تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
محاولات جونسون للعودة إلى المشهد السياسي البريطاني
وأضاف المقال: "في عام 2020، تداخلت فترات مسؤولية هذين السياسيين. كان هذا العام الأخير لترامب كرئيس للولايات المتحدة والأول لجونسون كرئيس للوزراء في بريطانيا. في نهاية عام 2020، تمت إقالة ترامب، وفي صيف 2022، اضطر "ترامب الصغير" (كما كان يحب دونالد أن يناديه) إلى مغادرة شارع داونينغ بعد تمرد وزرائه. كما غادر جونسون البرلمان العام الماضي بسبب كذبه المتكرر على نواب ويستمنستر".
وتابع المقال: "في هذه الأثناء، يبدو أن هذا الرجل البالغ من العمر 60 عامًا لديه آمال جدية للعودة إلى مقر الحكومة - على الرغم من أن تحقيق هذه الآمال قد يستغرق بضع سنوات، حيث إن حزب العمال، الذي وصل إلى السلطة في يوليو بأغلبية ساحقة في مجلس العموم، لن يضطر إلى إجراء انتخابات حتى عام 2029".
وأشار المقال إلى أن "الحضور المستمر لـ"جونسون" في الرأي العام ووسائل الإعلام قد ألقى بظلاله على الصراع الحالي بين المرشحين المحافظين على زعامة الحزب في المستقبل. فلا يحظى أي من المرشحين لخلافة ريشي سوناك بشعبية خاصة لدى عدد كبير من البريطانيين".
وأوضح المقال: "في المقابل، يعرف 99 من كل 100 شخص مؤهل للتصويت في إنجلترا من هو "بوريس جونسون"، ومن حيث الشعبية، تفوق "جونسون" الآن حتى على "كير ستارمر"، رئيس الوزراء الحالي من حزب العمال".
وذكر المقال أنه "في استطلاع للرأي أُجري مؤخرًا، أعرب ثلاثة أرباع قراء صحيفة الديلي إكسبرس المحافظة اليمينية عن دعمهم لعودة جونسون إلى حزب المحافظين - على الرغم من وجود آراء أكثر تشككًا حول هذا الموضوع في المؤتمر الأخير للمحافظين الحاكمين".
وأضاف المقال: "على أي حال، تمكن رئيس الوزراء البريطاني السابق الآن من إثارة الحديث عن نفسه مرة أخرى في جميع أنحاء البلاد. وقد تم تفسير هذه الضجة بنشر مذكرات جونسون يوم الخميس الفائت بعنوان "Unleashed" (والتي تعني تقريبًا "إطلاق السراح" أو "فك القيود"). وقد أشادت قناة جي بي نيوز اليمينية بهذا الكتاب باعتباره "المذكرات السياسية للقرن". أما الأصوات الناقدة فتعتبره إلى حد كبير عديم المعنى وشبه مهرج".
وتابع المقال: "تحدث جونسون في هذا الكتاب عن كيفية اصطياده من قبل ريشي سوناك، وزير ماليته السابق، في صيف 2022. وكتب جونسون: "كنت أحب ريشي." ويقول جونسون إن حقيقة أن سوناك و61 عضوًا آخر في الحكومة أطاحوا به من منصبه بعد فضيحة "بارتي غيت" كانت "أكثر من جريمة". وادعى أنه كان سيفوز بالتأكيد في انتخابات هذا العام، وعلى عكس "سوناك"، كان سيهزم حزب العمال".
واختتم المقال بنقل آراء بعض المحللين، حيث قالت جيني راسل، كاتبة العمود في صحيفة التايمز، إن جونسون يسعى في النهاية إلى تحقيق ثلاثة أهداف من خلال حضوره الحالي: إلقاء اللوم على الآخرين في كل ما حدث بشكل خاطئ، وإحياء صورته السابقة كشخصية مرحة كبيرة، وتقديم نفسه كمنقذ للحزب. كما اعترفت راسل بأنه إذا سارت الأمور بشكل خاطئ للمحافظين في السنوات القليلة المقبلة وعاد جونسون إلى البرلمان من خلال انتخابات فرعية، فإن القائد المستقبلي للمحافظين سيواجه بالتأكيد مشاكل مع منافس من هذا النوع.