تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
الشهيدة معصومة كرباسي.. أول شهيدة على طريق القدس
ناشطة ثقافية ومقاومة
نشأت الشهيدة معصومة كرباسي في أسرة متدينة، وكانت أمًا مخلصة لخمسة أطفال. على مدى سنوات كانت تُشارك في الهيئات والمجالس الثقافية والدينية بنظرة شعبية على قضايا العالم الإسلامي وأصبحت أسطورة المقاومة وحققت هدفها الذي طالما حلمت به. حصل رضا على درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر في بيروت وجاء إلى طهران لمواصلة دراسته وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أمير كبير. لقد كان الشهيد أحد نخب الأمن السيبراني في حزب الله وحتى اللحظة الأخيرة ناضل مع حزب الله وبرفقة زوجته ضد الكيان الصهيوني الغاصب.
كانت تتمنى الشهادة
وقالت نرجس عباس آبادي، صديقة الشهيدة كرباسي عنها:" في عام 2006، عندما بدأت حرب تموز في لبنان، كانت معصومة قد جاءت لتوها إلى لبنان، وكانت أمنيتها أن تستشهد، وأصرت الشهيدة على البقاء في لبنان رغم إصرار عائلتها وأصدقائها على ضرورة توجهها إلى إيران، وقالت: "سأبقى هنا، وسأقاوم إلى جانب شعب لبنان، وإذا كان نصيبي الشهادة فساستشهد، لقد وفت بوعدها، وبقيت في لبنان حتى آخر يوم في تلك الحرب، وبالإضافة إلى تضحيتها بنفسها وزوجها، لم تكن مبالية بالتضحية بأطفالها الخمسة أيضًا في هذا الطريق المقدس، وكانت تقول دائمًا: "أطفالي مخلصون للسيد القائد".
صامدة مع الشعب اللبناني
وأضافت: كنت أرى معصومة في قراءة دعاء كميل كل ليلة جمعة، وآخر مرة رأيتها كانت قبل استشهاد ابراهيم عقيل، يومها لم تكن معصومة في مزاجها المعتاد، وكانت قلقة على الشعب اللبناني، وقالت: "الآن يجب على شعب لبنان أن يترك منزله مرة أخرى ويتشرد، تلك البيوت التي اجتهدوا من أجلها لمدة 18 عاماً، لكني أعلم أنهم أقوياء لدرجة أنه مهما حدث سيضحون بكل شيء فداء للسيد الشهيد حسن نصر الله".
سوياً حتى الشهادة
يوم السبت 19 أكتوبر /تشرين أول، قامت طائرة مسيرة صهيونية بملاحقة سيارة في مدينة جونية اللبنانية، كان ركابها هما الشهيدة وزوجها. وكانت السيارة تتحرك عندما أطلقت الطائرة الصهيونية بدون طيار صاروخاً باتجاهها، إلا أنه أصاب زاوية السيارة ولم يصب ركابها بأذى، ركن الشهيد رضا السيارة على جانب الطريق السريع، ثم نزل وأخذ بيد زوجته ليتجها سوياً إلى مكان بعيد عن المدنيين، فما كان من المسيرة الصهيونية إلا أن أطلقت صاروخاً نحوهما مما أدى إلى استشهادهما.