الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وأحد عشر - ١٤ أكتوبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وأحد عشر - ١٤ أكتوبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

أمين عام الجائزة للوفاق:

جائزة الشهيد الصدر العالمية حلقة وصل بين مفكري العالم الإسلامي والمجتمع العلمي

تقوم الدعوة إلى إسلامية المعرفة على عملية الاسترجاع النقدي للتراث والمعرفة الإنسانية بمنهج معرفي إسلامي، وتفكيك المعرفة القائمة وإعادة تركيبها بناء على فهم واستيعاب للعلوم الاجتماعية والطبيعية. فنرى سماحة آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر(رض) في معالجته لإسلامية المعرفة لم يكن يتعامل مع الإسلام كموضوع للبحث والدراسة، بل كان ينطلق منه كذات عقائدية ومعرفية صالحة لقيادة البشرية كما يقول في كتابه «فلسفتنا»، ويقول في كتاب «اقتصادنا» إن «الأمة بحكم حساسيتها الناتجة عن عصر الاستعمار لا يمكن بناء نهضتها الحديثة إلاّ على أساس قاعدة أصيلة، ولا ترتبط في ذهن الأمة ببلاد المستعمرين أنفسهم، فإن شعور الأمة بأن الإسلام هو تعبيرها الذاتي وعنوان شخصيتها التاريخية ومفتاح أمجادها السابقة، يعتبر عاملاً ضخماً جداً لإنجاح المعركة ضد التخلف وفي سبيل التنمية، إذا استمد لها المنهج من الإسلام واتخذ من النظام الإسلامي إطاراً للانطلاق». وفي إيران لم يكن مصطلح «العلوم الإنسانية» شائعًا لغاية سنة 1958م، وكان يُستخدم مصطلح «الأدبيات» بدلًا من ذلك وكان يُنظر الى الاختصاصات المعروفة ضمن العلوم الإنسانية نظير علم الاجتماع، علم النفس، التربية والتعليم، الفلسفة، اللغة والآداب وغير ذلك على أنّها اختصاصاتٍ أدبية. وقد استمرت هذه التطورات والتحولات حتى بروز الثورة الإسلامية التي شكّلت نقطة عطفٍ في هذا المسار، إذ أنّها ثورةٌ تأسست وتكوّنت على أساس الاستفادة القصوى من المباني الإسلامية. وهكذا كانت هذه الثورة أول إجراء عملي موفق منبثق عن المباني الإسلامية في مقابل النظام السياسي الناشىء عن مباني الحضارة الغربية. وفي هذا السياق وللتعرف على واقع العلوم الإنسانية الإسلامية في عالمنا الإسلامي ومدى تطورها وتعرف الجامعات الغربية عليها حاورت صحيفة الوفاق أمين عام جائزة الشهيد الصدر (رض) حجة الاسلام الشيخ الدكتور يحيى جهانغيري ليحدثنا عنها وعن أهدافها التي تتمحور بأغلبها بإخراج علومنا الإسلامية الإنسانية من دائرة المحلية إلى العالمية عبر دعم المفكرين أصحاب النظريات الجديدة في العالم الإسلامي وإنشاء رابطة بينهم وبين المجتمع العلمي في الغرب من جامعات ومراكز علمية، وفيما يلي نص الحوار:

الوفاق /  خاص

عبير شمص - إبراهيم عقربة

نظريات لحل المشاكل العالمية
 جائزة الشهيد الصدر (رض) العالمية تُمنح سنوياً للمفكرين والمنظرين في مجال العلوم الإنسانية الإسلامية الذين ساهموا في حل المسائل العالمية، يقول الدكتور جهانغيري ويتابع بالتعريف بالجائزة التي تتمتع بعدة مزايا، فهي لا تُقدم الجوائز للكتب والمقالات، بل تُمنح للنظريات وللأشخاص الذين لديهم نظريات وخاصةً في مجال العلوم الإسلامية، على أن تكون لهذه النظرية صلات عالمية وأن تكون قادرة على حل بعض المشاكل والمسائل العالمية، فمثلاً لدينا مشكلة الإعاقة أو الفقر أو مسألة العنف أو حتى الظلم الذي يطلقون عليه زوراً إسم حقوق الانسان والذي نشهده في غزة ولبنان ولم نرَ أحداً يحرك ساكناً بهذا الشأن، فما هو الحل الذي يملكه مفكرونا لحل هذه المسائل؟ هذا مانبحث عنه من خلال جائزة الشهيد الصدر(رض)، ولهذا اشترطنا في مواصفات المشاركات فيها أن تكون النظريات الإنسانية والإسلامية عالمية وتستطيع الخروج خارج الحدود وتساهم في زيادة القدرات العلمية للبلاد" .
ويلفت الدكتور جهانغيري بأنه: "وفق القوانین والمقررات فإن رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية هي المنصة المسؤولة عن نشر الإنتاجات الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويجب أن تؤدي هذه المنصة دورها على أكمل وجه، وقد أوكلنا إليهم مهمة تصدير العلوم الإسلامية والانسانية للعالم وهنا يأتي دور جائزة الشهيد الصدر العالمية".
 ويضيف الدكتور جهانغيري بأنه استوحى إسم هذه الجائزة من اسم الشهيد الصدر(رض) لعدة أسباب، أولها أملاً في أن نكون قادرين على التنظير وخلق النظريات مثل الشهيد الصدر(رض)؛ إذ كان يعاني الفقر المدقع ولكنه تمكن من إنشاء نظريات خرجت للعالم وهو العالم الشيعي الوحيد الذي لديه أكثر المراجع في "سكوبوس" و "آي إس آي"، وكان بنك التطوير الإسلامي يقدم المنح كل عام للأشخاص الذين يرغبون في دراسة نظرياته، وكذلك تتطرق نظريات الشهيد الصدر(رض) لمسائل وقضايا عالمية كبرى  يعاني منها العالم ويفتش لها عن حلول، كما أن الشهيد الصدر(رض) كان من أبرز الملمين بالماركسية عندما ظهرت إذ قال روجيه غارودي وهو أحد الماركسيين المعروفين أن أكثر من فهم الماركسية في الدنيا هو السيد محمد باقر الصدر".
ويتابع الدكتور جهانغيري حديثه بالقول:" تمنح جائزة الشهيد الصدر(رض) للمفكرين الذين يفهمون القضايا العالمية أولاً ومن ثم يطرحون النظريات؛ فمثلاً لا يمكن لأحدهم أن ينشئ نظرية عن الكفر وهو لايعرف مفهومه ومعناه ، وعندما لا نعلم ماهو الكفر أو ما هو الإلحاد في العالم الغربي فإننا لن نتمكن من حل هذه القضايا مهما تكلمنا عنها ونظّرنا، فيجب أولاً أن نعي ماهي المشكلة والعلة ومن ثم يمكننا وصف العلاج والحل لها. في هذه المسألة نجد توجه الشهيد الصدر(رض) الإنساني والعالمي فمثلاً عندما أرادت الكويت إنشاء المصرف الإسلامي بادر الشهيد الصدر(رض) لمساعدتهم ولم يقل أبداً أن هؤلاء من الطائفة السنية، فعلى جميع المنظرين أن يقتدوا بالشهيد الصدر(رض)، وكما كان يقول وزير الأوقاف التونسي: كانت الكتب تكتب في مصر، تطبع في لبنان، وتقرأ في النجف، والشخص الوحيد الذي غير هذه المقولة كان الشهيد محمد باقر الصدر(رض) حيث قال: كانت الكتب تكتب في النجف وتقرأ في عالم السنّة".
تصدير العلوم الإنسانية للعالم
يأمل الدكتور جهانغيري من هذه الجائزة  أن نتمكن يوماً ما من تصدير العلوم الإنسانية الخاصة بنا؛ فالهدف والدور الأكبر لهذه الجائزة هو تبيين دور ومساهمة العلوم الإسلامية في إنتاج العلوم الأخرى. ويشدد على وجوب أن: "يتطرق علماؤنا ومفكرونا إلى القضايا العالمية، وإننا لانعتبر أن جائزة الشهيد الصدر(رض) عبارة عن فعالية أو حدث؛ إنما نعتبرها عملية في التاريخ العلمي الإيراني كما نعتقد أنه إذا ما أدت جائزة الشهيد الصدر(رض) دورها بالشكل الأكمل فإنها ستساهم في تغيير منهج العلوم الإنسانية في إيران، فعبر تقديم الجوائز والمنح المالية للفائزين بجائزة الشهيد الصدر(رض)وكذلك المنح الدراسية للدراسة في الجامعات الأجنبية فإننا نسهم بذلك في تصدير العلوم الإنسانية والإسلامية
الإيرانية للخارج.
ويلفت الدكتور جهانغيري إلى:
"نلاحظ أن الغربيين أنفسهم يعملون ويجرون الأبحاث حول العلوم الإسلامية وأصول الفقه ويستثمرون بها لكي يصبحوا المرجع والمصدر لهذه العلوم بعد أن شعروا أنهم يفتقدون دورهم في المصادر والمراجع شيئاً فشيء، لذا يجب علينا العمل بشكل جدي وإجراء الأبحاث في هذه العلوم والاستثمار فيها وإنتاج النظريات الخاصة بنا،  وللدلالة على الاهتمام الغربي بعلومنا الإنسانية الإسلامية إذا قمنا ببحث عن مراجع العلوم الإنسانية والإسلامية والفقه فسيظهر الانتشار الكبير والسيطرة للمصادر والجامعات الغربية".
الاستثمار بالعلوم الإنسانية  
تبين المعطيات عن واقع العلوم الطبية والهندسية والتقنية في إيران تطوراً كبيراً، فيشير الدكتور جهانغيري إلى الإحصائيات في مجلة isi  الدولية التي تظهر تبوّؤ إيران المرتبة الأولى في العلوم التقنية والهندسية وفي مجلة isc  الإيرانية تحتل المرتبة الأولى في العلوم الإنسانية، وهذا إذا ما دل على شيء فإنه يدل على أن أكبر إنتاجاتنا العلمية هي العلوم الإنسانية داخلياً وخارجياً هي أقلها، لذا ينبغي العمل بجهد أكبر على الإنتاج في هذه العلوم الضرورية لمجتمعنا. وقد قالت رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية أننا منصة لتصدير العلوم الإنسانية الإيرانية والعالم الإسلامي ويجب أن نبين هذه القدرة
للعالم بأسره".
أهداف الجائزة .. تصدير علومنا الإنسانية الإسلامية
يؤكد الدكتور جهانغيري على أن: "تحاول جائزة الشهيد الصدر(رض) تحقيق منافسة بين المفكرين الذي يهتمون بالعلوم الإنسانية والإسلامية لتصدير هذه العلوم للخارج والتواجد في المحافل الدولية. ولذا يجب أن نربي وندرب المفكرين لدينا على طرح  أفكارهم ونظرياتهم في الجامعات الغربية والمحافل الدولية ونقدم لهم كل الدعم والتسهيلات اللازمة لذلك وليس فقط أن نخلق المنافسة ونتمكن من الظهور على المنصات العالمية مثل جي ستور وسكوبوس وغيرها ويصبح لدينا حضور دولي، ونحن لدينا مروجين عالميين ولكن ليس لدينا محققون عالميون فيجب علينا أن نخلق هؤلاء المحققين وندربهم ونربيهم بالشكل الصحيح لنتمكن من تصدير علومنا الإنسانية الاسلامية والإرتقاء بها".
تكريم الباحثين والمفكرين في العلوم الإنسانية
وقال الدكتور جهانغيري:" عندما تم اختياري لأكون الأمين العام لجائزة الشهيد الصدر(رض)" قمنا بتوجيه دعوات خاصة لأشخاص ومفكرين كبار في هذا المجال وقد تلقينا حوالي 400 نظرية، ولكننا لم نقبل العدد الكبير من المشاركين من الدول الأخرى كما السنوات السابقة بل كان عدد المقبولين للمشاركة محدوداً هذا العام، فكما قلت نحن بحاجة إلى مفكرين يستطيعون نقل أفكارهم ونظرياتهم للخارج ولسنا بحاجة للكتب والمقالات، وقد كان لدينا مشاركون من بلدان مختلفة أرسلوا لنا أعمالهم ونظرياتهم مثل الهند وباكستان وأفغانستان ولبنان والعراق وإيران وقد تم تقييم الأعمال التي تلقيناها وفق مراحل متعددة ويمكنني فيما بعد ذكر العوامل التي قمنا بالتقييم على أساسها فهي متعددة. ومن بين هذه الأعمال التي تم إرسالها، حصلت إحدى السيدات على امتياز كما حصل أحد الأشخاص من لبنان وآخر من العراق على امتيازات أيضاً حيث كانت أعمالهم متضمنة وشاملة للعوامل التي حددناها للتقييم، وفي حفل اختتام هذا المؤتمر سيقام تكريم للفائزين الثمانية بجائزة الشهيد
الصدر(رض) وتوزيع الجوائز، ومن ثم سنرسلها إلى الخارج وسيتم ترجمة أعمالهم إلى لغات مختلفة ونشرها عالمياً لكي تدرّس في الجامعات الأجنبية، وإننا نسعى كل عام إلى تكريم إثنين من المفكرين أصحاب النظريات والمنشورات العالمية وقد تم ترشيح مفكرين اثنين لهذا العام بعد التقييم والتمحيص في الأعمال المقدمة من قبل هيئة التقييم والتدقيق، وأحدهما هو سماحة العلامة آية الله "سيد كاظم حائري" وهو أحد تلامذة الشهيد محمد باقر الصدر(رض) الكبار، وهو مفكر ومنظّر ومُفسر للنظريات الأصولية الفلسفية كما أن نظرياته تم تصديرها للعالم، كما أنه ممثل الحوزة العلمية في النجف الأشرف. والمفكر الثاني الذي سيتم تكريمه هو سماحة العلامة آية الله"مصباح يزدي" والذي وصفه قائد الثورة الإسلامية بأستاذ الفكر، وقد تُرجمت أعماله إلى لغات عديدة، كما وجهنا الدعوة الثانية في مراسم الاختتام ونأمل أن تشارك دول أخرى
في العام القادم".

 

البحث
الأرشيف التاريخي