الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وخمسة وعشرون - ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وخمسة وعشرون - ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

مخرج المسرحية للوفاق:

”عروس فلسطين” درس لكل المجتمعات الإنسانية والباحثين عن الحرّیة

المقاومة جمیلة وفي إطار الفن أجمل، وعندما تكون بنكهة فنية علی خشبة المسرح تجتذب الجمهور. العمل الفني هو ذات طابع لطيف وجميل یلمس الروح، أما المسرح یمتاز بالعلاقة المباشرة مع الجمهور، ولهذا یكون تأثيره أكثر، خاصة عندما نشهد عرض آثار مميزة تختص بالمقاومة والشعب الفلسطيني المظلوم، ومنها مسرحية ”عروس فلسطين” التي هي رواية وثائقية عن مظلومية نساء الإنتفاضة وتضحيتهن. المسرحية من إخراج المؤلف والمخرج والممثل الإيراني النشط في مجال العروض المسرحية السيد «مصطفی بوعذار» الذي تم تكريمه في عدة مهرجانات، منها مهرجان «صاحبدلان» الدولي، ففي الأجواء التي نشهد فيها ازدياد جرائم الكيان الصهيوني يوماً بعد يوم، أجرينا حواراً مع مخرج المسرحية، فيما يلي نصه:

موناسادات خواسته

مسرحية "عروس فلسطين"
بداية، طلبنا من السيد "مصطفی بوعذار" لكي يتحدث لنا عن سبب اختیار هذا الموضوع لمسرحیته، حیث قال: يجب على فنانينا، بناءً على رسالتهم، ألّا يكونوا غير مبالين بالأحداث التي تجري حولهم؛ ولذلك، ومن منطلق معرفتنا بالقضايا، وبما أننا كنّا نرید أن نلعب دوراً في تنوير وتوعية المجتمع للوصول إلى فهم صحيح من أوضاع المنطقة والأحداث التي تجري في الحرب ضد الصهيونية، قررنا التطرق إلى هذا الموضوع لإظهار جزء من مظلومية الشعب الفلسطيني.
مجموعة من الفنانين قاموا بعرض مسرحية "عروس فلسطين" بشكل عفوي، وتم إختیارها وعرضها في مهرجان فجر المسرحي بنسخته الثانية والأربعين، كما أننا في هذا العرض إستخدمنا ممثلين ذوي خبرة، وفنانين يجيدون اللغة العربية، فاستفدنا من هذه الفرصة وأجرینا الحوارات والقصائد العربية أثناء العرض.
ويتابع "بوعذار": كذلك استخدمنا في هذا العمل عناصر موسيقية فلسطينية أصيلة لإظهار جزء من ثقافة وعادات الشعب الفلسطيني في الحرب ضد الصهاينة، وهي المأساة المريرة التي تحدث في كل لحظة، وأعتقد كفنانين يجب أن نتكلم بلغة أعمالنا الفنية، جئنا لننتج هذا العمل، والحمد لله لاقى تجاوباً جيداً جداً، وحضر العرض بعض الفلسطينيين وطلّاب من دول الخليج الفارسي، الذين شاهدوا العرض وتفاعلوا مع العمل، وكان ذلك أمراً جيداً للفريق التنفيذي.
وبرأيي مثل هذه الأعمال التي تتناول قضايا فلسطين وغزة وجبهة المقاومة، يجب أن يتم عرضها وإنتاجها أكثر، وتساهم بشكل كبير في إنتاجنا السينمائي والمسرحي، ويجب أن يكون هناك تخطيط سليم لتنفيذ هذه المواضيع، ويكون لدينا إنتاج مشترك مع العالم الإسلامي.
إنتاج أعمال فنية للمقاومة
وفيما يتعلق بإنتاج أعمال أكثر بموضوع فلسطين والإنتفاضة، يعتقد "بوعذار" يجب أن لا تقتصر الأعمال فقط علی طباعة اللافتات وتركيبها، بل يجب أن نبیّن حجم الأعمال التي تم إنتاجها في إطار الفنون البصرية واللوحات والصور الفوتوغرافية والأفلام، من أجل إعلام الشباب لكي يكون لديهم فهم صحيح عن الإحتلال الصهيوني وهذا الجرح التاريخي القديم.
شباب اليوم قد لا يعرفون ما هي التيارات التي تقف وراء هذه الأحداث والإبادة الجماعية للأطفال وما الذي وراء هذه القضايا، والأفضل لو جاءت هذه الأحداث في إطار أعمال فنية.
الحمد لله شهدنا في مهرجان فجر المسرحي في نسخته الأخيرة أعمالاً عن غزة وفلسطين، وعلینا تبيين ما يجري في هذه الحرب غير المتكافئة، دعونا نرى كيف نشارك ونعمل وما دور الشباب الإيراني والإنسان المسلم في مواجهة هذه الأحداث.
علی فنانينا أن يتحرّكوا في هذا الاتجاه، ويمتلكوا المعرفة الصحيحة والنبل الكامل والإتقان الكافي لمثل هذه الأمور.. إقتراحي هو أننا في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي نقوم بتشكيل فريق عمل يمكنه إنتاج أعمال يتم توجيهها ودعمها ومراقبتها بطريقة ما، لكي تتماشى مع الإنتاجات المتعلقة بموضوع جبهة المقاومة الإسلامية والتي تشمل القضية الفلسطينية لكي نشهد إنتاج أعمال جديرة، ونتّجه إلی إنتاج أعمال مشتركة مع الدول الأخری، خاصة دول الخليج الفارسي، على سبيل المثال، لدينا إمكانات تسمى المسرح العربي في محافظة خوزستان، والتي تتمتع بمكانة وخلفية عالية جداً، فإذا تم دعمها، نشهد نتائج جيدة.
آملين أن صنّاع القرار والمخططين الثقافيين في جبهة الثورة الثقافية، یقومون بدعم مثل هذه الأعمال لكي لا تقتصر على الأداء في المهرجانات فقط أو لفترة قصيرة، بل يتم تنفيذ هذه الأعمال بالتناوب في طهران والمحافظات الأخرى، وينبغي إجراء إنسيابية ثقافية في مجال إنتاج أعمال عن المقاومة الفلسطينية.
المسرحية قصة وثائقية
أما حول قصة المسرحية، یقول مخرجها: موضوع المسرحية قصة وثائقية، وأهم ما يميز عملنا هو أنه على أساس حدث حقيقي في مارس 2002، وهي الحركة الإستشهادية لفتاة فلسطينية. إذا بحثتم عن إسم "آيات محمد الأخرس" تجدون أنها فتاة فلسطينية مناضلة دخلت مقر الصهاينة بفستان زفافها الفلسطيني وهي ترتدي الديناميت والمتفجرات، وتسببت في مقتل عدد من الصهاينة، وكان هذا دليل المؤلف لكتابة هذا النص.
وقمنا بذلك بناءً على كتابة المرحوم "عبدالرضا حياتي" وهو فنان معروف بفنه الثوري، فقمنا بعرض هذه المسرحية بحضور فنانين ملتزمين بعفوية ودون أي توقعات، وأنتجنا هذا العمل بناء على إعتقادنا.
هناك رؤية إنسانية لهذه المسرحية هي أن الفتاة الفلسطينية قبل أن تقوم بهذا العمل الإستشهادي، كان لديها نظرتها المختلفة للحياة، وهي في الحقيقة درس لكل الباحثين عن الحرية ولكل المجتمعات الإنسانية، يمكن تعلّمه من هذه الفتاة الفلسطينية.
واجهنا العديد من المشاكل، حتی بالنسبة لإنتاج العمل والتدريبات كنّا نواجه مشاكل، وبداية قمنا بالتدريب والممارسة في أحد مساجد أهواز، ثم ذهبنا إلى الحسينية وبعد ذلك لصالة عرض المسرحية، وفي وقت قصير خلال شهر واحد أنجزنا العمل.
وفيما يتعلق بالطقوس التقليدية في فلسطين، حاولنا استخدام هذه العناصر التقليدية من حيث تصميم الملابس والموسيقى من أجل مصداقية الجمهور.مصداقية قصة الشعب الفلسطيني، والتي تظهر إيمانه الراسخ بمحاربة الصهيونية وغيرها من القضايا، وقد بذلنا قصارى جهدنا لتحقيق هذا الهدف.
عرض المسرحية باللغة العربية
وفيما يتعلق بعرض المسرحية باللغة العربية في الدول العربية ودراسة الموضوع، قال "بوعذار": إذا سارت الظروف بشكل جيد وتم إعداد الظروف، يمكننا إجراء هذا العرض باللغة العربية.
والآن جرت مشاورات وتم اقتراح أن يشارك هذا العمل في مهرجان أو مهرجانين بالدول العربية، وسنقوم بهذا العرض هناك، ونفكر في الترتيبات، ولدينا فنانون قادرون جداً ومستعدون للقيام بذلك حتى مع النفقات الشخصية، والإنتاج والأداء على المستوى الدولي.
المرأة الفلسطينية
أما حول ما یجري اليوم للمرأة الفلسطينية والمرأة التي تدور القصة عنها وهل أعمال المقاومة تظهر الوجه الحقيقي للصهيونية، یعتقد مخرج المسرحية إنها مؤثرة بنسبة 100%، ويقول: مسرحيتنا، في الحقيقة، مع قصتها المأساوية، يظهر مقاومة الأمّهات الفلسطينيات، كيف يرسلن بناتهن وأطفالهن للشهادة، ويظهر أنهم مستعدون في كل لحظة للشهادة، وهناك نافذة أمل موجودة في قلوب أهل فلسطين وغزة التي هي نقطة تحول مشتركة بينهم جميعاً، وهي أمل التحرير باستشهاد الآيات القرآنية مثل "نصر من الله وفتح قريب" أو "إنّ مع العُسر يُسراً".
إن القصص والحوارات التي تجري في هذه المسرحية تظهر أن الشعب الفلسطيني هو الشعب المظلوم القوي الذي يتذكر شبابه وشهدائه بكل فخر، ولا يتردد في هذا النضال الذي التحرير حقه، وقريباً سيشرق الصباح بنوره وغداً لناظره قريب.
مسرحية "راحل نحو الخيام"
بعد ذلك، دار الحدیث عن المسرحيات الأخری التي قام بإخراجها بموضوع المقاومة مثل مسرحية "راحل نحو الخيام/ رهسبار خيمه ها)، حیث قال "بوعذار": كانت هذه المسرحية التي تم عرضها لأول مرة عن الشهداء المدافعین عن المراقد المقدسة، وتدور حول جبهة المقاومة الإسلامية، وموضوع عاشوراء والأربعين الحسيني.
هذا عمل موحّد تم أداؤه باللغتين الفارسية والعربية، وهو عمل هام تم تنفيذه في 10 محافظات إيرانية وثم في معبرَي "جذابة" و"شلمجة" الحدوديين، وأيضاً لأول مرة تم عرضه في صحن مرقد الإمام الرضا(ع)، وصحن مرقد الإمام علي(ع) في النجف الأشرف، وكذلك في بين الحرمين بكربلاء المقدسة ولاقت المسرحية إستحساناً كبيراً.
قمنا أيضاً بأداء هذه المسرحية في بلدان مختلفة، وشارك هذا العمل أيضاً في إطار المسرح الديني ومهرجان "صاحبدلان" الدولي، وكنا قادرين على تنفيذ هذه المهمة بشكل جيد؛ لكن المهم أنه إذا تشكلت فكرة من هذا النوع في أي مكان أو حدث نجاح في هذه الأمور، فهو نتيجة جهود فردية وجماعية للفنانين.
الحياة جميلة؛ لكن الشهادة أجمل
وعندما سألناه عن خطته للقيام بعمل مشترك مع الدول العربية في المستقبل، قال "بوعذار": إذا تم تقديم هذا العرض باللغة العربية، فبالطبع لدينا هذه الإمكانية، بما أن لدينا مجموعات إنشادية قوية ومحترفة للغاية تنتج أعمالاً باللغة العربية، يمكننا تقديم العروض باللغة العربية؛ لكن كل هذا يعتمد على دعم لتجهيز المعدات وتوفير الديكور والإضاءة والملابس وغيرها، هناك إمكانيات جيدة عند فناني خوزستان على إنتاج أعمال مشتركة جيدة.
وفي ختام كلامه، قال "بوعذار": قد تمكنا من إظهار جزء بسيط من مظلومية الشعب الفلسطيني، وأتمنى أن نكون ناجحين في تقديم عمل جيد للشعب الفلسطيني المظلوم.
لدينا طاقات جيدة في خوزستان وهي أول محافظة يمكنها التواصل مع العالم العربي وتمثيل إيران في العالم العربي، لقد بذلنا جهدنا في مسرحية "عروس فلسطين" واستطعنا أن نقوم بعرض عن الأطفال والناشئين الفلسطينيين، ووداعهم المرير مع آبائهم وأمهاتهم، ونعرض للجمهور مختلف مناحي الحياة والحب الذي لم يتحقق في خلفية الحرب التي تلقي بظلالها عليه. وكما قال الشهيد "آويني": "الحياة جميلة؛ لكن الشهادة أجمل".. في الحقيقة، لقد صوّرنا ذلك، وحاولنا تقديم عمل معقول قدر إستطاعتنا.

البحث
الأرشيف التاريخي