تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
رئيس الجمهورية، مؤكداً أن التكنولوجيا النووية للبلاد تتطابق مع قوانين الوكالة الدولية:
نريد السلام والأمن.. لكن سنردّ بحزم على أيّ إعتداء
"الأرجنتيني غروسي" الذي لطالما تأثّرت مواقفه بالضغوط الغربية إزاء إيران، إلتقى في زيارة إلى طهران إستغرقت يومين كبار المسؤولين الإيرانيين، وبحث معهم القضايا العالقة بشأن البرنامج النووي الإيراني والقضايا العالقة ضمن الإتفاق المشترك في مارس عام 2023، حيث اجتمع مع كل من رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، ووزير الخارجية عباس عراقجي، بالإضافة إلى لقائه الرئيسي مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي.
حظر تصنيع السلاح الذرّي
ولدى لقائه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد الرئيس بزشكيان إن العالم وصل اليوم إلى قناعة بأن إيران تريد السلام والأمن في العالم، قائلاً: ما تبحث عنه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التكنولوجيا النووية يتطابق مع الأطر والتراخيص القانونية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتطرّق الرئيس بزشكيان، خلال استقباله مساء الخميس غروسي، إلى الأنشطة النووية السلمية والموقف الراسخ والمبدئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بحظر تصنيع السلاح الذري، وقال: إننا وكما أعلنا مراراً وتأسيساً على الفتوى الصريحة لقائد الثورة الاسلامية، لم ولن نكن إطلاقاً بصدد إنتاج السلاح النووي، ولا يُسمح لأحد بالعدول عن هذه السياسة. وتابع: إننا وكما برهنا سابقاً ومراراً وتكراراً حسن نيتنا، نعلن جهوزيتنا للتعاون والتقارب مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإزالة الغموض والشبهات المزعومة حول الأنشطة النووية السلمية الإيرانية رغم أن العالم توصل اليوم إلى هذه القناعة بأن إيران الإسلامية تريد السلام والأمن في العالم.
وأشار رئيس الجمهورية إلى الإتفاق النووي ونكث أمريكا والدول الأوروبية العهود في هذا الاتفاق، وقال: إنه بناء على تأكيد العديد من تقارير الوكالة الدولية، فإننا نفذنا جميع إلتزاماتنا في هذا الإتفاق؛ لكن أمريكا هي التي انسحبت منه بصورة أحادية، وجعلت من غير الممكن مواصلة هذا المسار.
الظروف المتأزّمة في المنطقة
وتطرق الرئيس بزشكيان، في جانب آخر من تصريحاته، إلى الظروف المتأزمة في المنطقة والأحداث المريرة والمؤسفة في غزة ولبنان والناتجة عن اعتداءات وجرائم الكيان الصهيوني، وقال: المؤسف أن الكيان الصهيوني وفي اليوم الأول من بدئي مهام عملي نفذ عملاً إجرامياً واغتال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وجعل من خلال سفكه الدماء وأعماله العدوانية، المنطقة تمر بأزمة شديدة.
وأكد أن الكيان الصهيوني قد انتهك جميع المبادئ والقوانين الدولية بما في ذلك قتل النساء والأطفال ومهاجمة المراكز العلاجية والمستشفيات وقصف المدارس والأحياء السكنية؛ لكن وبدلاً من توبيخه من قبل الدول المتشدقة بحقوق الانسان تقوم هذه الدول للأسف بدعمه وتزويده بالسلاح، وقال: إن الرأي العام العالمي يتوقّع اليوم من الدول المتشدّقة بحقوق الانسان، وكذلك من المنظمات الدولية ان تضطلع بدور مؤثّر في وقف هذه الجرائم بدلاً من السكوت عنها.
وقال الرئيس بزشكيان: نرى إن الحرب ليست لصالحنا ولا لصالح المنطقة ولا العالم، وأي انسان عاقل لا يبحث عن إثارة الحرب وتوسيعها؛ لكن المؤكد أننا سنُبدي ردّة فعل حاسمة وقوية إزاء أي فعل يمس أمننا.
التعاون الجيد بين إيران والوكالة
أما المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد أشاد في اللقاء بالتوجه الذي ينطوي على السلام والوئام للرئيس بزشكيان. كما أثنى على التعاون الجاد لمسؤولي مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية ووزارة الخارجية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتناول العلاقة والتعامل الجيدين للجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الوكالة، وقال: نؤمن إيماناً راسخاً بأن فترة رئاستكم ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الجيدة والإيجابية بين إيران والوكالة.
وأكد رافايل غروسي إن التعاون الجيد بين إيران والوكالة، سيحبط بكل تأكيد الممارسات الخبيثة التي تستهدف الأنشطة النووية الإيرانية.
التعاون مرتبط بمدى جدية الأطراف الأخرى
من جانبه، قال وزير الخارجية عباس عراقجي عقب لقائه غروسي، الخميس: جاهزون لمواصلة تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذه القضية منوطة طبعاً بتعاون الطرف الآخر وتنفيذ إلتزاماته.
وأضاف عراقجي في ختام اللقاء: إن محادثات جيدة وبناءة أجريت، وحددنا مسار التعاون بين ايران والوكالة للعام المقبل. وتابع: أعلن للسيد غروسي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية جاهزة للمحادثات النووية والتعاون في إطار الإتفاقيات السابقة مع الوكالة، وأن هذا التعاون مرتبط طبعاً بمدى جدية الأطراف الأخرى في هذا المجال. وأكد عراقجي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية نفذت بحسن نيّة إلتزاماتها الواردة في الإتفاق النووي؛ لكن الطرف الثاني انسحب منه.. وبما أننا على ثقة بالطابع السلمي لبرنامجنا النووي، فليست لدينا مشكلة للتعاون مع الوكالة ومستعدون لمواصلة التعاون، وطبعاً هذا الأمر منوط بتعاون الطرف الآخر وتنفيذ إلتزاماته. وأعرب عن أمله بأن تساعد المحادثات الأخيرة على خفض التصعيد، وأن نستطيع البدء مجددا في المحادثات والعثور على مقاربة معقولة قبل أن تتفاقم الأوضاع.
الإتفاق على الخطوات الفنية
وأكد عراقجي أن أساس تعاوننا مع الوكالة الدولية هو التفاهمات التي ستتم خلال هذه الزيارة، فضلاً عن أنه يتم الأخذ بنظر الاعتبار الإتفاقيات السابقة؛ لكن المسار الرئيسي للتعاون سيتم ترسيمه من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وسيتم الإتفاق هناك على الخطوات الفنية، ومن الناحية السياسية متفقون على بدء مسار جديد.
تحذير إيراني بشأن اتخاذ قرار ضدّ البلاد
في السياق، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في مؤتمره الصحفي المشترك، الخميس، مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: إن أي قرار حول الشؤون النووية الإيرانية سيواجه برد فوري من إيران، وقد جربوا مراراً أن إيران لن تخضع لأثر الضغوطات وستمضي قدماً ببرنامجها في إطار المصالح القومية. وأضاف محمد إسلامي: إن التعامل بين إيران والوكالة كان قائماً دائماً على أساس معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وأن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مهتمة بهذا الأمر بشكل خاص، وقال: إن اتصالاتنا بناءة دائماً وأجرينا خلال هذه الزيارة محادثات جيدة. وأوضح: إن لقاء اليوم يحظى بأهمية بالغة لجهة أن نظام الاستكبار يدعم بلا قيد أو شرط الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، لذلك من المهم جداً أن تتخذ الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بما فيها الوكالة الدولية خطوات مؤثرة للحد من إستصدار قرارات تدخلية تؤثر على العلاقة بين ايران والوكالة. وأكد أن استصدار القرار سيوجد هذا الحق بشكل طبيعي بأن تكون لدينا إجراءات متبادلة.
المنشآت النووية لا يجب أن تتعرض لهجوم
من جهته، قال غروسي رداً على سؤال حول التهديدات الصهيونية ضد المنشآت النووية الايرانية أنه أكد دائماً أن المنشآت النووية لا يجب أن تتعرض لهجوم.