معاون العلاقات الدولية في جامعة الأديان والمذاهب الإسلامية للوفاق:
مقارعة الإستكبار على مدى التاريخ رسالة الأنبياء(ع)
الإستكبار العالمي وجرائمه لا نهاية لها، بل نشهد أن تزداد يوماً بعد يوم، كما هو الحال في غزة، ففي إيران تم تسمية يوم 3 نوفمبر باليوم الوطني لمقارعة الإستكبار العالمي وكذلك يوم الطالب، في ذكرى الجريمة التي ارتكبها نظام الشاه البائد في آخر أيامه، فبعد انتصار الثورة الإسلامية واحتلال الوكر التجسسي الأمريكي، تم تسمية هذا اليوم بما ذكرناه، ففي ذكرى هذه الأحداث، أجرينا حواراً مع معاون العلاقات الدولية بجامعة الأديان والمذاهب الإسلامية حجة الإسلام محمدمهدي تسخيري، وسألناه عن رأيه حول مقارعة الإستكبار العالمي، فيما يلي نصه:
موناسادات خواسته
ضرورة مقارعة الاستكبار العالمي
بداية، أبدى حجة الإسلام محمدمهدي تسخيري رأيه حول ضرورة مقارعة الإستكبار العالمي، حيث قال: إن الصراع بين المستضعفين والمستكبرين قائم منذ نشأة الخليقة، ومقارعة الإستكبار على مدى التاريخ رسالة الأنبياء عليهم السلام من آدم إلى محمد(ص).
ما نشاهده اليوم من صراع الإستكبار والصهاينة في مواجهة الشعوب المؤمنة والمقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها فهو لا يخرج عن هذه السنّة الإلهية، مع أن العالم الغربي والقوى الإستكبارية الغاشمة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مصدر الشر في عالمنا المعاصر ومظهر الإستكبار في مسيرة استعباد الشعوب بكل ما لديهم من قوة السلاح والإعلام والإقتصاد لإضطهاد شعب أعزل مجرد من كل قوة مادية سوى الإرادة الإيمانية بالله الواحد الأحد، وقد كشفت المجازر الوحشية الصهيونية في قتل الأبرياء، زيّف الشعارات الرنّانة باسم الديموقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة وأسقطت أقنعة النفاق والدجل، وقدّم المقاومون الأشاوس أروع صورة للمقاومة الصارمة والشجاعة ومرة أخرى أثبتت للتاريخ بأن الدم سينتصر على السيف وأن الحق سيهزم الباطل وكما قال أميرالمؤمنين علي(ع): "من أبدى صفحته للحق هلك"، وستشهد الأمة الإسلامية هلاك الصهاينة على أيدي المؤمنين المقاومين في غزة ولبنان، وسيرى العالم تحقق سنة الله في نصر المستضعفين على المستكبرين.
الوقوف بوجه الحكومات الساندة للكيان الصهيوني
في ظل الظروف الحالية في العالم وجرائم الكيان الصهيوني، سألنا حجة الإسلام تسخيري عن رأيه حول الذي على عاتق شعوب العالم، فقال: كما أشرت في الجواب عن السؤال السابق لقد سقط القناع المزيف عن وجه دعاة الديمقراطية وتجّار حقوق الإنسان، إنها عصابات ومجاميع تحكم غالبية الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة، فهؤلاء مصاصو دماء يتمظهرون بزي حضاري استكباري بعيداً كل البعد عن الحضارة والمدنية، وحوش كاسرة ترتدي لباس البشر.
إن واجب الشعوب في مواجهة الوحوش هو الوقوف بوجه الحكومات الساندة للكيان الصهيوني المستهتر، أو الحكومات الساكتة والخانعة من دول غربية وعربية لاحول لها ولا قوة، حتى وأنها غير قادرة على إصدار تنديد بالأعمال الإجرامية لهذا الكيان المجرم ومن يدعمه من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ومن هم على شاكلة هؤلاء.
إن ما يقوم به بعض شعوب العالم في الغرب يستحق التقدير فهذه بداية إنتفاضة بوجه الصهاينة والولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً نثمّن قيام الشعوب الإسلامية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة الغربة والمقاومة والشهادة وكلنا أمل أن تلتحق بعض الحكومات في البلاد العربية والإسلامية بشعوبها في مسيرة الدفاع عن أهلنا في غزة ولبنان والسعي على مختلف الصعد لدعهم في المواقف السياسية والقرارات الدولية في منظمة الأمم المتحدة او مجلس الأمن الدولي وتجييش وسائل الإعلام على المستوی الداخلي والقطري والعالمي من أجل فضح الصهاينة وإفشال إعلامهم.
مواجهة الأمبريالية العالمية
وفيما يتعلق بمواجهة الأمبريالية العالمية، يعتقد حجة الإسلام تسخيري أنه نظرة سريعة تكشف واقع الجبهة الإستكبارية والصهيونية المتحدة في مواجهة الأمة الإسلامية في كافة بقاع الأرض دون أي استثناء.
ويقول: إن الإستكبار العالمي ودويلته الصهيونية اللقيطة والأجيرة، والغدة السرطانية المزروعة في جسد الأمة الإسلامية المتفرقة، بزعامة الولايات المتحدة تواجه أبناء الأمة الإسلامية وحكوماتها على صعد مختلفة إقتصادية وأمنية وسياسية وعسكرية، فالإستكبار يفرض سيطرته السياسية على بعض الحكومات بالتخويف وعلى دول أخرى الهيمنة الإقتصادية بالتجويع وعلى مجموعة من الدول السلطة الأمنية بالإرعاب والإرهاب ودعم أمثال داعش وبوكو حرام وجيش الشام وسائر أذنابهم، وتشن الحروب الغادرة على شعوب منكوبة غير محمية جواً وبحراً وبراً وتقتل عشرات الآلاف في وضح النهار وتهجر الملايين وتهدم البيوت بعشرات الآف الأطنان من المواد الإنفجارية والحارقة بطائرات حربیة وصواريخ هدّامة دون أي ردع عسكري... إن مواجهة الإستكبار لابد وأن تكون قائمة علی وحدة الأمة الإسلامية شعوباً وحكومات وإلا فإن التفرق والإختلاف الحاكم بين أبناء الأمة الإسلامية لا يسعفها بالحفاظ على مقدراتها ولا يمكّنها في مقاومة القوى الإستكبارية الغاشمة.
فالأمة الإسلامية تمتلك مواقع جيوسیاسیة حساسة وتسيطر على أهم مصادر الطاقة وما يقارب المليار ونصف من سكّان العالم و... يمكنها تكوين قوة عالمية. يحسب لها ألف حساب عند اتخاذ أي قرار سياسي في عالم اليوم، هذا إذا توحّدنا.
دور الطلّاب في مقارعة الإستكبار العالمي
حول تسمية هذا اليوم بيوم الطالب ودور الطلّاب في مقارعة الاستكبار العالمي، يعتقد معاون العلاقات الدولية في جامعة الأديان والمذاهب الإسلامية أن هذا اليوم يعتبر رمزاً للکفاح العام الذي خاضه الشعب الإیراني خلال ستین عاماً ضد الإستكبار العالمي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية المستکبرة.
ويقول: وبعد هذا اليوم العظيم، هو ما تعانيه الولايات المتحدة من الهزائم، والتراجع السیاسي والإقتصادي والأمني والعسکري، وقد استعادت القوى الثورية مكانتها وأسقطت النظام البهلوي المستبد والذي كان عميلاً ومنبطحاً أمام الغرب، وإقامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتقدّم الشعب الإيراني المسلم في كافة المجالات المادية والمعنوية خلال ما يقارب خمسة عقود منصرمة حوّل إيران إلى أسوة في مقارعة الإستكبار العالمي وقدوة للشعوب في مسيرة مقاومة التضليل الغربي.
إن بشارات النصر ستنتشر في الأيام القريبة القادمة بعد كل ما تحملته الأمة من إرهاب واغتيالات وغدر وخباثة من قبل الصهاينة أذيال الولايات المتحدة التي حصدت أرواح قادة كرام كل منهم كان أمة في المجتمع الإنساني، لكن استشهاد القادة من أمثال سليماني ونصر الله وهنية والسنوار وإراقة دمائهم سیسقي الشجرة الطيبة التي تثمر رجالاً أشد منهم قوة وعزماً، وستزيد أمتنا قوة وثباتاً في تسريع مسيرة النصر فإنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.
سياسة الكيل بمكيالين
أما عن سبب اتخاذ سياسة الكيل بمكيالين تجاه جرائم الكيان الصهيوني، يقول حجة الإسلام تسخيري: إن الكلام عن عدم الكيل بمكيالين هو كلام عن صفة إنسانية يتصف بها أصحاب الضمائر السلیمة والنفوس الطيبة، وأما مؤسسو الكيان الصهيوني وداعموه في البقاء والإستمرار لا يمتون إلى هذه الصفات الفاضلة بأية صلة، لأن بنيانهم الفكري ومسلكهم السياسي قائم علی المکر والخدیعة والظلم والعدوان والكيل بمكيالين، "يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ"، (البقرة/9)، إن السياسة التي ينتهجونها هي عين المكر والخداع، يشرعون قوانين لا لإقامة العدل بل لجلب المنافع حتى وإن كانت على حساب الآخرين، فتطبق قوانين العقوبات في خلق غيرهم ولا يرضونها لأنفسهم.
وأما الوقع السياسي الذي يعيشه العالم في ظل القوى العظمى نلاحظ فيه، إن الشعب الفلسطيني يعاني من مظالم واحباطات الكيل بمكيالين، وهو ما سمح للكيان الصهيوني بمواصلة إرتكاب الجرائم دون أي رادع لها مع إفلات كامل من العقاب.
وما تعرض له الشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى في ظل الهجمات الصهیونیة الغاشمة يعد من أكبر الجرائم الحربیة لكن دعاة الحرية والعدالة والديموقراطية لن يبذلوا أي مجهود لإيقافها ولا التنديد بها بل هم من يمول ويساند الكيان الغاصب في إستمرار جرائمه، هذا هو الوجه الآخر للغرب المتحضر.
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ.. إِنّ غَداً لنَاظِرِهِ قَرِيبُ.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.