منتج ومخرج سينمائي عراقي للوفاق:
السينما تنقل رسالة المقاومة كلما زاد الظلم والإستبداد
أقيم مهرجان طهران الدولي الحادي والأربعون للفيلم القصير في مجمع «سينما برديس ملت» في الفترة من 18 - 23 أكتوبر 2024م. وقد استضاف مجاميع من الفنانين والطلاب ومن عموم الجماهير؛ بالإضافة إلى جمع من العاملين في السينما والأفلام القصيرة. وشملت الدورة الحادية والأربعون للمهرجان قسمين رئيسيين لمسابقة السينما الوطنية والدولية. كما كان هناك العديد من الأقسام الجانبية مثل «الكتب والسينما»، «المواهب الجديدة»، «مهرجان طهران الأول للصور»، «قسم خاص عن فلسطين» و... ويمارس مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة نشاطاته عبر جمعية سينما الشباب الإيرانية. وتعتبر هذه الجمعية واحدة من أكبر وأشمل مدارس السينما في العالم، كما تعد واحدة من أكبر منتجي الأفلام القصيرة في إيران والعالم، وقد أنتجت الكثير من الأفلام القصيرة وفازت بمئات الجوائز في المهرجانات السينمائية الدولية المرموقة، وقد أقيم هذا المهرجان مع التركيز على تطوير صناعة الأفلام. وبهذا الصدد، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع المنتج والمخرج السينمائي العراقي «مصطفى الشوكي» فيما يلي نصه:
الوفاق / خاص
سهامه مجلسي
أحد المهرجانات المهمة في العالم
في البداية بدأ المخرج مصطفى الشوكي بتعريف أهمية المهرجان وقال: يعتبر مهرجان طهران للافلام القصيرة أحد المهرجانات المهمة في العالم المختصة بهذا الجانب وانا احرص على متابعته منذ سنوات كثيرة واُلاحظ التطور الكبير بين نسخة واخرى، هذه النسخة تقدم لها اكثر من 1500 فيلم من 150 دولة، وهذا عدد كبير جداً يدل على أهمية هذا المهرجان.. بالاضافة الى التنوع الكبير الذي شهدته فروع المسابقة والمنافسة، وكانت بعضها منفردة في الشرق الاوسط خصوصاً مثل مسابقة افلام الذكاء الاصطناعي، كذلك مسابقة افلام الواقع الافتراضي، ومسابقة غصن الزيتون التي تهتم بالأفلام الفلسطينية، بالأضافة الى باقي اقسام المسابقة مثل، الوثائقي القصير الدولي، الوثائقي القصير الإيراني، الروائي القصير الإيراني، والوثائقي القصير الدولي، كذلك مسابقة الافلام التجريبية، ومسابقة افلام مواهب واعدة، كذلك السينما القصيرة العالمية.
وبحضور جماهيري كبير ملفت للنظر، وهذا الحضور ايضاً احد أهم ميزات هذا المهرجان منذ زمن بعيد والى الآن بل وبزخم اكبر.. فالجمهور في السينما يعني النجاح.. السينما خلقت من أجل الجمهور، عادة ما يشكل على الكثير من المهرجانات انها صُنعت للنخبة من الجمهور الخاص، لكن ان يمزج مهرجان بين النخبة والحضور الجماهيري الكبير وبشكل يومي وفي كل الأوقات ، هذا شيء مميز جداً...
كل هذا النجاح جعل من هذا المهرجان في مصاف المهرجانات الكبرى الخاصة بالأفلام القصيرة كذلك معترف به من قبل مسابقة الأوسكار العالمية.
الرسالة التي يبعثها هذا المهرجان للجمهور
وعن اهمية ورسالة المهرجان، قال الشوكي: الفن بكافة اقسامه يتضمن رسائل يريد الفنان ايصالها الى العالم او الى جهات محددة، هذا المهرجان يمتلك رسائل مهمة كبيرة تخص الشباب خصوصاً وان من ينظمه جمعية سينما الشباب الإيرانية، هذه المنظمة الأكثر انتاجاً للافلام القصيرة في العالم والتي تمتلك فروعاً في كافة محافظات ومدن ايران.. اعتقد ان رسالتهم واضحة جداً كونها تخص الشباب، فالشباب عماد كل بلد يريد النهوض ويريد ان يصنع مستقبلاً مميزاً.
من جانب آخر كانت ثيمة هذا المهرجان القضية الفلسطينية واحدى اقسام المسابقة فيه، وكانت إلتفاته مهمة جداً خصوصاً في هذه الفترة الحرجة التي يعاني فيها اهلنا في فلسطين منذ أكثر من عام اشد انواع البطش والإجرام من قبل الكيان الغاصب، وكذلك اهلنا في لبنان، وهذه المرحلة المفصلية من تاريخ مقاومة الغاصبين، كان للسينما والصورة صوتها في ايصال الرسالة.
نشر ثقافة المقاومة عن طريق الفن
واما عن ثقافة المقاومة فاوضح الشوكي بان السينما لم تعد مجرد وسيلة فنية أو ترفيهية، ومع مرور الوقت وبفضل التواصل الكبير والمستمر مع المجتمع، ازدادت استخداماتها وآلياتها، هذه السمات غير القابلة للفصل حولت السينما إلى وسيلة إعلامية قوية لها تأثير ملحوظ في عمليات التواصل الأجتماعي ولهذا، فإن الصور السمعية والبصرية في الأفلام تُعدّ بمثابة لغة لنقل الرسائل من المرسل إلى المتلقي، وتتميز بآلية خاصة وفريدة مقارنةً بلغات التواصل الأخرى من خلال تناولها للقصص المجتمعية وحياة الناس اليومية، تُمكن السينما الجماهير من تجربة حقائق العالم الاجتماعي داخل قاعة السينما.
في الواقع يتصل المشاهد بالمجتمع مرة أخرى عبر السينما وبالتالي يتم إنتاج الثقافة والقيم والمعايير الاجتماعية في التفاعل المتبادل بين المؤلف والفيلم والجمهور هنا تكمن أهمية الدراسة السوسيولوجية للسينما وما تعرضه من معانٍ لفهم القيم الاجتماعية للمجتمع، وبالتالي يمكن القول إن السينما هي نسخة مصغرة من المجتمع داخل إطار الصورة، ومن خلال هذا المنطلق يمكن إيصال رسالة المقاومة التي تتنوع وتختلف معطياتها وضروراتها وأهميتها وتشتد كل ما ازداد الظلم والاستبداد.
فسينما المقاومة هي أحد الأنواع الثقافية المهمة والاستراتيجية لأي دولة وتتناسب مع متطلبات وظروف كل دولة لتتضمن إنتاجات سنوية.
هذا الإنتاج من خلال توسيعه الهادف يركز على تحقيق أهداف البلدان في الأبعاد الدولية، وله دور كبير في توجيه آراء شعوب الدول الأخرى حول موضوع معين تُتبَع هذه السياسة من قِبل الحكومات بأشكال مختلفة أحيانًا في شكل فيلم سياسي وأحياناً أخرى في قالب فيلم سيرة ذاتية ويمكن أن تُطرح كدراما اجتماعية أو حتى تصل إلى آذان وأعين ملايين الأشخاص حول العالم على شكل فيلم.
في هذا النوع من التواصل المهم هو إيصال المحتوى والرسالة المطلوبة بينما تُعد الأفلام والمسلسلات مجرد أدوات لنقل هذه المفاهيم.
رحم الله شهداءنا الابرار والنصر ان شاء الله لأهلنا في فلسطين ولبنان ولكل من يقف بوجه الظلم والإستكبار.