رئيس الجمهورية مُلتقياً نظيره الروسي في عشق آباد:

الدول الأوروبية وأمريكا لا تريد إستقرار المنطقة

الوفاق- على هامش فعاليات منتدى "ترابط الأزمنة والحضارات؛ أساس السلام والتنمية" الذي أقيم يوم أمس في العاصمة التركمانية عشق آباد، إلتقى رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد الرئيس بزشكيان، لدى لقائه الرئيس بوتين، أن العلاقات بين البلدين تتنامى وتتطور بشكل مضطرد في الجوانب الاقتصادية والثقافية. وأضاف: ينبغي تسريع عملية التعاون المتنامية بين إيران وروسيا وفقاً لإرادة القادة الكبار في البلدين والحاجة إلى تعزيز هذه العلاقات. وتابع: تتمتع إيران وروسيا بقدرات متبادلة وتكاملية جيدة ويمكنهما مساعدة بعضهما البعض، مُردفاً: إن مواقفنا في العالم أقرب بكثير إلى بعضنا البعض من الآخرين.
وفي إشارة إلى الوضع الحرج في المنطقة، قال الدكتور بزشكيان: إن الكيان الصهيوني لا يحترم أي إطار قانوني وإنساني دولي، والوضع في المنطقة حرج، مضيفاً: أن الدول الأوروبية وأمريكا لا تريد أن يسود الاستقرار بين دول المنطقة.
بدوره، قال الرئيس الروسي: إن التعاون بين البلدين يمثل أولوية قصوى بالنسبة لنا، وتطوير العلاقات وزيادة حجم التجارة بين الجانبين يتم بشكل جيد للغاية. وأضاف: إن روسيا منفتحة لمناقشة معالم النظام العالمي الجديد مع جميع الشركاء على الساحة الدولية.
ضرورة تطوير التفاعلات مع تركمانستان
في سياق آخر، وعلى هامش فعاليات المنتدى، أكد الرئيس بزشكيان على ضرورة تطوير التفاعلات الثقافية والسياسية والاقتصادية بين ايران وتركمانستان.
وأكد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلال لقائه الزعيم الوطني في تركمانستان قربان قلي بردي محمدوف، على ضرورة تطوير العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية بين البلدين، مشيراً إلى القواسم الثقافية المشتركة بين البلدين.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى لقائه مع قائد الثورة الإسلامية قبل زيارته إلى تركمانستان ونقل تحياته إلى الزعيم الوطني لتركمانستان، قائلاً إنه يعتبر قائد الثورة الإسلامية باحثاً ثقافياً عميقاً ومحباً للثقافة ولديه فهم كامل للشاعر التركماني الشهير "مختوم قلي فراغي"، ويعتقدون أن البلدين بالإضافة إلى كونهما جارين، هما أيضا أقارب لبعضهما البعض.
الوحدة على المستوى الدولي
واعتبر الرئيس بزشكيان الاحتفال بالذكرى الـ300 لوفاة الشاعر الكبير "مختوم قلي فراغي"، بمثابة عمل على غرار خلق الوحدة على المستوى الدولي، مضيفاً: إن رسالة المؤتمر الدولي "ترابط الأزمنة والحضارات؛ أساس السلام والتنمية" وقصائد هذا الشاعر الكبير عن الوحدة والتضامن والأخوة تظهر روحه العالية.
بدوره، أعرب الزعيم الوطني لتركمانستان، خلال اللقاء، عن شكره لحضور الرئيس الإيراني في حفل الذكرى الـ300 لوفاة الشاعر الشهير، قائلاً: أغتنم هذه الفرصة وأطلب من فخامتكم نقل تحياتي الحارة وتمنياتي الطيبة إلى سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي.
الوحدة الإسلامية الطريق لمواجهة التطرف
وفي كلمته خلال المنتدى الدولي الذي أقيم بمناسبة الذكرى الـ300 لوفاة الشاعر الكبير "مختوم قلي فراغي"، أكد الرئيس بزشكيان أن الوحدة الإسلامية هي الطريق لمواجهة التطرف والعنف، وقال: إن العلاقات بين إيران وتركمانستان كانت دائماً ودية وبناءة، وتشكلت على أساس المصالح المتبادلة، ويرتبط شعبا إيران وآسيا الوسطى بروابط ثقافية وحضارية عميقة. وتابع: انتشار الإسلام من خلال التبادل الثقافي بين إيران وآسيا الوسطى ساعد على تعزيز هذا الغنى الحضاري. موضحاً إن العلاقات والصداقة بين إيران وتركمانستان، باعتبارهما جارتين لهما حدود طويلة، كانت دائماً ودية وأخوية وبناءة وقائمة على المصالح المتبادلة وتشهد اتجاهاً متزايداً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأوضح: إن وجود الإسلام وانتشار الشعائر الإسلامية من إيران وآسيا الوسطى والتبادل الثقافي إلى جانب التقارب اللغوي بين الشعوب الإيرانية والمجموعات العرقية التي تعيش في آسيا الوسطى قد زاد من ازدهار وثراء الحضارة المشتركة.
وأكد رئيس الجمهورية أن تبادل الأفكار والتفاعلات الثقافية بين الجماعات البشرية يتشكّل خارج إرادة الحكومات ولا يعرف الحدود، مضيفاً: في الوقت نفسه، فإن دور أساطير شعرنا وأدبنا مثل الفردوسي والرودكي والسعدي والخيام وغيرهم الكثير في التعريف بثقافة الحضارة الشرقية الغنية لا يخفى على أحد.
مخاطر تُحدّق بالعالم الإسلامي
وصرح رئيس الجمهورية: كما يعد الشاعر الكبير "مختوم قلي فراغي" نموذجاً بارزاً لهذه العملية الحضارية، وحامل لواء الارتقاء بالثقافة واللغة التركمانية، والذي ترك خلال حياته المثمرة أثراً قيماً ومهماً في تطور المفاهيم الإنسانية القيمة. وتابع قائلاً: إن العديد من أسباب ديمومة عاداتنا وتقاليدنا ولهجاتنا اللغوية تعود إلى الجهود الكبيرة التي بذلها الشيوخ الذين ضحّوا بحياتهم، وإذا كانت اللغة الفارسية شهدت نهضة لشعراء كبار مثل الفردوسي، فإن اللغة والأدب التركماني يعود الفضل فيه أيضاً إلى جهود الشعراء والأدباء الكبار مثل "مختوم قلي فراغي" الذي ترك دوراً لا يُعوّض في الحفاظ على الأدب التركماني.
وشدّد على أن أجزاء مهمة من العالم الإسلامي تتعرض لخطر التطرف ونمو الجماعات التي ترى فلسفتها الوجودية في انقسام المجتمع الإسلامي، وتابع قائلاً: عندما يتحدث الكبار مثل "مختوم قلي" عن تقارب المجتمعات الإسلامية ووحدتها، فإنهم يدركون جيداً الزوايا المظلمة ومعاناة الفراق.
نموذج للأحادية
وصرّح الرئيس بزشكيان: نشهد نموذجاً للأحادية في القضية الفلسطينية وتجاهل حقوق الأمم التي لها تاريخها وثقافتها وعناصرها الثقافية، وقال: إن عمق أزمة غزة واستمرار هذه الحرب غير المتكافئة واستمرار الهجمات الوحشية على لبنان أمر يفوق الوصف. وأضاف: إن من أمثلة شعر "مختوم قلي فراغي" فهمه الصحيح وخوفه من الجهل والأذى الذي يمكن أن يؤدي بالمجتمع البشري إلى الخضوع أو الفجور من خلال الإبتعاد عن السلوك الأخلاقي.
البحث
الأرشيف التاريخي