تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
ألمانيا تحذّر من نشوب حرب تجارية أوروبية-أميركية
وحذّر ليندنر، على هامش الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، صحفياً أمريكياً بشأن رد فعل ألمانيا في حال نشوب حرب تجارية مع الاتحاد الأوروبي. ونقلت صحيفة "بيلد" عن المسؤول الألماني قوله: "لا يوجد رابح في النزاعات التجارية، بل خاسرون فقط".
لم يلقَ هذا التصريح استحساناً من أحد المقربين من "دونالد ترامب". فقد هاجم ريتشارد غرينيل، السفير الأمريكي السابق في برلين، ليندنر عبر منصة "إكس"، واصفاً إياه بـ"الساذج" لاعتقاده أن رؤساء الشركات الألمانية يؤيدون مثل هذه التصريحات من وزير المالية الألماني. وأكد غرينيل أن قادة الأعمال الألمان يتواصلون بانتظام مع دونالد ترامب ليؤكدوا إعجابهم بسياساته ورغبتهم في العمل معه.
رد ليندنر على تصريحات غرينيل قائلاً إنه سيكون "مفاجأة كبيرة" إذا كان رؤساء الشركات الألمانية يؤيدون فعلاً فرض رسوم جمركية أمريكية على المنتجات الألمانية. وكتب ليندنر، موقّعاً بالأحرف الأولى من اسمه: "اذكر لي اسماً واحداً فقط، يا ريتشارد!" وأضاف: "ألا ينبغي علينا مواصلة التعاون عبر الأطلسي؟ نحن حلفاء!"
وفي مقابلة مع رويترز يوم الجمعة، صرح ليندنر بأنه يتابع الحملات الانتخابية بين دونالد ترامب وكامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأكد وجود خطر فرض تعريفات جمركية على البضائع عبر الأطلسي في الإدارة الأمريكية المقبلة.
وشدد وزير المالية الألماني على أنه "بغض النظر عمن سيدخل البيت الأبيض، سنضطر إلى بدء مرحلة جديدة من الدبلوماسية مع شركائنا الأمريكيين والتأكيد على حاجتنا لاتفاقية جديدة بين أمريكا والاتحاد الأوروبي بدلاً من فرض تعريفات جمركية جديدة".
وأعلن معهد الاقتصاد الألماني (IW) مؤخراً في تقرير له أنه في حال إعادة انتخاب "دونالد ترامب" رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر، قد تكلف فترته الرئاسية التي تمتد لأربع سنوات ألمانيا 180 مليار يورو (حوالي 194.2 مليار دولار) في حرب تجارية.
ووفقاً للتقرير، فإن وعد ترامب بزيادة التعريفات الجمركية لخفض العجز التجاري الأمريكي قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في التجارة العالمية.
وفي هذا السياق، أعد الاتحاد الأوروبي مسودة استراتيجية مضادة لمواجهة مثل هذا التهديد، بحيث إذا رفعت إدارة ترامب التعريفات الجمركية على الواردات إلى 10% للاتحاد الأوروبي و60% للصين، فسيرد الاتحاد الأوروبي بزيادات مماثلة.
وأظهرت نتائج دراسة حديثة أن ما يقرب من نصف الشركات الصناعية الألمانية تخشى من التداعيات السلبية على أنشطتها في حال فوز "دونالد ترامب"، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية. وكان ترامب، خلال رئاسته للولايات المتحدة بين عامي 2017 و2021، قد أشعل فتيل نزاع تجاري مع الصين وفرض مجموعة من التعريفات العقابية على منتجات الاتحاد الأوروبي. وقد أعلن خلال حملته الانتخابية أنه سيفرض تعريفات جمركية تتراوح بين 10% و20% على بضائع الدول التي "تستغلنا منذ سنوات".