الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وخمسة وتسعون - ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وخمسة وتسعون - ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

عضو المجلس المركزي في حزب الله للوفاق:

من السيد عباس الموسوي إلى الشهيد ابراهيم عقيل ”فلسطين” العنوان الجامع للأمّة

تُعدّ الشهادةَ أحدَ أسلحة حزب الله النوعية وذات الفعالية الفائقة، والتي كسب من خلالها شعبية وصدقية كبيرتين، مع إصرار على عدم السماح للعدو أو للخصوم بتحويلها إلى نقطة ضعف أو وسيلة تُستخدم في ليّ ذراع أبرز حركات المقاومة. لقد شهدت الساحة اللبنانية حملات دعاية مكثفة ومكرَّرة ضد حزب الله عبر ربط الاستشهاد بثقافة الموت، إلا أن الوقائع تُظهر أن قدرة التأثير بقيت محدودة جداً، نتيجة مجموعة من الأسباب، أبرزها وأكثرها فعالية هو أن أدبيات الحزب تخطت التنظير إلى الواقع من خلال استشهاد قادة الحزب وأبنائهم، على مر تاريخه، الأمر الذي أكسبه صدقية كبرى. فعلى عكس ما كان سائداً في كثير من الحركات السياسية في العالم العربي، إذ يتمتع المسؤولون وأفراد عائلاتهم بالامتيازات، في حين يتجند أولاد المناصرين في المعارك والحروب، ويتم الزجّ بهم في أماكن الخطر، قدم حزب الله قادته شهداء، بدءاً بأمينه العام السابق، السيد عباس الموسوي، الذي استُشهد مع زوجته وابنه، وقبله أحد القادة المؤسِّسين الشيخ راغب حرب، وبعدهما القائد الجهادي الأبرز عماد مغنية، كما استُشهد أبناء المسؤولين، وأبرزهم ابن الأمين العام السيد حسن نصر الله في الخطوط الأمامية قبل تحرير الجنوب، ومؤخراً ابن عضو كتلة حزب الله النيابية الحاج علي عمار. وفي هذا السياق وحول أهمية هذه الشهادات والتي كان آخرها استشهاد القائد ابراهيم عقيل، ومع تشكيلها محطة مفصلية في تاريخ الحزب، أدّت إلى توسع شعبيته داخل البيئات الشيعية واللبنانية والعربية، وازدادت القناعة بأن الدم الذي يُسفَك، له أثر في تاريخ هذه الأمة، وفي الأجيال الآتية في المستقبل، وفي حركة التغيير الكبرى في العالم، وأن هذا الدم هو الذي سيصنع كل هذا التاريخ، حاورت صحيفة الوفاق عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي ، وفيما يلي نصّه:

الوفاق /  خاص

عبير شمص

جبهة حقيقية ضمن قواعد الاشتباك
بدايةً يقدم الشيخ البغدادي العزاء بالشهيد القائد الجهادي الكبير الحاج ابراهيم عقيل "الحاج عبدالقادر" ويشدد على أنه:"يجب أن نكرمه ونقدره على جهوده التي استمرت عشرات السنين من بداية الإجتياح الصهيوني وإلى الأمس حتى لحظة استشهاده، كان في حالة جهاد مستمرة ومتواصلة ومن دون تعب ومن دون تردد حاضراً في الساحات التي يطلب منه التواجد فيها، عندما شرع  العدو الصهيوني بحربه ضد  قطاع غزة  كان يهدف إلى الإستفراد به محاولاً إنهاء القضية الفلسطينية، وجاءت أمريكا لتبرر له عدوانه وتدعمه بالمال والسلاح، جاءت بأساطيلها لتمنع أي تدخل من أي جبهة تساند وتدعم غزة، ونحن بدأنا في اليوم الثاني  من الحرب في الثامن من اكتوبر بعمليات طبيعية مشروعة في مزارع شبعا المحتلة واعتبرنا هذه العمليات هديةً لغزة ومساندةً لها، في المقابل حدد العدو الصهيوني أهدافه من الحرب وهي نزع سلاح المقاومة "حماس"  وفصائل المقاومة الأخرى وتحرير الأسرى ولكن لم يتحقق أي من أهدافه بعد مرور ما يقرب من عام على إعلان الحرب على هذا القطاع وتدميره وقتل وجرح ما يزيد على 150000، وعندما وصل إلى طريق مسدود اعتبر أن جبهات الاسناد شكلت عائقاً أمامه ولم تسمح له باستمرار عدوانه على القطاع واستطاعت أن ترفع الكثير من المعاناة وتشغل الصهاينة وبالتالي تحولت إلى جبهة حقيقية ضمن قواعد الاشتباك، بذل العدو جهوداً جبارة مع أسياده الأمريكيين والغرب لفصل جبهة الجنوب عن غزة وتطبيق القرار 1701  وقلنا لهم على لسان سماحة السيد نصر الله أنه إذا أراد الصهاينة التوسع في الحرب فسنقوم بذلك أيضاً، حينها لجأ العدو بعد فشله بالميدان والسياسة إلى تنفيذ اغتيالات بحق كوادر وقادة المقاومة فاغتالوا السيد فؤاد شكر وكان رد المقاومة على الاغتيال قصف قاعدة 8200  والتي اعترف فيها العدو الصهيوني بخسائره الكبيرة فيها، ثم نفذوا  تفجير البايجرات والذي هو عمل جبان ومدان، وعملية الاغتيال الأخيرة كانت للقيادي الكبير الحاج "ابراهيم عقيل" وعدد من كوادر المقاومة، يعتبر هذا الاغتيال عدوان كبير جدا ولا يمكن لنا ان نسكت عليه وهو نتيجة الإخفاق الصهيوني في مواجهته مع المقاومة وفي الوقت نفسه محاولة للضغط على جبهة الإسناد اللبنانية ولكنه فشل بذلك أيضاً، فالمقاومة في لبنان استمرت بالقصف معلنةً للعدو أنه مهما قتلت ومهما ارتكبت من حماقات فإن هذه الجبهة لن تتوقف وبالتالي لن تنفصل عن جبهة غزة ما لم توقف العدوان على غزة لن تتوقف
جبهة الجنوب".
في مسيرتنا انتصر الدم والسيف
يعتبر الشيخ البغدادي أن جمهور المقاومة مطيع ملتزم بقرارات قادة المقاومة خصوصاً سماحة السيد نصرالله وله ملء الثقة بهذه المقاومة وقيادتها الحكيمة والشجاعة واعتاد هذا الجمهور على الاغتيالات منذ اغتيال سماحة الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية والسيد ذوالفقار بدر الدين،  في ثقافتنا عندما يرتقي  القادة شهداء فهذا يعطي قوة دفع للشباب والكوادر والقادة الجدد ومجتمع المقاومة، وهم يتأسون بسيد الشهداء الإمام الحسين(ع) في كربلاء التي لم يبق منها أحد ومع ذلك انتصر الدم على السيف، نحن انتصرنا بدمائنا وفي الميدان وفي معارك مختلفة واعتاد شعبنا على الإنتصارات الحقيقية، لجأ العدو الى الاغتيالات بسبب فشله في ميادين القتال التي نتفوق بها ويعرف مجتمع المقاومة بقدرات مقاومته وإمكانياتها، وها هي المقاومة وبالرغم من عمليات الإغتيال كثفت من عملياتها واطلاق الصواريخ المختلفه ولم تتأثر على الاطلاق ولها في رسول الله(ص) وشهداء كربلاء أسوة، نحن في جبهة المقاومة نتكل على رب العالمين ونعتمد على صبر ووعي جمهور المقاومة وتضحياته، كلما اغتالوا كادرا او قائداً او اي انسان عزيز على قلوبنا هذا يشد من عضد المقاومة ويخلق بدائل في الميدان تكمل المسيرة".
قادة حزب الله أنموذج فريد
اعتاد حزب الله منذ تأسيسه تقديم قادته وأبنائهم شهداء في هذه المسيرة الجهادية، ويعتقد الشيخ البغدادي بأن:" قيمة المقاومة بالنسبة إلى المجتمع اللبناني وإلى المجتمعات العربية والإسلامية جاءت من تطابق قولها مع عملها، فلم يكتف المسؤولون في المقاومة بإرسال أبناء الناس الى المقاومة في حين يدرس أبناؤهم في الجامعات الغربية وفي الخارج، بل كانوا وأولادهم في طليعة المجاهدين وارتقى منهم الشهداء وعلى رأسهم الشهيد هادي ابن السيد حسن نصرالله، وكان الشهيد الحاج ابراهيم عقيل في كل عمليات المقاومة حاضرا، في الجنوب وفي سوريا والآن في جبهة الإسناد لغزة ، وهذا  شكل عامل ثقة عند مجتمع المقاومة ليظهر أن هذه المقاومة تختلف عن الكثير من الفصائل الاخرى بالمصداقية والإخلاص وهذا يشكل النموذج القدوة الذي لا يضع مجالاً للشك بالمقاومة خاصةً  مع تربص الأعداء بها ومحاولتهم النيل منها ومن عزيمتها ومن ترابطها ومن تواصلها مع قاعدتها، وأذكر حادثة مع أحد كوادر المقاومة في منطقة اقليم التفاح في الجنوب حيث ترك هذا المسؤول عائلته في القرية رغم تعرض القرية للقصف رداً على عمليات المقاومة ، وعندما استغربت من عدم إخبار العائلة بضرورة الخروج من القرية قال: وضع عائلتي مثل وضع جميع عائلات القرية وما يجري على هذه العائلات يجري على عائلتي".
المقاومة ملتزمة بخط المرجعية الدينية
يرى الشيخ البغدادي أن هذه المقاومة تختلف عن بقية فصائل المقاومة لإنتمائها عقائدياً بخط المرجعية الدينية وبولي الأمر صاحب العصر والزمان(عج)، فأبناؤها وكوادرها يتميزون باهتمامهم بالحلال والحرام في التكليف الشرعي وبعبادتهم المتميزة " لهم  في الليل دوي كدوي النحل"  لهم عبادات خاصه ومعروفين بالزهد والتواضع، مع المؤمنين يعيشون اللين والتعاطف والرحمة أما مع الأعداء بالشدة والقسوة، هذه صفات المجاهدين المؤمنين لذلك لا يمكن ان نقيس منظمة حزب الله او المقاومة الاسلامية مع اي منظمة او مقاومة مختلفة من حيث اعتقادها ومن حيث عقيدتها ومن حيث نشأتها ومن حيث انتمائها ومن حيث ذوبانها في قائدها".
ويتابع حديثه بالقول:"يتأسف ويألم جمهور المقاومة على اغتيال القادة فهو يتمنى بقاءهم على قيد الحياة ويحزن لفراقهم، لكنه يعتقد أنهم ذهبوا الى جوار رب العالمين الى رحمته الى رضوانه الى جناته، وهم في الوقت نفسه بلغوا ما يتمنوه ونالوا الشهادة بعد قضائهم عمرهم في المقاومة، ولذلك نغبطهم على هذا الوسام ونقول لهم هنيئاً لكم وفي الوقت نفسه نأسف لفقدانهم  ونشعر بخسارتهم، ولكننا نعتبر أن المقاومة قيمتها اليوم أنها لم تعد متوقفة على كادر وإثنين بل لديها العشرات بل المئات من الكوادر تلامذة هؤلاء القادة، ونحن نريد أن يعيش مجتمعنا هذه الروحية، فرب العالمين اصطفاهم شهداء وكرمهم بهذا الوسام وهذا التكريم للسيد فؤاد شكر والحاج ابراهيم عقيل وعشرات الشهداء لا يؤثر على جمهور المقاومة سلباً إنما سيعطيه عزيمة وإرادة وحضورا وتماسكا في الميدان للانتقام لدماء هؤلاء الشهداء والاستمرار في هذا الخط والنهج".
ويشير الشيخ البغدادي إلى فشل المحاولات المستمرة للعدو الصهيوني للضغط على مجتمع وجمهور المقاومة من أجل زعزعة إيمانهم وتمسكهم بالمقاومة وإخافتهم ولكن مجتمعنا لديه بصيرة وتعلق بالقائد والطاعة المطلقة له، وهؤلاء لن يترددوا ولن يقولوا كما قال بنو "اسرائيل" لموسى اذهب انت وربك فقاتلا"، ولكن نحن نقول لقائدنا لقيادتنا نحن معكم أينما كنتم في السراء وفي الضراء وفي كل الأحوال، وهذا يردده النساء والأطفال والأمهات والآباء على شاشات التلفزة مما  يدهش العالم، يدهشهم هذا الصبر الواعي والتحمل والبصيرة، لذلك نحن لا نخشى أبداً على قواعدنا ولا على جمهورنا".
لن نتخلى عن دعم غزة
يؤكد الشيخ البغدادي بأنه:"على الرغم من كل التضحيات لماذا لا تتخلى المقاومه الإسلامية عن دعم غزة، نحن لدينا أولاً تكليف شرعي عقائدي حتى السيد القائد آية الله السيد علي الخامنئي(حفظه الله) قال قبل أيام "مَن لم يساعد غزة  يرتكب أكبر المحرمات وعليه أن يجيب المولى يوم القيامة عندما يسأله انت لماذا تفرجت لماذا تخاذلت؟" ونحن لن نترك الشعب الفلسطيني لوحده، فقضية المسلمين المركزية والعنوان الجامع للأمة هي فلسطين وليست قضية الشعب الفلسطيني وأهالي غزة، هم أرادوا باحتلال فلسطين وإيجاد هذا الكيان المجرم في أرضنا لسببين أساسيين الأول فصل البلاد العربية الاسيوية عن البلاد الافريقية، والثاني، لأن منابع النفط في بلادنا تقع في هذه المنطقة ليستولوا عليها ويصبح هذا الكيان معبراً للغربيين للدخول الى عواصمنا وبلادنا وأسواقنا العربية  ومدخلاً للتوطين، والتطبيع وبالتالي الغزو الثقافي الفكري وتشتيت إرادة المسلمين وتمزيق وحدتهم، لذا قضية الأمة المركزية هي القضاء على هذا الكيان وقطع أيدي الغرب عن بلادنا،  يجب أن يزول هذا الكيان الغاصب الارهابي المؤقت وبالتالي ستزول معه كل هذه المشاريع ، والتخاذل العربي ليس جديداً ، فبعض الدول العربية كانت تسير بشكل حثيث نحو التطبيع مع هذا العدو، ولكن جاءت عمليه "طوفان الأقصى" في 7 اكتوبر/ تشرين اول العام الماضي لتوقف هذا التطبيع وبالتالي تسدد ضربة قوية إلى هذا المشروع الغربي".
يختم الشيخ البغدادي بالقول: "المقاومة تقوى بقادتها عندما يكونون أحياء وتشحذ هممها وتزداد صلابة عندما يموتون شهداء".

 

البحث
الأرشيف التاريخي