الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وستة عشر - ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وستة عشر - ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

على بُعد أسابيع من المعركة الرئاسية

المصلحة الأميركية.. بين ضبط الحرب وتوسيعها

الوفاق /  خاص

أحمد فخر الدين

مع تسارع المؤشرات نحو حرب مفتوحة، بعد انتقال القيادة العسكرية الصهيونية للزج بأربع فرق لها في شمال فلسطين المحتلة وبدء المواجهات مع قوات المقاومة وما رافق ذلك من غارات وحشية طالت مجمل الأراضي اللبنانية.. وبعد استعادة المقاومة زمام المبادرة سواء على مساحة الحدود البرية مع الكيان والمواجهات البطولية وإيقاع الخسائر الفادحة في جنود العدو وآلياته.. أو على مستوى إدخال منظومات جديدة من الصواريخ والمسيّرات التي بدأت تطال عمق الكيان وآخرها مسيرة «العشاء الأخير» التي استهدفت وحدة ايغوز في مقر لواء غولاني جنوبي حيفا وسقوط العشرات من الجنود بين قتيل وجريح، وكذلك المسيرات التي دكّت عقر دار العدو في تل أبيب..
في ظل هذه الأجواء، يدور النقاش على حقيقة الموقف الأمريكي ليس من ناحية الدعم المطلق للكيان بكافة أنواع الأسلحة، وحشد الطاقات الاستخباراتية وعسكرة البحار والأجواء، والضغط في المحافل الدولية لتسهيل وتمرير مخطط العدو في محاولة النيل من حزب الله بعد إستهداف قياداته.. وإنما النقاش والتكهنات حول المدى الزمني والحيوي الذي قد يشكل خطاً أحمر يرسمه الأميركي أمام الهجوم الصهيوني العدواني على الأراضي اللبنانية..
فهل يرى الأمريكي الوقت متاحا فعلاً لتنفيذ مخططه القديم المتجدد لشرق أوسط جديد؟ تكون له فيه اليد الطولى ويتوج فيه نتنياهو نفسه أحد ملوك إسرائيل الكبرى على «مملكة الحلم»؟ وهذا ما يدفع للزج بالمنطقة في أتون حرب كبرى، حيث أن واقع القوى التي تشكل محور المقاومة، وعلى رأسها إيران ومن خلفها روسيا والصين، لا تسمح بذلك. خصوصاً وأن هاتين الدولتين المتضررتين حتماً من احتمال قوي ليس بتقليص نفوذهما، وإنما المسّ بمصالحهما الاقتصادية والإستراتيجية، وتجربة الروس مع أوكرانيا ماتزال حاضرة للعيان.
إذن، هل تكتفي أميركا بدعم الكيان الصهيوني في حرب لا أفق لها، لتطويع حزب الله حسب زعمها ورسم سيناريو لنهاية حرب تنتهي بإعلان نصر ولو باهت بعدما عجزت عن تحقيق مجمل أهداف هذه الحرب توصلاً إلى إستصدار قرارات دولية تحفظ فيه بعض ماء الوجه.
حتى الآن يبدو أن إندفاعة نتنياهو الجنونية في حربه الوحشية لا حدود لها كما أنه لا أفق لها، في ظل استعادة توازن ميزان القوى، بل وحتى تغليب قوة الردع التي أثبتت المقاومة صلابة منقطعة النظير فيها على خط التماس في الحدود الجنوبية مذيقة قوات العدو بأسها، وبالتالي فارضة عليه إعادة النظر والعد للعشرة قبل التفكير مجدداً بإجتياح بري بدا مستحيلاً حتى لو جعل الجنوب أرضاً محروقة..
يبدو الأميركي في لحظات من فقدان الوزن وهو في الوقت المستقطع على مرمى أسابيع من حسم معركة الانتخابات الرئاسية... يرى أفضل الحلول في المناورة واللعب بالوقت الضائع، فلا يتردد أن يوحي للفرنسي بقيادة مبادرة التفاوض حول حل سياسي يسمح لنتنياهو بالنزول عن الشجرة وإن كان مصاباً برضوض الحرب.. وبالتالي فإن الأميركي هذا يقي نفسه من حرب مفتوحة لا يعلم أفقها إلّا الله، في الوقت الذي يستمر في دعمه اللوجستي المادي والمعنوي للعدو.

البحث
الأرشيف التاريخي