تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
نظرة على فلسطين في السينما الإيرانية
لطالما كانت القضية الفلسطينية محور اهتمام السينمائيين الإيرانيين، حيث أبدعوا في إنتاج العديد من الأعمال التي تسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، وقد تركت بعض هذه الأعمال بصمة واضحة في الذاكرة البصرية لعشّاق السينما. في ظل الأوضاع الراهنة، أصبحت فلسطين، تلك الأرض المضطهدة، الشغل الشاغل لكثير من الناس حول العالم، الذين يرون كيف واجه بعض أبناء العالم الإسلامي الاستعمار الصهيوني الغاشم، ضحّوا بأرواحهم من أجل قضيتهم العادلة. لقد أثارت التقارير المرئية القادمة من ساحات المعارك حماسة الشعوب المحبة للحرية في كل مكان، كما كان الحال في السابق. وقد تم توثيق بعض من هذه النضالات في أعمال سينمائية، عرضت في مهرجانات دولية وحققت نجاحاً ملحوظاً. وفيما يلي سنستعرض أبرز الأفلام التي تناولت قضية فلسطين وجبهة المقاومة:
في عام 1967، أصبح مسعود كيميايي أول مخرج بعد الثورة الإسلامية في إيران يتناول القضية الفلسطينية بشكل مباشر من خلال فيلمه "رصاص".
تدور أحداث الفيلم حول شخصية دانيال، الذي يؤدي دوره أمين تارخ، ومؤنس التي تجسدها فريماه فرجامي، اللذين يسعيان للوصول إلى أرض الميعاد؛ لكنهما يواجهان مقاومة من منظمة تُعرف بالـ"هاغاناه"، التي كانت تقوم بتعبئة اليهود. تتصاعد الأحداث بعد مقتل عم دانيال، يعقوب، على يد أعضاء "هاغاناه"، مما يدفع دانيال ومؤنس إلى الهرب بعد أن تعرفا على القاتل. وفي خضم هذه الأحداث، يُلقى القبض على رجل دين يدعى ميرزا حسن، الذي قدم المساعدة للضحية، ويُتهم زوراً بأنه قاتل ويُسجن.
يقرر نوري، شقيق ميرزا حسن الصحفي، أن يأخذ الزوجين اليهوديين إلى المحكمة للإدلاء بشهادتهما حول ما حدث. ومع تصميمهما على عبور الحدود، يتعرض دانيال ومؤنس لمضايقات من قبل نوري وأعضاء الـ"هاغاناه".
تنجح مؤنس في الهرب، بينما يُحضر نوري دانيال إلى جلسة المحكمة في الوقت المناسب؛ لكن الأمور تأخذ منحى مأساويا عندما يطلق أحد القتلة الذين كانوا يلاحقونهم النار على دانيال، ليضحي نوري ويلقي بنفسه أمام الطلقات.
"النار الخفية"
يُعتبر فيلم "النار الخفية"، الذي أخرجه حبيب كفاش، من الأعمال السينمائية الرائدة التي تتناول بشكل مباشر القضية الفلسطينية.
تدور أحداث الفيلم حول يعقوب، يهودي لبناني، الذي يُقتل في حفل عائلي على يد مجموعة ترتدي زي مقاتلين فلسطينيين. تنجو ابنته سارة وعمتها من هذا الهجوم المروع ويدرك المقاتلون الفلسطينيون أن هدف الصهاينة من وراء هذه الجريمة هو إثارة الرأي العام ضدهم، مما يدفعهم إلى فضح الأسباب الحقيقية وراء الحادثة.
بعد عملية إرهابية فاشلة تستهدف "أبو خليل" ونجله "أبو علي"، تكتشف سارة أن خطيبها الصهيوني هو العقل المدبر وراء مؤامرة قتل والدها. في أعقاب هذه الأحداث، يقوم مقاتلان فلسطينيان بشن هجوم انتحاري يدمر مقر قيادة القوات الصهيونية.
"المتبقي"
أخرج سيف الله داد فيلم "المتبقي" عام 1994، ليكون من أوائل الأفلام العالمية التي تتناول القضية الفلسطينية. تدور قصة الفيلم حول زوجين شابين يعيشان في القدس مع ابنهما الرضيع، فرحان. عندما يهاجم الصهاينة المدينة، يُقتل والدا فرحان، وتحتل عائلة يهودية مهاجرة من بولندا منزلهم وبسبب عقم الزوجين اليهوديين، يقومان بتربية فرحان كطفلهم.
تبدأ جدة فرحان، التي تتسلل إلى المنزل المحتل، مغامرة شجاعة لحماية حفيدها واستعادته. وتتحول الجدة إلى مناضلة سياسية عندما تنضم إلى جماعة ثورية، وتخوض عملية خطيرة لتفجير القطار الذي ينقل الغزاة الصهاينة، مستعيدةً حفيدها من براثن المغتصبين.
"لعبة رمي الأحجار السبعة"
في عام 1976، قام عبدالرضا نواب صفوي بتصوير "لعبة رمي الأحجار السبعة"، التي تحكي قصة ديفيد، ابن الحاخام إلياس مشويه شمعون. وبعد سنوات من العيش في هولندا وإنهاء دراسته، يعود ديفيد إلى فلسطين لزيارة شخص يُدعى الشيخ كريم. يخطط الحاخام لإبقاء ابنه في الخليل، آملاً في مستقبله ضمن الحكومة الصهيونية؛ لكن عملاء الموساد، الذين علموا بنوايا ديفيد، يلاحقونه.
"حكم اللعبة"
بعد إنتاج فيلم "لعبة رمي الأحجار السبعة"، قام نواب صفوي مباشرة بإخراج فيلم "حكم اللعبة". وتدور أحداث هذا الفيلم حول اختطاف الرحلة رقم 474، التي كانت متجهة من فيينا إلى تل أبيب، على يد القوات الفلسطينية المسلحة ويتم احتجاز 350 راكبًا كرهائن في هذه العملية.
في إطار سعيها لتحقيق أهداف دعائية، تُفضل الحكومة الصهيونية أن يلقى المسافرون حتفهم بطرق معينة، فتضع خطة مُحكمة لتنفيذ ذلك، إلا أن المقاتلين الفلسطينيين يسعون جاهدين لإنقاذ حياة هؤلاء المسافرين وإحباط المخطط الصهيوني.
"كناري"
"كناري" من إخراج جواد أردكاني، هو فيلم بارز آخر يتناول القضية الفلسطينية. تدور أحداث الفيلم حول صبي فلسطيني يعاني من التأتأة، يمنحه كاهن مسيحي كناريًا صغيرًا. بناءً على طلب والده، يُطلب من سيمون أن يُهيِّئ بيئة هادئة ومناسبة ليتمكن الكناري
من الغناء.
تتجلى محاولات هذا الطفل لإيجاد السلام في مواجهة تحديات متعددة، إلا أن الفيلم لم يُعرض سوى في عدد محدود من المهرجانات وعلى شاشات التلفزيون.
"هيام"
"هيام" من إخراج محمد درمنش، يروي قصة طالب هندسة بريطاني يسافر من إنجلترا إلى جنين في فلسطين المحتلة ليتزوج من فتاة تُدعى هيام. يُقام حفل زفافهما، ولكن عندما يستعد الزوجان لمغادرة فلسطين، يتعرضان لهجوم من القوات الصهيونية، حيث يتم القبض على زوج هيام. وفي نهاية الفيلم، تتمكن هيام وزوجها من التحرر من قبضة الصهاينة.
"عيون زهراء الزرقاء"
"عيون زهراء الزرقاء" مسلسل تم تحويله إلى فيلم سينمائي من إخراج علي درخشي. تدور أحداث الفيلم حول فريق طبي صهيوني يبحث في المخيمات الفلسطينية عن طفل لزراعة عينيه مكان عينيّ طفل إسرائيلي ابن لمسؤول رفيع المستوى.
يتناول الفيلم قصة ثيودور، الطفل المعاق الذي استعاد بصره بعد سرقة عيون طفلة فلسطينية. أثار عرض "عيون زهراء الزرقاء" في أوائل الثمانينات ردود فعل متباينة، حيث تم قطع بث النسخة التسلسلية لهذا العمل على قناة سحر العالمية في فرنسا.
"طريق الخلاص"
يُعد فيلم "طريق الخلاص" أول عمل روائي طويل للمخرجة راما قويدل. تدور أحداثه حول "مها"، المعلمة الحنونة التي تُكرِّس حياتها لرعاية الأطفال في دار أيتام الجنة في غزة. تتشكل بين مها وأطفال الدار روابط عاطفية عميقة، تخلق لحظات مليئة بالفرح والسعادة؛ لكن تتعرض مها لحادث مأساوي يفقدها ذاكرتها، مما يُدخل حياتها في دوامة من التحديات.
عملت راما قويدل على تحقيق تطابق دقيق بين تفاصيل الموقع والإحداثيات المحلية التي تجري فيها أحداث الفيلم، مستعينة بنصائح المخرج الفلسطيني الشاب عبدالله عبدالرحيم الذي يعيش في غزة.
"الأجانب"
فيلم "الأجانب" للمخرج عباس رافعي يُعتبر أحد الأعمال السينمائية الإيرانية التي تتناول القضية الفلسطينية. جميع ممثلي الفيلم، باستثناء الكاتب والمخرج، هم من العرب.
تسرد القصة حكاية شاب يُدعى حسام، يقع في حب فتاة تُدعى ليلى. يخطط الإثنان للزواج؛ لكن الهجوم الصهيوني وتهجير سكّان المدينة يفرقان بينهما. بعد سنوات طويلة، يجتمع العاشقان من جديد في شيخوختهما، حيث تعود الذكريات لتوقظ شغفهما القديم.
"جرح الزيتون"
"جرح الزيتون" أول فيلم من إنتاج محمد رضا آهنج، وقد صدر عام 2003. يروي الفيلم قصة امرأة متزوجة من مناضل ضد الاحتلال الصهیوني. على الرغم من معارضتها لذهاب زوجها إلى المعارك، تُجبرها الظروف على الانخراط في النضال، فتتخذ قرارًا غير متوقع يغير مسار حياتها وعلاقاتها مع الآخرين، مما يجعلها تواجه تحديات جديدة.
"صياد السبت"
يتناول فيلم "صياد السبت" للمخرج برويز شيخ طادي الأيديولوجية الصهيونية في تربية الأبناء. تدور القصة حول طفل يتيم يُفصل عن والدته بناءً على رغبة جده، أحد زعماء الصهيونية، ويخضع لتربية صهيونية صارمة. وبعد شهر من عمليات غسل الدماغ، يتحول الطفل إلى كائن عنيف وخطير، حتى يصل الأمر إلى أن يقتل جده في نهاية الفيلم.
وقد أشار شيخ طادي إلى أنه تمكن من استكشاف الطبقات الخفية للتطرف اليهودي من خلال دراسة النصوص وأفكار الصهاينة والتواصل مع يهود محايدين.
"فيلادلفيا"
فيلم "فيلادلفيا" من إخراج إسماعيل رحيم زاده وسيد مجتبى أسدي بور عام 2009. يتناول مجموعة من الأشخاص الذين يقررون القيام بأنشطة إنسانية تهدف إلى توصيل الغذاء والمعدات الطبية إلى سكان غزة المحاصرين. ولتحقيق هذا الهدف النبيل، يقومون بحفر نفق تحت الأرض، متحدّين كل الصعوبات من أجل تقديم يد العون لمن هم في حاجة.