تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في مؤتمره الصحفي الأول:
نبحث عن السلام وليس الحرب.. ولم نرسل صواريخ إلى اليمن
وأجاب الرئيس بزشكيان، في هذا المؤتمر الصحفي، على 30 سؤالاً للصحفيين والمراسلين المحليين والأجانب. وفي مستهل كلامه، قال رئيس الجمهورية: إن اليوم الذي اختير لعقد هذا المؤتمر الصحفي منسجم مع رؤيتنا. وأضاف: إن أسبوع الوحدة منسجم مع ما نصبو إليه. وتابع: قناعتي تتمثل في أن جميع الذين يعيشون في البلاد لديهم الحق من حيث القدرات، ويجب أن يكونوا في الموقع الذي يستحقونه، بمعزل عن العرق والعنصر.
تحسين العلاقات مع دول الجوار
وأشار الدكتور بزشكيان إلى أننا نحاول تحسين علاقاتنا مع دول الجوار فيما يتعلق بالقضايا الخارجية، وقال: تحدثنا أيضاً مع المسؤولين هناك خلال زيارتنا إلى العراق وإقليم كردستان العراق والبصرة وبغداد نفسها، وكان لدى معظمهم وجهة نظر مفادها أنه ينبغي لنا أن نرتّب ونعدّ معهم خططاً استراتيجية وأن يكون لدينا مشاريع مشتركة معاً.
وأضاف رئيس الجمهورية: يمكننا أن نفعل الشيء نفسه مع باكستان وتركمانستان وجمهورية أذربيجان وتركيا والدول المجاورة الأخرى، فمن الضروري لنمو السوق الحرة أن تكون قادرة على خلق اتصالات أجنبية وتعزيز الإستثمارات، وسنمارس بالتأكيد دبلوماسيتنا الخارجية على أساس العزّة والحكمة والنفعية.
إتفاقية الـ25 عاماً ستدخل حيز التنفيذ
وفي رده على سؤال مراسل صيني، أشار الرئيس بزشكيان إلى العلاقات الجيدة جداً بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والصين، وقال: معظم علاقاتنا جيدة مع الصين وروسيا والدول المجاورة. وأضاف: ما فعلته الصين فيما يتعلق بالوساطة بيننا وبين السعودية لحل المشاكل يعد خطوة كبيرة للتنسيق والتوافق في المنطقة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى ضرورة تنفيذ الإتفاقية المشتركة التي مدتها 25 عاماً بين إيران والصين، قائلاً: أنا وبصفتي رئيساً للجمهورية أؤكد على التحقيق في سبب عدم تنفيذ ما تم التخطيط له وكان من المفترض أن ينفذ. وذكر: تقوم هذه العلاقات في سبيل الاتصال بين دول المنطقة، ويمكنها التكيف والتنسيق الكامل مع هدف الصين المتمثل في دخول الأسواق الإيرانية ودخول إيران للأسواق الصينية.
وأوضح: نريد بناء نفس الطرق السريعة التي كانت موجودة من قبل على طريق الحرير، والآن نريد تطويرها من خلال المرافق والطرق والتقنيات المناسبة، لأننا سنكون بالتأكيد شريكاً استراتيجياً متكاملاً تماماً مع الصين وسنعمل على تعزيز هذا الطريق، وفي المستقبل القريب سنحاول تنفيذ ما تم التخطيط له ونوسع التعاون.
أولويتنا إيجاد نظرة ولغة مشتركة
ورداً على سؤال مراسل وكالة فارس حول العوائق التي تحول دون إزالة حدود إيران وجيرانها باستخدام تجربة الاتحاد الأوروبي والأولويات الرئيسية للحكومة الرابعة عشرة في السياسة الداخلية لتحسين معيشة الناس، قال الرئيس بزشكيان: لطالما تسائلت دائماً لماذا لا نتعامل نحن المسلمين مع بعضنا البعض بطريقة تجعل الآخرين يقتدون بتعاوننا مع بعضنا البعض. وقد قال رسول الله(ص): "المسلم أخو المسلم". وأضاف: لماذا يجب أن تكون لدينا حدود؟ لهم حكومتهم الكريمة، ولنا أيضاً حكومتنا وسلطتنا؛ لكن لماذا لا يستطيع أولئك الموجودون في باكستان وأفغانستان وكازاخستان وإيران أن يستقلوا القطار بسهولة ويذهبوا إلى النجف الأشرف والمدينة المنورة ومكة المكرمة واسطنبول؟
وأوضح الرئيس بزشكيان: عندما نتمكن من التواصل مع بعضنا البعض بسهولة، فهذا يعني أننا ضمننا أمن بعضنا البعض، وقمنا بتطوير اقتصادنا وثقافتنا، وقمنا بتطوير أسواقنا، وأصبحنا شعباً له نظرة ولغة مشتركة مع بعضنا البعض، وقوة ويد واحدة ضد أولئك الذين يريدون اتخاذ إجراءات ضدنا.
يجب أن نتكاتف مع بعضنا البعض
وقال الدكتور بزشكيان: يجب علينا أن نضع الحرب والخلافات جانباً، ويجب أن نتكاتف مع بعضنا البعض لحل المشاكل. وأضاف: إذا تمكنا من حل مشاكلنا داخلياً في الخطوة الأولى، فيمكننا عندها خلق الثقة بين المستثمرين والنخب والمنتجين، لذلك يجب علينا إنشاء منصة لعملهم. وتابع: أولويتنا الأولى هي إيجاد نظرة ولغة مشتركة، وثانياً ينبغي تشكيل هذه النظرة وهذه اللغة في وجهات النظر والسياسات والبرامج، وثالثاً تفعيل وتصميم نظام لتنفيذ ذلك وقد أبلغنا جميع الأجهزة بوضع برامج خاصة لهذا الغرض.
إيران لم ترسل صواريخ إلى اليمن
ورداً على السؤال الذي طرحه مراسل الجزيرة: "يعتقد الخبراء أن إيران أعطت صواريخ فرط صوتية لأنصار الله في اليمن أو نقلت التكنولوجيا إليهم؟ وهل تم اختبار صواريخ فرط صوتية خلال الحرب بين غزة وإسرائيل؟"، قال الرئيس بزشكيان: يستغرق ذهاب القوى العاملة إلى اليمن حوالي أسبوع؛ فكيف وصل الصاروخ إلى هناك ولم يروه؟ كما أنه في إيران، لا يوجد لدينا صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت من النوع الذي تستخدمه أنصار الله في اليمن ضد الكيان الصهيوني. وأضاف: أن اليمنيين وجدوا القوة للمقاومة ليس وليد يوم واحد أو أسبوع أو عام أو عامين. كما أنه من المستحيل الحصول على هذه التكنولوجيا في عام الحرب. وتابع: إننا فقط ننسق مع بعضنا البعض ونساعد بعضنا البعض، ونحتج على الكيان الصهيوني الذي يرتكب جرائم الإبادة الجماعية ولدينا رؤية مشتركة.
وأكد الرئيس بزشكيان: "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية أمام أعين العالم ولا أحد يحتج. وأضاف: إذا كان الغرب قلقاً على أمن الكيان الصهيوني، فلماذا لا يقلق على غزة وفلسطين؟ لا ينبغي للعالم أن يسمح لهذا الكيان المدعوم غربياً بقتل الأبرياء ومن ثم القلق من أن إيران قد أعطتهم الصواريخ.
وأكد بزشكيان: الغرب يعلم أن إيران لا تستطيع إرسال صواريخ إلى اليمن على الإطلاق، وأنه لدينا قوة صاروخية؛ لكننا لا نعطي صواريخ لليمن، وقبل الحرب، تعلم اليمنيون تكنولوجيا صناعة الصواريخ وكانوا ينتجونها.
العلاقات مع السعودية
ورداً على سؤال مراسل الميادين حول زيارة ولي العهد السعودي لطهران، قال رئيس الجمهورية: أرى إننا إخوة، لماذا لا نتبادل الزيارات؟ لماذا تكون بيننا خلافات؟ وأي خطوة من شأنها أن تقربنا من بعضنا البعض أنا شخصياً أرحب بها. وأضاف: قال الإمام علي(ع) في وصيته إن أي خلاف يمكن حله بين المسلمين أفضل من عشرات سنوات الصلاة والصيام، وهذا ما نعتقده أيضاً سواء مع السعودية أو مصر أو الأردن أو جميع الدول الإسلامية، سنحاول تعزيز علاقاتنا معها دون شكّ.
العلاقات مع تركيا
ورداً على مراسل الأناضول حول توسيع العلاقات مع تركيا والدول الإسلامية، قال رئيس الجمهورية: تركيا بلد صديق وشقيق ويمكن القول إننا أقرباء. وأضاف: إن عقيدتنا وثقافتنا ومعتقداتنا مشتركة، وهذا هو دافعنا ورغبتنا في الاستثمار المشترك مع تركيا. وتابع: يمكننا إنشاء طريق حتى يتمكن الإيرانيون من الذهاب بسهولة إلى تركيا، وحتى يتمكنوا هم أيضاً من الذهاب بسهولة إلى إيران وأفغانستان وباكستان وتركمانستان.
لا نسعى للحصول على أسلحة نووية
وفيما يتعلق برفع العقوبات والتغلب على حاجز العقوبات الدولية الناجمة عن الحظر الأمريكي على إيران، وقال الرئيس بزشكيان: يجب أن نتفاعل مع بعضنا البعض، من لا يريد لنا أن نتفاعل مع بعضنا البعض هي القوى العالمية. نحن لا نسعى إلى الأسلحة النووية، فهي التي تهددنا. وأضاف: يجب أن تكون لدينا قوة ضد تلك القوى حتى نتمكن من البقاء، نحن بحاجة إلى القوة الدفاعية للحفاظ على أمن شعبنا وبلدنا، ولم نكن أبداً البادئين بأي حرب، تمعّنوا النظر في المائتي عام الماضية، لن نفقد قوتنا الدفاعية للدفاع عن شعبنا إلاّ إذا تم نزع سلاح الجميع.
إيران لن تنسى أصدقاءها
وقال رئيس الجمهورية: علاقتنا مع روسيا والصين والدول التي ساعدتنا خلال فرض العقوبات القاسية جيدة جداً، وسنواصل هذا التعاون بقوة، مؤكداً أن إيران لن تنسى أصدقاءها. مضيفاً: روسيا جارتنا ولديها علاقات اقتصادية واجتماعية واستراتيجية مناسبة معنا. أنا متأكد من أننا إذا تفاعلنا مع دول البريكس ودول المنطقة فإن العقوبات القاسية التي يفرضونها علينا لن تكون فعالة. وقال: لا نحب أن نختلف مع الآخرين؛ لكننا أيضا لا نحب أن يجبرنا أحد على أي شيء.
وحول زيارته المرتقبة إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس بزشكيان: نخطط للقيام بالزيارة إلى أمريكا وعلينا أن نجهز أنفسنا للمشاركة بفعالية في هذا الاجتماع حتى نتمكن من الدفاع عن حقوق شعبنا، لأننا نبحث عن السلام وليس الحرب.
وحول إمكانية لقائه بالرئيس الأمريكي، أضاف رئيس الجمهورية: عليهم أن يثبتوا أخوتهم حتى نتمكّن من معرفة ما إذا كانوا متمسكين بالتزاماتهم أم لا؛ لأنهم أغلقوا علينا كل الطرق. وشدّد بالقول: على الأميركيين أن يظهروا أنهم ليسوا معادين لنا؛ لم نبنِ قاعدة حول بلادهم ولم نفرض عليهم حظراً، بل نحن إخوة للشعب الأمريكي.
زيارة العراق
وعن زيارته الأخيرة إلى العراق، أوضح رئيس الجمهورية: أن أجواء بنّاءة وحميمية خيّمت على الزيارة، وقال: أحسسنا بتقاربنا الكبير من الناحية الثقافية والأخلاقية والعقائدية، ولم نشعر بأي إختلاف فيما بيننا. وأضاف: ذهبنا إلى إقليم كردستان العراق ومن ثم إلى البصرة، وقد تم استقبالنا بشكل جيد للغاية. وتابع: ولد مسعود بارزاني في مهاباد بإيران، وولدت أيضاً في مهاباد. وأضاف: كان بإمكاننا التواصل مع بعضنا البعض بسهولة بالغة؛ لكن أطراف أخرى معادية بثّت الخلاف، وقامت بتسليح بعض الأشخاص هناك ليأتوا بهذه الطريقة ويشعلوا النزاع.
نتطلع إلى العودة إلى الإتفاق النووي
ورداً على سؤال مراسل وكالة أسوشيتد برس حول قلق وكالة الطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الإيراني السلمي، أكد رئيس الجمهورية: لا نبحث عن تكثيف إنتاج اليورانيوم، ومازلنا نتطلع للعودة إلى الإتفاق النووي.
وحول الدعوات الدولية لوقف عدوان كيان الاحتلال، قال الرئيس بزشكيان: لقد تحدثنا مع الإخوة في العالم الإسلامي ورؤساء الدول الأوروبية ووعدوا بحلّ المشكلة.
ورداً على سؤال صحيفة "نيكي" اليابانية حول مزاعم إرسال إيران الصواريخ إلى روسيا والعقوبات المفروضة على إيران وجهود الوساطة اليابانية، قال الرئيس بزشكيان: يوجد بيننا تعاون مع روسيا، لقد فرض الغرب علينا عقوبات، وساعدنا الروس. وأوضح: أنه من المحتمل أن يكون قد حدث هذا الأمر في الماضي، فلا يوجد حظر على هذا التبادل سابقاً، ولم نقدم أي شيء منذ وصولنا إلى سدّة الحكم.
وأوضح رئيس الجمهورية: لا نريد التصعيد في المنطقة، ستكون لدينا علاقات مع روسيا؛ لكن فيما يتعلق بالحرب، وجهة نظرنا هي أنه لا ينبغي لأي دولة أن تغزو أراضي دولة أخرى. وأكد بالقول: نرحّب بجهود الوساطة اليابانية. وأضاف: يمكننا أن نصنع عالمًا حيث يمكن للجميع العيش فيه بشكل مريح، أما هم فيصنعون قنابل ذرية ومعدات فتاكة.
وقال الدكتور بزشكيان: احترموا حقوق شعبنا ولا تتآمروا على بلدنا. وأضاف: لقد قمنا بثورة حتى يتمكن الشعب من العيش بكرامة وفخر، لا نفكر في تصدير الثورة إلى أي مكان، ولا نفكر في غزو أي بلد. هؤلاء يغتالون شعبنا الطيب والمبدع.