل إليه فكر ووعي الإعلامي المثقف لكي يبني عليه قناعاته ومن ثم سلوكه، لذا يتوجب على الإعلامي الواعي أن يتفحص ما يقرأ وأن يدقق ما يقول وأن لا يصدر عن فيه أو قلمه ما لا يتيقن أن فيه دعم لمحور المقاومة وأن يقلّب كل ما يسمع أو يرى عشرات المرات ويغربله غربلة المنتقي وعليه يبني موقفه ونتاج فكره (مادةً إعلاميةً).
2- لا شك أن محور الشرّ قد تلقى ضربات كثيرة وموجعة منذ بداية المواجهة ولحد الآن؛ لكننا لم نرَ أو نسمع وسيلة إعلامية واحدة أو إعلامي محسوب على هذا المحور يسلط الضوء على إحدى هذه الضربات وليس كلها. وبالمقابل نجد أن بعض إعلام المحور وبدواعٍ عفوية يهولون حجم ضربة همجية وحشية لا إنسانية للعدو . وهنا يصبح من واجب الإعلامي الواعي صاحب القضية أن يسلط الضوء على انتصارات أبطال محور المقاومة، ويقلل من شأن ضربات العدو لأنها وبحقيقة الأمر ضربات ذات وجهين:
الأول: يدل على ضعف القوة العسكرية وهي العمليات العسكرية (ضدّ القوة القتالية لمحور المقاومة).
الثاني: عمليات لا إنسانية وحشية همجية يحاول العدو من خلال تغوّله على المدنيين التغطية على الوجه الأول.
3- إن عمر المقاومة الإسلامية وتجاربها الكثيرة والكبيرة في الصراع مع العدو أضفت على عملها مرونة تكتيكية في استيعاب مخرجات ضربات العدو والتكيّف مع إسقاطاتها. وهنا يتوجب على الإعلامي المتبني لعقيدة المقاومة والمتابع لتاريخها أن يعي جيداً أن الضربات التي وجهها العدو إلى جسد المقاومة عملت فيه عمل المصل فزادته قوةً ومنعةً، وأن استهداف أي قائد أو رمز من رموز المقاومة أفرز قائداً أكثر صلابة وأشد شكيمة.
إن مثل هذا الوعي والفهم لطبيعة المواجهة وانعطافاتها يجب أن ينتقل إلى قواعد المقاومة وجماهيرها بما يعزز المعنويات ويجعل أي مكسب وقتي يتحصل عليه العدو هنا أو هناك يذهب في مهب الريح قبل إصرار جماهير المقاومة ووعيها، هذا الوعي الذي ينقله إليها الإعلامي الملتزم الواعي.
4- إن ثقافة السبق الصحفي يجب أن لا تتغلب بأي شكل من الأشكال على نهج «ما يلفظ من قول إلّا لديه رقيب عتيد»، فالخبر رصاصة والكلمة رصاصة، ونحن مسائلون أمام الله عزّوجلّ عن موقفنا وعن تخندقنا، فمعركة الطف لازالت قائمة والمعسكران قائمان «معسكر الإمام الحسين(ع)» و«معكسر يزيد(عليه لعائن الله)»، وما اختلف هو المسميات فقط.
من هذه القناعة وعلى هذه الأسس يتوجب على الإعلامي الملتزم ان يفكر ويمحّص ويتوقف كثيراً في زمن المواجهة قبل أن يضع قلماً على ورقة وقبل أن ينطق بحرف.
* مدير شبكة إعلام النجف الأشرف

البحث
الأرشيف التاريخي