الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وستة وثمانون - ١٤ سبتمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وستة وثمانون - ١٤ سبتمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

في ظل المنافسة العالمية الشرسة

ما هي أهمية منغوليا بالنسبة لروسيا؟

الوفاق/ في إطار التحولات الجيوسياسية العالمية وسعي روسيا لتعزيز علاقاتها مع دول آسيا الوسطى، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة رسمية إلى منغوليا مؤخراً. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس تسعى فيه روسيا لتوسيع علاقاتها وتأمين مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع الغرب والمنافسة المحتدمة على آسيا الوسطى.
ثروات ضخمة
تمتلك منغوليا احتياطيات كبيرة من "العناصر الأرضية النادرة" بما في ذلك: الليثيوم والتيتانيوم والنحاس والفحم واليورانيوم. يُقدر حجم هذه الاحتياطيات بـ 3.1 مليون طن، وحسب بعض التقديرات قد يصل إلى 31 مليون طن. في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، توجد احتياطيات من الجرانيت القلوي المكون من الفلسبار والجرانيت الذي يحتوي على المعادن بما في ذلك المعادن الأرضية القلوية. في الجنوب توجد الكربوناتيت (صخور نارية تتكون بشكل رئيسي من المعادن الكربونية). كما تم اكتشاف مناجم الليثيوم في شكل خام ومياه جوفية معدنية في منغوليا. يُقدر حجم احتياطيات الليثيوم المستخدمة في صناعات الألمنيوم، لإنتاج البطاريات والزجاج عالي المتانة والسبائك الخفيفة، في غرب منغوليا وحدها وعلى الحدود مع روسيا بأكثر من 27 ألف طن. حتى 1 يناير 2021، بلغت الموارد القابلة للاستخراج في منغوليا 144,620 طناً، وهو ما يمثل 2٪ من الاحتياطيات العالمية. تحتل هذه الدولة المرتبة العاشرة في احتياطيات الفحم والسابعة في احتياطيات النحاس. في منجم النحاس والتيتانيوم المعروف باسم "بود"، والذي لا يبعد كثيراً عن حدود الاتحاد الروسي، يمكن استخراج التيتانيوم في حالة جذب الاستثمارات.
إن توافر "العناصر الأرضية النادرة" مهم للغاية لإطلاق الصناعات الحديثة. في الدراسات الجيولوجية الروسية، تمت دراسة مركبات "العناصر الأرضية النادرة" في الأراضي المجاورة لحدود منغوليا بشكل جيد. تحتوي صخور منطقة تساغان-شيبتا في منغوليا على ما يصل إلى 300 جرام لكل طن من "العناصر الأرضية النادرة"، وهي تركيبة مماثلة للبازلت في الحوض البنيوي لتوفا.
منافسة شديدة
ومع ذلك، يتطلب تنفيذ المشاريع تعاوناً عملياً، بما في ذلك تطوير تقنيات احتياطيات "العناصر الأرضية النادرة"، وتبادل المعرفة العلمية، وتنظيم الاستكشافات والأبحاث المشتركة. لقد بدأت المنافسة على الاحتياطيات الغنية من العناصر الأرضية النادرة والليثيوم والنحاس واليورانيوم في منغوليا. تستثمر ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بنشاط في استخراج واستكشاف الموارد المعدنية في منغوليا، وتقدم نماذجها الخاصة لما تسميه تحسين الإطار القانوني للبلاد، وبالتالي تضع الأساس لإخراج روسيا والصين من السوق المنغولية. نجحت ألمانيا في أن تُعرف كشريك استراتيجي لمنغوليا لدعم سياسات هذا البلد في جميع المنصات الدولية. يمكن أن تصبح فرنسا منافساً مباشراً لشركة "روس آتوم" الحكومية في مشروع المنشآت النووية منخفضة القدرة، ومنافساً في مجال استخراج "العناصر الأرضية النادرة" والليثيوم. تمارس كوريا الجنوبية، بدعم من الولايات المتحدة، تأثيراً كبيراً على الحياة الثقافية في منغوليا وتشارك في صياغة القوانين الوطنية لتحسين مناخ الاستثمار في منغوليا؛ ولكن هدفها النهائي هو الوصول إلى "العناصر الأرضية النادرة" في منغوليا، والتي تعمل عليها حالياً لجنة ثلاثية تضم منغوليا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
موقع هام
الأمر الذي يجعل موسكو متفائلة بشأن زيادة التعاون مع أولان باتور هو الموقع الجيوسياسي لمنغوليا كجسر للتواصل مع الصين. وهو أمر لم تغفل عنه أولان باتور، وقد اتخذت في السنوات الأخيرة خطوات إيجابية ومهمة نحو استخدام هذه الميزة الاستراتيجية من أجل ربط جارتيها الشمالية والجنوبية، مما يجلب فوائد اقتصادية وعبورية كبيرة لمنغوليا. وفي هذا الإطار، لعبت الصين أيضاً دوراً مهماً في ربط نفسها بالأسواق العالمية من خلال جارتها الشمالية.
يتجسد تقاطع برامج الحزام الاقتصادي الصيني "طريق الحرير" مع برامج البنية التحتية المنغولية في مشروع "مسار التنمية" (طريق السهوب) الذي يهدف بشكل أساسي إلى "إنشاء بنية تحتية حديثة للنقل والطاقة في منغوليا". تُظهر الصين اهتماماً بتعزيز طرق البضائع عبر أراضي روسيا ومنغوليا؛ الدول ذات الأنظمة السياسية المستقرة والمستقلة التي تعتبر صديقة لجمهورية الصين الشعبية. تأخذ الصين دائماً في الاعتبار حقيقة أن بعض الدول الآسيوية لديها موقف سلبي واضح تجاه مشروع "حزام واحد، طريق واحد" الضخم. كما أن بعض الدول تخضع لضغوط سياسية من الولايات المتحدة، وبالتالي هناك خطر من حظر التدفق التجاري الصيني من جانبهم، و الدول ذات الأنظمة السياسية غير المستقرة غير مرغوب فيها من حيث حركة البضائع. لذلك، وفقاً لخطة إنشاء ممر اقتصادي روسيا - منغوليا - الصين في العام 2010، بدأ تحديث أجزاء من سكة حديد أولان باتور كممر سكة حديد مركزي. تم إنشاء شركة سكك حديد أولان باتور باتفاق بين حكومتي روسيا و منغوليا، وتم توزيع أسهمها على أساس خطة 50-50٪ بين الشركاء الروس والمنغوليين.
في نهاية 2010، بدأ بناء خطين جديدين للسكك الحديدية من أكبر احتياطيات الفحم في تافان-تولغوي: ممر تافان-تولغوي - غاشون سوخايت، الذي يوفر إمكانية نقل الفحم من المنجم إلى نقطة حدودية غاشون سوخايت على الحدود مع الصين، وإلى جانبه، ممر تافان-تولغوي - زونبايان، الذي يوفر إمكانية تصدير الفحم من المناجم باستخدام خطوط شركة سكك حديد أولان باتور، وسكة حديد عبر سيبيريا ثم إلى موانئ الشرق الأقصى الروسية أو عبر الأراضي الصينية وميناء تيانجين.
في عام 2021، قدمت حكومة منغوليا سياسة النهضة الجديدة، وهي المرحلة الأولى من استراتيجية التنمية طويلة الأجل "رؤية 2050". يتم تنفيذ هذه المبادرة في ستة مجالات رئيسية، أحدها تطوير المعابر الحدودية الذي يشمل بناء شبكة السكك الحديدية الوطنية، وزيادة قدرة سكة حديد عبر منغوليا، وغيرها. في عام 2022، تم تشغيل ثلاثة مشاريع كبرى: أقسام توان - تولغوي - زونبايان (414 كيلومتراً)، توان - تولغوي - غاشون سوخايت (267 كيلومتراً)، زونبايان - خانجي (226 كيلومتراً). من المخطط توجيه موارد خام الحديد من سكة حديد عبر منغوليا إلى قسم السكة الحديدية من محطة زونبايان إلى معبر خانجي على الحدود مع الصين. كما يخدم المعبر الجديد خانجي - مندال في توفير السلع المستوردة. في نفس العام، في غرب منغوليا، تم تشغيل قسم بطول 745 كيلومتراً من الطريق السريع المعروف باسم AN-4 [الطريق الآسيوي 4 (AH4)]  الذي يمر عبر أراضي منغوليا ويربط مناطق غرب سيبيريا الروسية بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في الصين. في هذا السياق، بالنسبة لروسيا، فإن النقل عبر منغوليا هو قناة أخرى توفر النشاط الاقتصادي الخارجي.
البحث
الأرشيف التاريخي