تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
بعد أطول مدة قتال متواصل دامت 10 أيام
المقاومة الفلسطينية تجبر العدو على الإنسحاب من جنين
وفي اليوم الـ336 من عدوانه على غزة، واصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب المجازر في مختلف مدن وبلدات القطاع، موقعا مزيدا من الشهداء والجرحى.
كتائب الشهيد عز الدين القسام بدورها بثت مشاهد مصوّرة للأسير الصهيوني - الأميركي هيرش غولدبرغ بولن، وهو الأسير الرابع من الأسرى الستة الذين عثر «جيش» الاحتلال على جثثهم في رفح، وتتضمّن رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن لمناشدته بوقف الحرب.
مدينة جنين مرفوعة الرأس
انسحب «جيش» الاحتلال الصهيوني، فجر الجمعة، من مدينة جنين ومخيمها، إثر انجازات المقاومة الفلسطينية والعمليات البطولية ضد العدو، وذلك بعد أطول مدة قتال متواصل لقوات الاحتلال في الضفة المحتلة منذ عملية «السور الواقي» التي شنّها عام 2002، وحشد لها نحو 30 ألف جندي.
ومع إعلان إذاعة «الجيش» الصهيوني الانسحاب، زعمت أنّ العدوان لم ينتهِ بعد، بحيث من المتوقّع أن يعود «جيش» الاحتلال إلى جنين ومناطق أخرى قريباً.
كذلك، ذكرت وكالة «وفا» أنّ ثمّة مخاوف من عودة قوات الاحتلال لاقتحام المدينة ومخيمها بعد انتشارها على الحواجز العسكرية المحيطة، كما حدث في مرات سابقة.
وعقب الانسحاب الصهيوني، بدأت بلدية جنين التحرّك لتنفيذ مهمات الإعمار، كما أعلن رئيسها، وسط دمار لحق بنحو 70% من شوارع المدينة خلال الأيام الـ10 السابقة التي شهدت عدواناً عنيفاً ومتواصلاً.
وأدى العدوان إلى استشهاد 22 شخصاً في جنين وحدها، بينهم مسنّون وأطفال، توزّعوا على الشكل الآتي: 14 في المخيم، 2 في المدينة، 3 من كفر دان غربي مدينة جنين، 2 في اليامون غربي مدينة جنين، 1 في السيلة الحارثية غربي مدينة جنين.
إلى جانب ذلك، انسحبت قوات الاحتلال من طولكرم ومخيمها بعد تجدّد العدوان عليهما، بحيث استمرّ المرّة الأخيرة لـ4 أيام.
الأسبوع الأكثر دمويةً بالنسبة للضفة
وإزاء ما شهدته الضفة الغربية خلال الأيام السابقة من العدوان الصهيوني، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أنّ «الأسبوع الماضي كان الأكثر دمويةً بالنسبة إلى الفلسطينيين في الضفة منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي».
وأضافت الوكالة، في منشور في حسابها في «إكس»: «بينما تتواصل الحرب على قطاع غزة، تتزايد أعمال العنف والدمار في الضفة الغربية كلّ ساعة، وهذا أمر غير مقبول، ويجب أن يتوقّف الآن».وبينما يواصل بن غفير تصعيده ضد الضفة، يستمر المستوطنون بالاعتداء على الفلسطينيين أيضاً، إذ أحرقوا مركبةً خلال هجومهم على قرية أبو فلاح، شمالي رام الله، وخطّوا شعارات عنصرية.
عمليات بطولية ضدّ القوات الصهيونية
المقاومة في الضفة الغربية واصلت من جهتها التصدّي لـ»جيش» الاحتلال، إذ خاضت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، ليل الخميس - الجمعة، اشتباكات ضدّ القوات الصهيونية التي تقدّمت نحو محوري مغدوشة والجماسين في مخيم بلاطة شرقي نابلس.
وأكدت كتيبة بلاطة في سرايا القدس خوضها اشتباكات ضارية في المخيم، مؤكدةً استمرارها في نهج المقاومة، متوعّدةً الاحتلال بأنّ في «جعبتها الكثير والكثير».
أما كتائب شهداء الأقصى، فأوقعت قوة مشاة صهيونيةً في كمين محكم في مخيم بلاطة، فجّرت فيه عبوةً ناسفةً شديدة الانفجار، ثمّ اشتبكت مع الجنود بالأسلحة الرشاشة، محقّقةً إصاباتٍ مؤكدةً في صفوفهم.
وكان الجيش الصهيوني قد بدأ عمليته العسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية في 28 أغسطس/آب الماضي، وشملت مدن ومخيمات جنين وطولكرم وطوباس والفارعة، حيث نفذت القوات عمليات توغل متكررة، وأسفرت عن استشهاد واعتقال العديد من الفلسطينيين.
تشييع جثامين 8 شهداء
في الوقت نفسه، شيع الآلاف في مدينة جنين - الجمعة- جثامين 8 فلسطينيين استشهدوا على يد الجيش الصهيوني خلال العملية العسكرية.
وانطلقت مراسم التشييع من أمام مستشفى جنين الحكومي، حيث رفع المشيعون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات منددة بالانتهاكات الصهيونية، في حين أطلق مسلحون النار في الهواء تعبيرا عن غضبهم ومطالبتهم بالثأر.
كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني - الخميس- استشهاد 5 فلسطينيين في ضربة جوية استهدفت سيارة في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وتواصلت الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين بالتزامن مع العدوان الصهيوني على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث صعّد الجيش والمستوطنون من هجماتهم في الضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد 691 فلسطينيا وإصابة 5 آلاف و700 آخرين، واعتقال أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني، بحسب منظمات فلسطينية رسمية.
استهداف قوات الاحتلال في غزة
بالتزامن تواصل المقاومة في قطاع غزة التصدّي لقوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة، لليوم الـ336 من ملحمة «طوفان الأقصى»، مكبّدةً إياها مزيداً من الخسائر.
وسيطرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، على طائرة صهيونية استطلاعية، خلال تنفيذها مهماتٍ استخباريةً في سماء المحافظة الوسطى من القطاع.
كذلك، نشر الإعلام الحربي لسرايا القدس مشاهد توثّق قصفها جنود الاحتلال وآلياته في حي الزيتون، جنوبي شرقي مدينة غزة، بقذائف «الهاون».
بدورها، قصفت كتائب شهداء الأقصى تجمّعات الآليات الصهيونية بقذائف «الهاون»، في شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
شهداء وجرحى في القصف المركّز على القطاع
من جهة اخرى تركّز القصف الصهيوني على جنوبي قطاع غزة ووسطه، إلى جانب عدة مناطق من مدينة غزة، وذلك في اليوم الـ336 من حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال على القطاع.
في رفح، جنوبي قطاع غزة، نسف الاحتلال مربّعات سكنيةً شمالي غربي المدينة، بينما تمّ انتشال جثماني شهيدين في شماليّها.
وفي شرقي خان يونس، جنوبي القطاع أيضاً، أطلقت القوات الصهيونية النار بصورة مكثّفة على منازل الفلسطينيين في بلدة الفخاري.
أما في وسط قطاع غزة، أعلنت مديرية الدفاع المدني في غزة انتشال 4 شهداء، بينهم سيدتان وطفلتان، نتيجة قصف الاحتلال لخيام النازحين في منطقة أرض أبو مهادي، غربي مخيم النصيرات.وشمالي مخيم النصيرات، استشهد شخصان على الأقل، بينما أُصيب آخرون في قصف استهدف مجموعة من الأشخاص.
وفي حي الزيتون، جنوبي شرقي المدينة، حيث نسف الاحتلال مباني سكنيةً، ارتقى 6 شهداء على الأقل، بينما أصيب عدد من الأشخاص، في إثر استهداف طائرات الاحتلال منزلاً.
وفي حي تل الهوا أيضاً، استشهد 3 أشخاص على الأقل، في قصف استهدف منزلاً لعائلة الحداد.
تطعيم 161188 طفلاً ضدّ شلل الأطفال
من جانبها أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة تمكّن الفرق الطبية من تطيعم 161188 طفلاً في اليوم الأول من المرحلة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال، في المحافظات الجنوبية.
وأكدت الوزارة استعداد الفرق الطبية وجاهزيّتها التامة لاستقبال الأهالي من أجل تقديم التطعيم للأطفال.
وفيما يتعلّق بالأوضاع التي يعانيها الأطفال في قطاع غزة، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أنّ أكثر من 50 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد، ويحتاجون علاجاً فورياً.
القسام تواصل نشر رسائل الأسرى القتلى
في سياق آخر بثت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد مصوّرة لم تُنشَر من قبل للأسير الصهيوني هيرش غولدبرغ بولن، أحد الأسرى الـ6 الذين قتلهم «جيش» الاحتلال الصهيوني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وتضمنت المشاهد رسالة من بولن، الذي يحمل الجنسية الأميركية إلى جانب جنسيته الصهيونية، إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وجميع المواطنين الأميركيين، يطالبهم فيها بفعل كل ما بوسعهم لوقف الحرب، ووقف هذا الجنون، وإعادته إلى المنزل فوراً.