فلسطين وحّدت صفوف الأُمة
رقية فاضل
جاءت سیدة شابة أفغانیة وهي من أعضاء موكب بنات المقاومة، إلی الصف ومعها كمیة من الزعفران. وقالت: لا أملك ذهبًا ولا أموالًا طائلة، لكن كانت لديّ هذه الكمیة من الزعفران، فأخذتُها لكي أتبرع بها لجبهة المقاومة.
ثم أردفت قائلة : خلال هذه الأيام، انتابني قلق كبیر علی نفسي وأولادي خشية أن لا نتمكن من الالتحاق بركب صاحب الزمان عجل الله تعالی فرجه الشريف. والان أشعر بقلیل من الارتیاح والسكینة؛ إذ تبرعت بهذا القدر من الزعفران، وإن مكّنني الله تبرّعت بكمیة أكثر.
كذلك قالت السيدة: لا تعرفون كم سررت الیوم عندما وقعت عیناي في البيت علی الزعفران؛ حینها خطر ببالي أن أهديه إلی المقاومة.
تقوم هذه السيدة وأسرتها في موسم الحصاد بحصد الزعفران، وقد تبرعت بحصیلة أسرتها وجهودهم علی مدی عام كامل.
تقول هذه السيدة : عندما ألفت انتباه الأقارب والصدیقات إلی فلسطین وعدم نسیانها، یقول البعض لي: حسبنا ما نواجهه من المشاكل والآلام. لكني أردّ علیهم قائلة : البدن واحد، إذا أوجعت الید شعر البدن كله بالوجع، وإذا أصیب الرأس بالصداع شعر البدن كله بالألم. ولا یمكن نسيان سائر الأعضاء أو تجاهلها. إذا واجهت أفغانستان عناء، شعرت الأمة الإسلامية بذلك، وكذلك الحال بالنسبة إلی فلسطین.
حقًّا، ما أشبه كلامها بقول النبيّ....
قبل عدة أيام، تبرّع أفغاني آخر بمبالغ مالية علی الرغم من كونه تحت وطأة الدیون الثقیلة، كما تبرعت فتاة أفغانیة أخری بقرطیها.
كم وحّدت فلسطین بین صفوف الأمة....