خبير في العلوم الاسلامية من النجف الأشرف للوفاق:
إرادة المقاومة في لبنان ومَن معها ثابتة، بل تزداد قوّة وإصراراً
التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحو ثلاثين عاماً، قادهم فيها من نصر إلى نصر.. لقد كان الشهيد الكبير أنموذجاً قيادياً قلّ نظيره في العقود الأخيرة، وقد قام بدور مميز في الانتصار على الاحتلال الصهيوني بتحرير الأراضي اللبنانية، وساند العراقيين بكل ما تيسر له في تحرير بلادهم من الإرهابيين الدواعش، كما اتخذ مواقف عظيمة في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم حتى دفع حياته الغالية ثمناً لذلك. وفي هذا الصدد، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الخبير في العلوم الاسلامية من النجف الأشرف سيد حسن آل عبدالله الحسني، فيما يلي نصّه:
الوفاق / خاص
سهامه مجلسي
شخصية ومكانة السيد حسن نصرالله
منذ ولادة الشهيد السيد حسن عبدالكريم نصرالله سنة 1960 وقد نشأ السيد حسن نصرالله في أكناف أسرة كريمة شريفة النسب مجاهدة لأب مكافح بعمل يجعل أسرته كريمة بحسبها ونسبها. كان السيد حسن منذ صغره يد العون لأبيه السيد عبدالكريم الذي كان مهتماً بدراسة أصول الدين. أكمل السيد حسن دراسته وانضم إلى حركة أمل وعيّن مندوباً للحركة وساعده محمد الغروي بالذهاب إلى النجف الأشرف وقد التقى بالسيد عباس الموسوي الذي اشترك معه في تأسيس حزب الله لاحقاً. اضطر السيد نصرالله على العودة إلى لبنان في 1979 إلى الحوزة الدينية في بعلبك التي كانت تتبع تعاليم السيد محمدباقر الصدر(قدس) في إجتياح إسرائيل للبنان عام 1982.كان في هيئة الإنقاذ الوطني وشارك في تأسيس حزب الله في هذا العام وعمره 22 سنة. وفي سنة 1989 غادر إلى مدينة قم المقدسة في إيران، حيث تابع دراسته الدينية في عام 1991 ثم عاد إلى لبنان وانتخب السيد عباس الموسوي أمين عام لحزب الله والشيخ نعيم قاسم نائباً له واستلم السيد نصرالله التنفيذية السابقة.
إرادة المقاومة الإسلامية في لبنان ومن معها ثابتة
بلا شك أن أمريكا والكيان الصهيوني مشرفين على لبنان منذ أن حصلت المواجهات التي أدت إلى اجتياح واغتيالات منذ 40 عام ومستمرين إلى اليوم، والهدف هو إسقاط الخارطة اللبنانية، وكلما حاولوا صدموا، واليوم اغتيال السيد حسن نصرالله كاغتيال السيد عباس الموسوي ومن قبله إخفاء السيد موسى الصدر النتائج واحدة لا تتغير وأمر لأن ما أشار إليه السيد حسن نصرالله منها أمور قد تحققت ومنها لم تتحقق بعد هي التي أدت إلى اغتياله ظناً من "إسرائيل" أن غيابه لن يحققها؛ لكن العوامل التي أوصلت حزب الله والمقاومة اللبنانية إلى هذه المرحلة والتي السيد حسن نصرالله هو حزء منها سوف تحققها والدليل أن إرادة المقاومة لم تختل من قبل بعد غياب السيد موسى الصدر والسيد عباس الموسوي وقادة آخرين كان لهم دور مهم. أما القرار ثابت لأن فيه حتمية بزوال العدو الصهيوني والأمر لم يتوقف على حزب الله فقط ولا على أي صنف من أصناف المقاومة لأنها قضية مصيرية أضف إلى أنها مرتبطة بوجود وعقيدة راسخة تم الاعتداء عليها من قبل الصهيونية والدول التي معها ولولا هذا الأمر لما أكد الإمام الخميني(قدس) على زوال "إسرائيل" من الوجود حتماً وجعل آخر جمعة من شهر رمضان يوم القدس العالمي، وكذلك السيد عباس الموسوي والسيد موسى الصدر والسيد حسن نصرالله أكدوا على زوال العدو الصهيوني والقضاء عليه لذلك تبقى إرادة المقاومة الإسلامية في لبنان ومن معها ثابتة بل تزداد قوة وإصرار وإرادة لتفشل المخططات الصهيونية وتقف بوجه العدو بكل ثبات وإرادة وعزيمة وإصرار نحو النصر أو الشهادة.
ما أنجزه حزب الله في لبنان تعدى مساحته بكثير
ما أنجزه حزب الله في لبنان تعدى مساحته بكثير وقيادة السيد حسن نصرالله كان لها دور جعل العالم ينظر باحترام إلى حزب الله كونه مدافع عن الأرض والإنسان في لبنان وفلسطين وحتى سوريا عندما حصل الاعتداء على أراضيها وشعبها، كما التضحيات التي قدمت من أجل الدفاع عن أرض لبنان وفلسطين وغيرها وسقوط الشهداء من أجلها كما أشرنا عن السيد حسن نصرالله الذي قدم نجله السيد هادي نصرالله شهيداً في أرض العدو الذي أخذ جثمانه الشريف لحين تبادل الأسرى وآخر ما جاد به السيد حسن نصرالله نفسه الزكية ومن معه من القادة «والجود بالنفس أقصى غاية الجود» من أجل القضية الفلسطينية وكان منذ البداية يؤكد على غزة ومساندتها مادام هنالك عدوان عليها فكان شهيداً من أجلها.
كلما انطلقت "إسرائيل" في اغتيال قائد تلقت ما هو أمرّ رغم ما تمتلك من وسائل اجتمعت أمريكا ومن معها بدعم هذا الكيان الذي عجز عن صد ورد محور المقاومة، مراحل الرد واضحة عند ارتقاء القادة شهداء هو بلوغ مراحل جديدة يعجز العدو من مواجهتها بتطور وتقدم المقاومة التي تهيئت لجميع عناصر المفاجأة بما فيها اغتيال القادة لذلك كيفة الرد لا تدرك ولا يمكن معرفتها حتى العدو اليوم متحير تجاهها لذلك جميع المراقبين حين يتطلعون إلى الشارع وكان الشارع يعلم ما سيحصل وهذا دليل أن الشارع الإسلامي والعربي قد نال ثقافة من قبل المقاومة من خلال خطب وأحاديث السيد الشهيد حسن نصرالله وقادة المقاومة الذين يقدمون دراسة نظرية وعملية جعلت الانسان المسلم والعربي لا يفاجأ بالأحداث التي كان قد يتوقعها لأن الحرب فيها ما حصل، وما سيحصل أدهى وأمر على الأعداء برد لم يتوقعه الجميع لا شك أن يكون مزلزل ويترك آثار وخيمة على العدو الذي سيكون في حالة يستثقل بها كل ما ظن أنه مصدر قوة له، كما اليوم أمريكا تستثقل الكيان الصهيوني الذي يكلفها أكثر مما تنتفع منه بفضل المقاومة التي أصبحت ثقافة شعبية في جميع العالم لأمر اراده الله تعالى لمصلحة هو عالم أسرارها.
إنسان صادق القول والوعد
تبقى هذه الجريمة اللاإنسانية وصمة عار على جبين كل من قام بها وحشر نفسه فيها وكان سبباً لها على إنسان في أرضه التي يدافع عنها مجتمعاً فيها ومن معه لأجل الدفاع عنها والحفاظ عليها والسيد حسن نصرالله ما عرف عنه منذ صغره من وعي وأخلاق وحكمة وأسرة كريمة ووالد مجاهد متابع مثابر ناظر لأحكام دينه وأصول عقيدته السيد عبدالكريم نصرالله نعم ما أنجب وربى لشخص طيب كريم أمين ودود يحمل معاني وصفات إنسانية أحبها كل من عاشره ولازمه وعمل معه حتى العدو كان يقف أمام ما يقوله بصمت ينتظر ما يقوله لأنه إنسان صادق القول والوعد سليم القلب صاحب سماحة لذلك هذه الجريمة سيكون لها وقع على كل من عرف السيد
حسن نصرالله.